الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو المغرب تتراجع ب 32 في المائة : ارتفاع استثمارات المغاربة بالخارج يثير المخاوف حول سيولة العملة الصعبة

 

تراجعت تدفقات الاستثمارات الخارجية المباشرة نحو المغرب نهاية شهر شتنبر من العام الجاري بناقص 32 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وهبطت الاستثمارات الخارجية بأزيد من 6 ملايير درهم لتستقر في حدود 13.3 مليار درهم عوض 19.6 ملايير درهم المسجلة خلال شتنبر 2018 ، حسب ما أكده التقرير الشهري الأخير لمكتب الصرف حول المبادلات الخارجية للبلاد.
وعزا مكتب الصرف هذا التراجع إلى انكماش مداخيل الاستثمارات الأجنبية المباشرة بمعدل 19 في المائة، إذ لم تتعد عند نهاية شهر شتنبر الماضي 23.5 مليار درهم بدل 29.2 مليار درهم المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي، وذلك تحث تأثير ارتفاع نفقات الاستثمارات الخارجية للبلاد التي شهدت زيادة قدرها 740 مليون درهم و معدلها 7.8 في المائة.
في المقابل تضاعفت تدفقات الاستثمارات المغربية في الخارج خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري لتصل إلى نحو 6.6 مليار درهم عوض 2.9 مليار درهم خلال العام الماضي.
وسجل حجم استثمارات الغاربة في الخارج خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري زيادة تقدر ب3.4 مليار درهم أي بأكثر من 78.8 في المائة لتسقر عند 7.7 مليار درهم في شتنبر 2019 مقابل 43 مليار درهم في 2018 .
ويثير استمرار تراجع مداخيل الاستثمارات الخارجية المباشرة للعام الثاني على التوالي قلقا في الأوساط الحكومية حول جاذبية المغرب للاستثمار الأجنبي بالنظر إلى الأهمية التي يكتسيها في ميزان الأداءات والاحتياطات الأجنبية للبلاد من العملة الصعبة. ويعزى انكماش تدفقات الاستثمار الأجنبي نحو المملكة إلى العديد من العوامل الظرفية، من بينها تراجع الاستثمارات العربية المباشرة في المغرب للعام الثالث على التوالي، حيث لم يجاوز حجمها في العام الماضي 7.9 مليار درهم، مقابل 8.6 مليار درهم في 2017 و 9.7 مليار درهم في 2016 و 13.7 مليار درهم في 2015 .
وبذلك تقلصت هذه الاستثمارات بنسبة 41.4 في المئة مقارنة مع عام 2015. وبعدما كانت حصة الاستثمارات العربية تمثل 30 في المئة من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب سنة 2015 تراجعت هذه الحصة إلى 12.6 في المئة في عام 2018 .
وتفيد إحصائيات مكتب الصرف أن أكبر بلدين عربيين رفعا يديهما عن الاستثمار في المغرب خلال السنوات الأخيرة، هما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فالسعودية تراجعت استثماراتها المباشرة بالمغرب ب68.5 في المئة سنة 2018، وهو ما يعد تراجعا منتظما للاستثمارات السعودية في المغرب للعام الرابع على التوالي والتي هبطت من 3.9 مليار درهم سنة 2014 إلى 505 ملايين درهم في 2018. وانخفض نصيب المملكة العربية السعودية من إجمالي الاستثمارات العربية في المغرب إلى 8.5 في المئة وانخفض من المرتبة الثانية إلى المرتبة الثالثة.
أما دولة الإمارات العربية المتحدة وإن كانت قد حافظت على موقعها باعتبارها المستثمر العربي الرئيسي في المغرب خلال عام 2018، حيث ساهمت بنسبة 65 في المئة من إجمالي الاستثمارات العربية في البلاد، كما شهدت استقرارا بين 2017 و2018 في حدود 3.9 مليار درهم، فإن استثماراتها مع ذلك قد تراجعت ب 41.4 في المئة مقارنة بمستواها الذي كانت عليه سنة 2015 حيث فاقت حينها 6.6 مليار درهم .


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 05/11/2019