تحوّل ورش بناء بتقاطع شارع لاجيروند وزنقة الخزامى، بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، الذي جرى توقيف الأشغال به قبل مدة على إثر حادث انهيار سور مجاور لمخزن، أثناء مباشرة عمال البناء للأشغال، مما أدى حينها إلى وفاة عاملين ، وخلّف صدمة وألما كبيرين، «تحوّل» إلى مجموعة من المستنقعات والبرك، بسبب تسرب المياه من إحدى القنوات، وذلك منذ حوالي ثلاثة أشهر، بشكل مستمر ودائم ليل نهار، في غياب أي تدخل من الجهات المختصة للحيلولة دون وقوع مشاكل وأخطار جديدة في هذه الرقعة الجغرافية وما يحيط بها من بنايات؟
مياه يتواصل تدفقها ليل نهار، متسببة في هدر مائي كبير، في زمن ترتفع فيه دعوات ترشيد استهلاك الماء والحفاظ عليه من التبذير لكونه يعتبر «عملة» المستقبل، التي بدأ مخزونها في التراجع نتيجة للتغيرات المناخية ولجملة من العوامل، مما جعل الخبراء في العالم بأسره – وليس داخل بلادنا فقط -، يدقون ناقوس الخطر وتخصص العديد من الدول للموضوع أياما ومؤتمرات دولية، سعيا نحو العقلنة في الاستعمال والحكامة في التعامل مع هذه المادة الحيوية.
وضع يبدو، ومع توالي الأيام واستمرار المعضلة بل وتفاقمها، في ظل انتشار جحافل وأسراب الحشرات المختلفة، التي غزت المنازل المجاورة واقتحمتها عنوة، أنه غير مستحضر على مستوى هذه المنطقة، ما دام أن عددا من الجهات المعنية هي على علم بالواقعة/الإشكال، لكن دون تسجيل أي تدخل عاجل لوضع حدّ لهذا الهدر المائي، ولتجنيب البنيات المجاورة من أية مخاطر قد تقع نتيجة للتسربات المتواصلة، الأمر الذي جعل سكان المنطقة والمتتبعين للشأن المحلي، يتساءلون ما إذا كان هذا «الصمت» سيتواصل، أم سيتم وضع حدّ لهذه المعضلة، التي يبدو وكأنها لا تشكل أولوية لدى الجهات المختصة ؟
دون اكتراث بتداعياته المتعددة الأوجه .. هدر متواصل للمياه حول ورشا للبناء إلى برك ومستنقعات بلاجيروند ؟
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 27/01/2020