الدعوة إلى الاهتمام بأمهات المرضى المنسيات في منظومة الصحة النفسية والعقلية : الفصام يصيب الأشخاص انطلاقا من 17 سنة و 1.5 ٪ من المغاربة يعانون منه

 

أكد البروفسور محمد هاشم تيال، أن 1.5 في المئة من المغاربة مصابون بمرض الفصام أو ما يعرف بـ «السكيزوفرينيا»، مشيرا إلى أن هذا المرض يصيب الشخص انطلاقا من 17 أو 18 سنة ويرافقه طيلة عمره، وهو ما يتطلب عناية خاصة، سواء من طرف الطبيب أو أسرة المريض التي تكون في علاقة مباشرة بشكل دائم معه، خاصة الأمهات اللواتي تعترضهن جملة من الصعوبات والتحديات، وهو ما يطرح العديد من الإكراهات.
وشدّد البروفسور تيال، الخبير في مجال الصحة النفسية والعقلية، على أن المريض قد يزور الطبيب مرة واحدة كل 3 أو 6 أشهر، وقد تمتد الزيارة إلى غاية حدود السنة، للحصول على وصفة طبية تتضمن أدوية يوصي بها الطبيب لضمان استمرارية حالة الاستقرار النسبي التي يعيشها المريض، وتجنيبه الدخول في نوبة مرضية، قد تهدد هذا الاستقرار وتفرض عليه ضرورة الاستشفاء في مؤسسة صحية. وأكد المتحدث في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، على أهمية الرفع من كفاءة المريض وتنميتها حتى ينتظم في تناول الدواء وتحقيق نتيجة مرضية تمنحه فرصا في الحياة والعمل، مبرزا أن هذا التحدي يفرض تأطير أسر المرضى، خاصة الأمهات اللواتي لا تعرفن ما الذي يجب القيام به حيال التصرفات غير العادية والعدوانية التي تصدر عن أبنائهن المرضى ولا يمكنهن فهمها واستيعابها، مثل رفض تناول الدواء، الإعراض عن الأكل فرديا أو مع الأسرة، عدم الاهتمام بالنظافة، الخروج في أي وقت، وغيرها من السلوكات التي لا تؤثر في المريض لوحده وإنما حتى في أسرته، وهنا يأتي دور الطبيب والجمعيات والبرامج المختصة كما هو الشأن بالنسبة لبرنامج التكوين النفسي «بروفامي».
وارتباطا بهذا الموضوع، أوضح البروفسور تيال أن مراكش ستحتضن مؤتمر «بروفامي» يومي الخميس والجمعة، في دورته 20، بعد أن صادق أعضاء الشبكة الفرنكفونية للمكونين بالإجماع في الدورة السابقة بمدينة ديجون الفرنسية على أن تكون الوجهة المقبلة هي المغرب، مبرزا أن هذه الدورة تنظم تحت شعار «برنامج بروفامي: نحو علاقة تشاركية بين العائلة والمهنيين»، والتي تنظم من طرف جمعية شمس تانسيفت للصحة النفسية بتعاون مع جمعية صلة للصحة النفسية، ومستشفى ابن النفيس للأمراض العقلية والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش ومستشفى الرازي بسلا وكذا مصحة الطب النفسي «فيلا ذي ليلا»، تحت إشراف الجمعية العالمية للطب النفسي الاجتماعي. وأبرز الخبير في الصحة النفسية والعقلية، أن ورشات هذا المؤتمر ستشكل فرصة لتطوير برامج التربية النفسية عند العائلات وتبادل الخبرات بين المهنيين والعائلات، مؤكدا على أن المؤتمر يعتبر محطة للتكوين المستمر، مشددا على أهمية أن تستوعب الأسر والأمهات على وجه التحديد طبيعة مرض أبنائهن ومعرفة ما يروج في أذهانهم، لأن من شأن ذلك تمكينهن من آليات التعامل معهم ومع احتياجاتهم.
ووجّه البروفسور تيال نداء من أجل إيلاء الاهتمام لأمهات المرضى أيضا، ومنحهن الدعم النفسي المناسب، مؤكدا على أنّهن منسيات في منظومة الصحة النفسية والعقلية، مشددا على أهمية إحداث مراكز لإعادة تأهيل المرضى النفسانيين والعقليين، خاصة مرضى الفصام، هذا المطلب الذي تناضل من أجله الجمعيات العاملة في المجال، وفقا لتصريحه، مضيفا أنه يجب تقديم فرصة لهؤلاء المرضى للوصول إلى العلاج الحقيقي، ومنحهم إمكانية لإعادة العيش والحياة مرة أخرى.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/11/2019