البوليساريو تكشف مرة أخرى عن هويتها كميليشيا تسلطية دكتاتورية عبر مؤتمر تحول إلى فضيحة

 

من مسرحية إلى فضيحة مدوية، هكذا وصف أغلب المراقبين ما يسمى بالمؤتمر 15 للبوليساريو، الذي أكد مرة أخرى، وبما لا يدع مجالا لأي شك، الهوية الحقيقية لميليشيا متسلطة، تواصل السير على خطى أعتى الدكتاتوريات التي عرفها العالم ولفظ أغلبها، ناهيك عن كونها أداة طيعة، لا تتحرك خطوة واحدة إلا بأمر من عرابيها بالجزائر.
فبعد أيام من حملة دعائية في محاولة تجميل غير ناجحة، تأكد أن من جمعتهم قيادة الميليشيا في تيفاريتي، ليسوا مؤتمرين، بكسر الميم، وإنما مؤتمرون، بفتح الميم، تم انتقاؤهم على المقاس من صفوف المجندين، الذين كلفوا بمهمة واحدة ووحيدة، هي التصفيق وتزكية الأوامر القادمة من العراب الجزائري.
ولعل أكبر دليل على ذلك، هو حالة البلبلة التي أصابت هذا المؤتمر الفضيحة بعد الإعلان عن وفاة أحمد قايد صالح، رئيس الأركان الجزائري السابق، صباح الاثنين، ليتم الإعلان عن تمديد المؤتمر لمدة 48 ساعة، في انتظار تعيين قائد جديد للأركان، وما سيحمله من تعليمات جديدة للمؤتمرين، بفتح الميم دائما، والذي لم يكن سوى سعيد شنقريحة وهو من أشد الموالين للبوليساريو.
وهكذا بعد أن تنفس قادة الميليشيا الصعداء بهذا التعيين، وتأكد بأن لا تغيير في الأوامر السابقة، بوشرت أشغال المؤتمر للانتهاء من آخر فصول هذه المسرحية عبر انتخاب أمين عام الجبهة الذي هو نفسه رئيس جمهورية الوهم وأعضاء الأمانة العامة ثم بعض المؤسسات التي توزع بالمقاس على الموالين لضمان استمرارية ولائهم.
غير أن ما لم تنتبه له قيادة الميليشيا، هو أن العالم الذي تتحرك فيه ليس هو عالم السبعينيات والثمانينيات، وأنها قد ترضي عرابها الجزائري وبعض الموالين لها، لكنها لن تستطيع الاستمرار في الكذب على العالم كله، وإخفاء حقيقتها كميليشيا تسلطية ذات نهج دكتاتوري دموي لم يعد لها ما تقدمه للصحراويين المحتجزين بتندوف، اللهم استمرار المعاناة، واستمرارها هي كميليشيا تنعم بالامتيازات والرغد على حساب الصحراويين ودافع الضرائب الجزائري.
ففي الوقت الذي تهب فيه رياح التغيير على العالم، من إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية ثم آسيا، والتي تواصل كنس الدكتاتوريات المقيتة التي أنهكت شعوبها تحت يافطة شعارات واهية، رفض المؤتمر الفضيحة، بالتصويت ياسادة !!! مقترحا لتحديد عهدة الأمين العام للجبهة، وزكى المدعو إبراهيم غالي، المطلوب من طرف القضاء الإسباني بتهم التعذيب والاختطاف والاعتقال القسري، كمرشح وحيد وأوحد لمنصب الأمانة العامة للجبهة والرئيس مدى الحياة للجمهورية الوهمية.
ولتعطي الجبهة دليلا آخر ، لمن لا تزال في نفسه ذرة شك، على هويتها التسلطية القمعية ذات الجينات الدكتاتورية، أصرت على استمرار رموز التسلط والقمع والفساد في القيادة، موجهة بذلك رسالة إلى معارضيها الذين يطالبون بتنحيتهم ومحاكمتهم.
ومعلوم أن 126 من ضحايا سجن الرشيد الرهيب، بالقرب من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف جنوب غرب الجزائر، كانوا قد وجهوا رسالة مفتوحة إلى هذا المؤتمر المزعوم، بعد أن سدت في وجوههم كل إمكانيات للتعبير عن مواقفهم، تطالب بعزل هؤلاء المسؤولين عما تعرضوا له من انتهاكات جسيمة ومحاكمتهم، وجاء الجواب من المؤتمر الفضيحة بأن أعاد تزكية هؤلاء لتستمر معاناة ضحايا البوليساريو وتستمر معاناة المحتجزين في تندوف.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 25/12/2019