بعد حصر المستشفيات عدد المرضى المسموح لهم بالولوج النهاري

هل تساعد الجماعات المحلية وممونو الحفلات المؤسسات الاستشفائية

لبناء قاعات انتظار للمرتفقين المرضى ومرافقيهم خارج الأجنحة الطبية؟

 

 

خلقت التدابير الوقائية التي أعلنتها وزارة الصحة، منذ الاثنين الماضي، حالة من الاستنفار القصوى داخل المؤسسات الصحية الجامعية، التي كانت على موعد، بداية الأسبوع، مع استقبال أولى دفعات المعدات الوقائية من انتشار عدوى فيروس “كورونا” الموجهة إلى طاقمها الطبي العامل بمجموع أجنحتها، وأيضا التقنيون الطبيون المساعدون وعمال النظافة وحراس الأمن الخاص، (خلقت) نوعا من الارتباك في تدبير تدفق المرتفقين الذين بدورهم التزم القليل منهم بالتدابير الوقائية من الفيروس غير أنهم لم يتوقفوا عن الاحتجاج عن تأخر الاستقبال في المستشفيات اليومية للمؤسسات الصحية.
إن حالة الارتباك التي فرضها الكم الكبير من المرضى والمصاحبين لهم، التي توقفت عندها “جريدة الاتحاد الاشتراكي” الاثنين الماضي، تم تداركها في اليومين التاليين من خلال تدابير عملية بدأت من بوابة الاستقبال حيث لم يعد يسمح بالدخول إلى المستشفيات العمومية إلا للمريض ومرافق واحد معه، الأمر الذي خلق نوعا من الازدحام وتقليص زمن الزيارة للمرضى، مما جعل عددا من المرافقين الإضافيين ينتظرون بدورهم في الشارع لساعات.
والجدير بالذكر، أن ذات الإجراء المتخذ على مستوى بوابات المستشفى تم تنزيله على مستوى المستشفيات النهارية في الأجنجة المتخصصة، وهو الأمر الذي وقفت عليه “الاتحاد الاشتراكي” في المستشفى الجامعي ابن رشد، حيث يتم استقبال المرضى ومرافقيهم ويتم تسجيلهم والاحتفاظ بعدد قليل والمتبقين يطلب منهم مغادرة الجناح الطبي والانتظار إلى حين المناداة عليهم للدخول.
هذا الإجراء الاحترازي، يهدف إلى حصر عدد المرتفقين داخل الجناح الطبي والالتزام بأن لا يتجاوز العدد العشرات في مجموع أجنحة الجناح وإمكانية التحكم في مسافة متر بين المرضى، غير أن طبيعة الكراسي المتقاربة وعدم التزام المرضى والمرتفقين بالتدابير الوقائية يصعب من إمكانية التقيد بهذه الإجراءات .
غير أنه وبالنظر للترتبيات الوقائية التي اتخذت داخل المستشفى، والتي لا يمكن إلا الإشادة بها، لكونها تروم الحفاظ بشكل مزدوج على صحة الطاقم الطبي الذي يجب أن يقوم بعمله في ظروف مواتية وصحة المرضى ومرافقيهم، فإن طبيعة الانتظار في ظل إمكانية انتشار الفيروس في أوساط أشخاص لا يحترمون المسافات والتدابير الوقائية وفي طقس رطب من شأنه أن يساعد على انتشار الفيروس، لذا لابد من التفكير في أسلوب مبتكر لوضع خيمات صغيرة كقاعات للانتظار في جنبات الأجنحة الطبية.
ومن هنا، لم لا تقوم الجمعيات التي تساعد المستشفيات العمومية أو المؤسسات الاستشفائية العمومية، في إطار التضامن بسبب هذه الجائحة، بأن تمدها بخيمات وكراس على اعتبار أن استعمالها متوقف اليوم إلا على مراسم استقبال العزاء في حالات الوفيات، كما لا ضرر في أن تقوم جمعيات المموين أو ممونون أفراد، بما أن الحفلات متوقفة، بتجهيز بعض مداخل هذه الأجنحة بخيمات “شابيتو” وتثبيت كراس تلزم المسافة الاحترازية مساهمة منها وتضامنا مع المستشفى العمومي حتى يجتاز هذه الأزمة.
يبقى أن المؤسسات الخاصة مثل الأبناك، عليها أن تبحث عن أساليب مثل العمل بالمواعيد أو الاتصال المسبق لاستقبال الأعداد التي تراها مناسبة، أو تبحث مثل مؤسسات عمومية عن أسلوب لا يجعل من المرتفقين متجمهرين أمام بوابتها بالعشرات بعد تصديرهم للشارع العام في حين أنها تدبر سيلهم بداخلها.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 20/03/2020