خطاب النظام الجزائري العنصري والمعادي للسامية في قفص الاتهام الأوروبي

انتقدت بوابة « يورو بوليتيكال ريبورت» ، بشدة، النظام الجزائري بعد هجوم وكالة الأنباء الرسمية على عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي بخطاب عنصري ومعاد للسامية، فقط لأن هؤلاء الأعضاء عروا عن الواقع المزري لأوضاع حقوق الإنسان بالجزائر.

وتعتبر « يورو بوليتيكال ريبورت» بوابة مستقلة يوجد مقرها في بروكسيل وتقدم تقارير موثوقة حول أحدث التطورات الاقتصادية والسياسية في أوروبا، وذلك لصناع القرار الرئيسيين وصناع الرأي في الاتحاد الأوروبي.
هكذا، وفي تعليقها على الانحدار المقلق لوكالة أنباء النظام الجزائري نحو خطاب عنصري، يعتبر خطا أحمر لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ذكرت البوابة الأوروبية أن منظمة « مراسلون بلا حدود» سبق أن أكدت أن الجزائر من بين أكثر الدول التي تعاني فيها وسائل الإعلام بسبب المضايقات التي تتعرض لها، مضيفة أن الأوضاع السياسية غير المستقرة بهذا البلد تمثل تهديدا متزايدا لحرية الصحافة، حيث تواصل السلطات التضييق على الصحافيين، بسبب تغطيتهم للحراك الجزائري، والانتقام منهم عبر حملات متواصلة، تعرض خلالها العديد منهم إلى الاعتقال والسجن لمدد طويلة، الشيء الذي يشكل تهديدا حقيقيا لحرية الصحافة، حسب المنظمة.
تقرير « مراسلون بلا حدود « وغيره من التقارير حول أوضاع حرية الصحافة وحقوق الإنسان بالجزائر، دفع بسبعة أعضاء بالبرلمان الأوروبي،  ينتمون لأحزاب ودول مختلفة، إلى توجيه رسالة إلى المفوضية الأوروبية تطالب فيها بتدخل عاجل للاتحاد الأوروبي من أجل وضع حد للقمع المتواصل في الجزائر، وسعت الرسالة إلى لفت انتباه الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن،  جوزيب بوريل، من أجل التدخل لدى الحكومة الجزائرية لوضع حد للاعتقال التعسفي للصحافيين والناشطين الحقوقيين، مقدمة العديد من الأمثلة حول استغلال النظام الجزائري لجائحة كورونا لتشديد الخناق على مناضلي الحراك والصحافيين واعتقال العديد منهم.
وعوض أن يهتم النظام الجزائري بمضمون الرسالة ويقدم أجوبة عن المعطيات التي تضمنتها، قام، عن طريق وكالته الرسمية، بمهاجمة الموقعين عليها، وخصوصا من لديهم أصول يهودية ونعتهم بمختلف الأوصاف.
وفي هذا الإطار، انتقدت البوابة الأوروبية بشدة الخطاب العنصري والمعادي للسامية، الذي لجأت إليه الوكالة، وتساءلت هل من قبيل المصادفة أنه يأتي مباشرة بعد تعيين 10 وزراء من أصل مغربي في الحكومة الإسرائيلية، وهو التعيين الذي اعتبرته البوابة بالأمر العادي بالنظر إلى أن اليهود من أصل مغربي يأتون في المرتبة الثانية في إسرائيل من حيث العدد بعد اليهود من أصل روسي، غير أن ذلك، تضيف البوابة، أدى إلى ردود فعل عنيفة وغير متناسبة من طرف الإعلام الجزائري.
وخلصت البوابة الأوروبية إلى أن الجزائر تعاني منذ سنوات من مصادرة حرية الإعلام وأن هناك حاجة إلى جهود لتعزيز قدرة الصحافة في البلاد على تزويد مواطنيها بمصادر معلومات صحافية مستقلة يحتاجها المجتمع الجزائري، مشددة على أن إقدام وسائل الإعلام التي تتحكم فيها الدولة على نشر خطاب عنصري ومعادي للسامية أمر مثير للقلق، مما أصبح يتطلب الرد، وبشكل مستعجل، على الرسالة التي وجهها البرلمانيون الأوروبيون إلى المفوضية الأوروبية.


الكاتب : عزيز الساطوري 

  

بتاريخ : 23/05/2020

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *