أصبح الإفطار على شاطئ البحر ممارسة تستهوي أكثر فأكثر الرباطيين والسلاويين، الذين يرتادون، كبارا وصغارا، شواطئ الرباط وسلا وتمارة وهرهورة لتناول وجبة الإفطار بالقرب من الأمواج. فمع حلول رمضان، خلال السنوات الأخيرة في أشهر فصل الصيف، تغيرت عادات الرباطيين والسلاويين، فمنهم الشغوفون بالصيد والذين ينتظرون الفرصة الملائمة لإلقاء صناراتهم وسط الموج، وهناك من يرتادون الشاطئ لممارسة هواياتهم،وشريحة ثالثة تختار تناول وجبة الإفطار وهي تستمع بسحر الغروب.
فالعديد من الأسر والعائلات والأفراد يقصدون الشاطئ سويعات قبل موعد الإفطار وهم يحملون ما أعدوا من أطباق تقليدية متنوعة، ولا يغادرونه إلا في ساعة متأخرة من الليل.
وحسب رضا، (19سنة) الطالب في مجال التمريض، فالإفطار على الشاطئ لايختلف عن الإفطار الذي يجمع أفراد الأسرة على مائدة بالبيت، فأطباق رمضان كلها حاضرة من حريرة وتمور وحلويات مختلفة وسمك و»سلطات»أو معجنات، والفرق الوحيد هو «طعم الحرية»و كسر الروتين .
الكل يشارك في إعداد مائدة الطعام، يضيف رضا، فهذا التغيير في الأجواء يجعلني أنسى المائدة الكلاسيكية الغنية التي تعدها أمي بإتقان، مشيرا إلى أن الإفطار على شاطئ البحر يعد بالنسبة له بمثابة نوع من الهروب من الروتين اليومي والجمع بين الإفطار والخروج للاستمتاع.
وتقول كنزة، الطالبة في السنة أولى بكالوريا، وهي تتأمل حركة الماء وسط ضحكات الأطفال الذين يلهون مع مد وجزر الأمواج الصغيرة، في انتظار الأذان ، إن جو الشاطئ مهدئ ومناسب للاسترخاء.
وأضافت أن «هذه الأجواء تساعدني على نسيان كافة عوامل التوتر خاصة بعد فترة الامتحانات «موضحة أنها قررت أن تلتقي أصدقاءها على شاطئ البحر للاستمتاع واللعب والتحدث في أمور مختلفة في جو يساعد على الاسترخاء. أما ياسر الذي قدم من فاس، فقال إنه يأتي للإفطار مع العائلة على الشاطئ والسباحة طيلة الليل، معتبرا أن ذلك يمثل «تغييرا لأجواء البيت».
وأضاف وهو يعد النار للشواء الذي سيضفي نكهة خاصة على الإفطار على شاطئ البحر، أن لديهم كلما يحتاجون من أجل مائدة إفطار تليق برمضان صيفي. «لدينا مصابيح وشموع صغيرة معطرة من أجل الإضاءة».
وبدورها، أكدت ليلى (32 سنة) أن الإفطار على شاطئ البحر يمثل بالنسبة لها مناسبة لكسر الروتين اليومي وتغيير الجو.
وأوضحت أن هذا الإفطار رفقة زملائها في العمل، وفي الهواء الطلق، يتيح لها اقتناص لحظات مع أصدقائها حول مائدة مليئة بأطباق تم إعدادها في البيت وهي فرصة لمناقشة مواضيع تختلف عن تلك التي قد تثيرها مع أفراد الأسرة أمام شاشة التلفاز.
وإذا كانت بعض الأسر تحضر الكراسي والموائد فإن أخرى تفضل اكتراءها في عين المكان أو افتراش الزرابي.
ويبقى الإفطار على شاطئ البحر متعة حقيقية تمكنهم من التواصل مع الطبيعة والاستمتاع بالبحر وتأمل ساعة الغروب بما تحمله من ألوان مختلفة ومريحة.