الفريق الدكالي في الطريق إلى دخول نادي البطولات وريكي خرج من مفكرتي
قال بادو الزاكي، مدرب الدفاع الحسني الجديدي، في حوار خص به جريدة «الاتحاد الاشتراكي» إنه جد مقتنع بالاستعدادات التي تمت قبل إعطاء انطلاق البطولة الاحترافية، حيث أكد أن المعسكر الإعدادي الذي خاضه الفريق بالجديدة تم فيه تجريب العديد من اللاعبين الذين عبروا عن رغبتهم في اللعب للفريق، كما كان فرصة للبحث عن التوليفة التي بإمكانها تمثيل الدفاع الجديدي أحسن تمثيل خلال البطولة.
وقد تم التركيز خلال هذا المعسكر، يضيق الزاكي، على الإعداد البدني وإنقاص الوزن بالنسبة للاعبين، خاصة وأن جلهم كان في عطلة ولم يعد يتبع النظام الغذائي المعمول به في الفريق، كما عرف ذات المعسكر إجراء ثلاث مقابلات حبية مع فرق من الأقسام الصغرى ويتعلق الأمر، بالنسمة البيضاوية والرجاء الجديدي والجيش الملكي من البطولة الاحترافية.
المعسكر الخارجي أعطى
شحنة كبيرة للفريق
أما الجزء الثاني من المعسكر فقد تم في بلاد الأناضول لثلاثة أسابيع، حيث جرى في ظروف جيدة من الناحية اللوجستيكية، وخلاله تم إجراء خمس مباريات مع فرق تركية، كما واجه أيضا مولودية وجدة التي كانت تستعد بتركيا هي الأخرى.
وأضاف الزاكي أن الجميع انخرط في التحضيرات بمعنويات عالية. وقد تمكن الفريق فعليا من الظهور بمظهر جيد خلال مباراة سدس عشر نهاية كأس العرش، حيث تحقق التأهل إلى الدور المقبل.
وعن دواعي اختيار معسكر تركيا، في الوقت الذي اختارت منتخبات وفرق كبرى منتجع الغولف الملكي أو منتجع مازاغان، الذي يتوفر هو الآخر على كل الوسائل اللوجستيكية والتقنية، أفاد الإطار الوطني أن ما يتوفر في منتجعات تركيا من ملاعب وفنادق وقاعات كمال الأجسام والنظام الغذائي، لا يتوفر في العديد من المنتجعات المغربية، علما – يضيف الزاكي – بأن الأثمنة رخيصة جدا مقارنة مع المغرب، وتتوفر على جودة عالية، وأن المبلغ الإجمالي لثلاثة أسابيع في تركيا بجميع مقوماتها يكفي فقط لقضاء أسبوع واحد في المنتجعات المغربية.
وأشار الزاكي إلى أنه اختار تركيا لأنه سبق أن برمج معسكر الفريق الجزائري، الذي أشرف على تدريبه الموسم الفارط، واطلع على جميع التفاصيل، وبالتالي لا قياس مع وجود الفارق، خاصة وأن الفريق استفاد من ملاعب معشوشبة بعشب طبيعي وآخر اصطناعي والمسابيح وقاعة تكوين الجسم وأشياء أخرى وهو غير متوفر في المغرب.
انتدابات الدفاع متوازنة
وعن التغييرات الكبيرة التي طرأت على مستوى التركيبة البشرية، أفاد الزاكي أن الفريق فعلا غير جلده بنسبة كبيرة، إلا أنه حافظ في الآن نفسه على العديد من قطع الغيار، التي كانت ضمن الكتيبة الدكالية. وقد عمد الطاقم التقني إلى فتح الباب أمام العديد من شبان الفريق، إضافة إلى بعض الانتدابات الخارجية وخاصة من أفريقيا. وأضاف أن الفريق غادره بعض من أجود لاعبيه الذين رفضوا البقاء وأرادوا تغيير الأجواء وهذا ما يحدث حتى في الفرق الكبرى، التي تفوز أحيانا بجميع البطولات، إلا أنها تغير جلدها أحيانا بما يناهز المائة في المائة، لأن طموح الفريق يتعدى التنشيط ويبحث عن البوديوم، وبالتالي فإن هذا التغيير يريد من ورائه الفريق إسعاد جمهوره المتعطش الى الألقاب.
وحول تناغم الفريق وانسجامه بعد المعسكر، خاصة بعد استقدام قطع غيار جديدة، أكد بادو أن الأمر ظهر جليا خلال مباراة الكأس ضد أولمبيك آسفي، حيث بدأت تظهر معالم فريق كبير سيقول كلمته هذا الموسم، علما بأن هذا ما ينتظره الكثير ابتداء من الأسبوع المقبل، حيث سيواجه الفريق المنتصر في مقابلة الوداد والجيش في الكأس، كما أنه سيواجه الوداد في افتتاح البطولة.
