قدمت دراسة نشرتها مجموعة من الصيادلة، يوم الأربعاء الماضي، حول توفر الكمامات ووسائل التعقيم في الصيدليات المغربية، معطيات إيجابية عن استعداد المغرب لمرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي، وأفادت الدراسة التي اجراها كل من الدكتور عبد الرحيم الدراجي، دكتور في الصيدلة والمسؤول عن موقع medicament.ma ، والدكتور عبد الرحيم حفظي، صيدلي وأستاذ بكلية الصيدلة في الدارالبيضاء والطالبة خولة دوك، أن الصيدليات تسلمت وإلى حدود 18 ماي، 51.5 مليون قناع، مؤكدة أن الدائرة الصيدلانية أثبتت فعاليتها في توزيع الأقنعة غير الطبية، لكن ورغم ذلك فإن ارتفاع الطلب على الأقنعة الطبية على الصعيد الدولي وانخفاض الأسعار التي تفرضها الدولة يضران بتوفرها لدى الصيادلة.

وتنقسم الأقنعة إلى فئتين رئيسيتين: أقنعة مضادة للرذاذ تسمى أيضًا أقنعة لعامة الناس أو الأقنعة غير الطبية والأقنعة الطبية التي يمكن أن تتراوح من القناع الجراحي إلى قناع FFP3، عبر قناع FFP2.
ومنذ 7 أبريل 2020، أصبح ارتداء القناع الواقي إجباريًا في المغرب لأي شخص يخرج من محل إقامته وأوضحت وزارات الداخلية، والصحة، والاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، والصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، أن جميع الأشخاص المسموح لهم بالتنقل خارج مقرات السكن في الحالات الاستثنائية المقررة سلفا أصبح لزاما عليهم وضع كمامات واقية ابتداء من التاريخ أعلاه. ويتم تصنيع الأقنعة الواقية بكميات كبيرة في المغرب، فقط كانت قناة التوزيع الأولية التي حددت في المحلات التجارية لا تلبي احتياجات السكان، مما دفع وزير الصناعة والتجارة إلى النظر في دائرة ثانية تستغل مؤسسات توزيع الأدوية والصيدليات.
وتكشف هذه الدراسة، التي أجريت من 1 إلى 15 ماي بين 1067صيدلي في جميع أنحاء البلاد، أن 95.7٪ من الصيادلة يتوفرون على أقنعة مدعمة في مخزونهم. وبشكل أكثر تفصيلا، تشير الدراسة إلى أن 30.7٪ من الصيادلة لديهم 5 إلى 20 صندوقا في المخزون، و34.1٪ من 20 إلى 50 صندوقا، و30.8٪ لديهم أكثر من 50 صندوقا في المخزون و 4.3٪ بين 0 و5 صناديق. من ناحية أخرى، فإن توافر الأقنعة الجراحية في المخزون غير موجود في حوالي 93.6٪ من الصيادلة الذين شملهم الاستطلاع، فقط 6.4٪ من الصيادلة لديهم هذا النوع من الأقنعة، وربما يرجع ذلك إلى حقيقة أن الحكومة وضعت أسعارًا أقل من سعر شرائها، ففي بداية تفشي الوباء، تقول الدراسة، عمل العديد من الصيادلة على الاحتفاظ بالأقنعة الجراحية في المخزون حتى لا يتعرضوا للعقوبات الإدارية واستياء العملاء. مضيفة أن هذه الأقنعة لم تعد متوفرة من الموردين وعندما تكون متاحة، فإن سعرها الدولي سيجبرهم على بيعها بخسارة، وينطبق الشيء نفسه على أقنعة FFP2 غير المتاحة. وفي المجموع فإن 90.8 ٪ من الصيدليات ليس لديها أقنعة FFP2 في المخزون. و»صاحب الضغط على الطلب الذي تعانيه الأقنعة الطبية حول العالم ارتفاع في الأسعار العالمية، وهو ما يفسر لماذا لدى 6.4٪ فقط من الصيادلة أقنعة جراحية في المخزون و 2،9٪ من أقنعة FFP2 «، ومنذ بداية الوباء، تضيف ذات الدراسة التي شملت صيدليات من شمال المغرب وجنوبه، كانت هذه الأقنعة نادرة وكانت أسعارها باهظة. كل هذا كان عائقا دون بقائها في الصيدليات، أما بالنسبة للأقنعة القابلة للغسل فقد أكد استطلاع الرأي أن 60.1٪ من الصيادلة ليس لديهم هذا النوع من الأقنعة، وبالتالي، فإن نسبة امتلاكها هي 39.9٪ فقط.
من جانب آخر أظهرت نتائج الدراسة أن 87.76٪ من الصيادلة الذين شملهم الاستطلاع يتوفرون على محاليل التعقيم في مخزونهم، في حين قال 12.2٪ فقط من الصيادلة إنهم لا يملكون هده المعقمات الكحولية، وبالتالي، فإن المستحضرات المعقمة الكحولية التي لم تكن متوفرة بالشكل الكافي في بداية الأزمة الصحية أصبحت متاحة الآن منذ سمحت القرارات الرسمية للدولة بالإنتاج المحلي للمواد المعقمة مع السماح للمختبرات الصيدلانية والتجميلية بتصنيع هذه المعقمات مع احترام ضوابط الجودة والأمان المطلوبين والاستخدام المؤقت للمنتجات الكحولية مما سمح بإنتاج مستحضرات كحولية معقمة جعلت من الممكن حل مشكلة توافر المواد المعقمة. وخلصت الدراسة إلى أن تعبئة صناعة النسيج واستخدام الدائرة الصيدلانية التي يشارك فيها الصيادلة والموزعون والقرارات ذات الصلة الصادرة عن وزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة مكنت المغاربة من الحصول على أكبر قدر ممكن من الأقنعة ومن المستحضرات الكحولية المعقمة، والتي تعد ميزة لمحاربة Covid-19. من ناحية أخرى، فإن الطلب القوي على الأقنعة الطبية في الخارج وانخفاض الأسعار التي تفرضها الحكومة يضران بتوفرها لدى الصيادلة.