حدراف لاعب كبير اندمج بسرعة
وعن إقحامه لعدد مهم من الشبان، الذين عانوا التهميش فيما سبق، أكد بادو أن هؤلاء لم يهمشوا، وأن كان فعلا هناك تهميش فإن الفريق لن يعثر عليهم خلال هذه المرحلة، كل ما في الأمر أنه لم تكن هناك عين ثاقبة لمتابعتهم وتأطيرهم، وهذا كل ما حدث، علما بأن المدرب الزاكي لا يبحث عن النياشين والأوسكارات، ولكن يبحث عن اللاعب الذي يسجل ويدافع ويعطي الفريق شحنة قوية تقوده إلى النتائج، وهذا ما حصل في مباراة آسفي، يؤكد الزاكي، حيث تم إقحام الشقيق الأصغر لزكريا حدراف عبد الفتاح، وقام بمباراة كبيرة وكأنه يلعب في صفوف الكبار منذ مدة، وبالتالي ربحنا لاعبا جيدا، علما بأن الفريق يتوفر اليوم على العديد من اللاعبين الشبان، لكن لا يمكن إدماجهم حاليا في الفريق الأكبر، لأنه لم يحن الوقت بعد.
وعن هروب اللاعب ريكي، أكد بادو أن المهاجم الكونغولي تم الترخيص بالعودة إلى بلاده لدواعي إنسانية من أجل عيادة ابنته المريضة في كينشاسا، إلا أنه وبعد ذهابه بدأت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تنشر الأخبار عن فراره، فتم الاتصال به للاطمئنان عليه وعلى صحة ابنته، لكنه لم يرد على المكالمات، مما أثار بعض الشك والغموض. وما زاد الطين بلة هو دخول فريق فيتا كلوب على الخط أولا وعدم التزام وكلائه ثانيا والصمت المريب لريكي، «ما جعلني أحسم الأمر وأخرجه نهائيا من مفكرتي، وأنا الآن بصدد البحث عن بديل له قبل إغلاق الميركاتو الصيفي، وفي حالة عدم العثور عليه فإنني سأكون مضطرا إلى الاكتفاء بما لدي من قطع غيار خاصة وأن هؤلاء موضع ثقة ويتدربون معي يوميا.»
وأكد الزاكي أن ريكي لاعب جديدي لا يمكنه اللعب مع أي فريق آخر في الوقت الحالي، إلا أنه في حال رفضه الالتحاق بصفوف الدفاع، فعليه البحث عن فريق بإمكانه شراء عقده بشروط مالية أخرى.
وعن الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على لائحة الفريق الذي سيخوض النزالات المقبلة، أفاد الزاكي أن اللائحة لم تغلق بعد، وإن تم العثور على مهاجم من قيمة ريكي أو أكثر فإنه سيضمه قبل اغلاق الميركاتو.
في طريق دخول نادي البطولات
قال الزاكي إن فريقه يسير بخطى ثابتة من أجل تنفيذ التزاماته مع الجمهور الجديدي، وذلك باحتلال إحدى الرتب المؤدية إلى دخول نادي البطولات، رغم أن بطولة هذا الموسم ستكون حارقة وقوية نظرا لتوفر الفرق المغربية على ميكانيزمات قوية، وهي نفسها التي يتوفر عليها الدفاع الجديدي، والتي يقوم الطاقم التقني بصقلها وإعادة تركيبها، مستحضرا القوة المالية والبشرية التي تتوفر عليها فرق مثل الرجاء والوداد والجيش والفتح، مقارنة مع ما يتوفر عليه الدفاع الجديدي.
وعن ظروف العمل أكد بادو الزاكي أنه مرتاح جدا لما تم تحضيره من ظروف جيدة للعمل رفقة الطاقم التقني، بدءا بالملاعب والمستودعات وأدوات الاشتغال المتوفرة الآن، علما بأنه اشتغل مع فرق كبيرة لكن في ظروف سيئة، «لم نكن تتوفر فيها حتى على ملعب التداريب، بمقارنة مع ظروف العمل في الدفاع الجديدة فإنها جيدة الى حد كبير في الوقت الراهن».
المنتخب المغربي في طريقه
إلى إعادة البناء
وعن التغييرات التي عرفها المنتخب المغربي على مستوى الطاقم التقني، أكد الناخب الوطني الأسبق أنه لا يمكنه في الوقت الراهن إصدار حكم قيمة، خاصة وأن الأمر يتعلق بمدرب وطني، لأن المؤهل للإجابة على هذا السؤال هي الجهات التي تعاقدت مع الناخب الوطني، وهي التي وقفت على ومؤهلاته وما يمكن أن يمنحه من إضافات، لكن هذا لا يمنع من إصدار حكم بعد الوقوف على ما وصل إليه المنتخب بعد ثلاثة أشهر أو ستة أو سنة.
أما عن المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني في المباريات الأخيرة خاصة أمام بوركينا فاسو، فقد أكد الزاكي أن المستوى يمكن تصحيحه، عكس أن يظهر بهذا المستوى في المواعيد الرسمية، فقد منح المستوى التقني للمباراة الفرصة للمدرب من أجل الوقوف على مكامن الخلل، وبالتالي إصلاحها في الوقت المناسب، وتمنى التوفيق للناخب الوطني والمنتخب في مهامه الدولية.