خصصت مجلة «ذوات» في عددها الصادر منذ أيام (العدد 60) بورتريه عددها للمفكر والفيلسوف المغربي الراحل محمد الجابري والذي أنجزه باقتدار الباحث عزيز العرباوي، نقتطف منه هذه المقاطع الذي تحدد موقف المفكر من العقل والحداثة والتراث.
«لقد أنتج الجابري عددا من المشاريع الفكرية صاحب صدورها جدل ونقاش لم يتوقف حولها، فكانت ثلاثية «نقد العقل العربي» والتي تكونت من ثلاثة إصدارات رئيسة( تكوين العقل العربي ، بنية العقل العربي، العقل السياسي العربي) كانت باكورة أعمال الجابري ، أعطى فيها للعقل دورا محوريا في إعادة قراءة العقل العربي اضافة الى العديد من الكتب حول التراث(نحن والتراث، العصبية والدول: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي…)»
*****
«لقد انتصر المفكر محمد عابد الجابري منذ كتاباته الاولى لمسألة الحداثة ودافع عن صيغها وقيمها المختلفة من مبدأ ميزتُه التحديث، انطلاقا من التراث الثقافي والحضاري والديني العربي الاسلامي. فالحداثة حسب مفهومه لا تنطلق إلا من ظروف التاريخ وأحداثه، وفي ذلك يقول « الحداثة ظاهرة تاريخية وهي ككل الظواهر التاريخية مشروطة بظروفها، محدودة بحدود زمنية رسمتها الصيرورة على خط التطور فهي تختلف من مكان لآخر ومن تجربة تاريخية لأخرى. الحداثة في أوربا غيرها في الصين ، غيرها في اليابان».
****
التراث تراكم ثقافي وحضاري علمي يتنقل عبر الاجيال البشرية وعبر الازمنة المختلفة عن طريق اللغة والتقليد والمحاكاة، ويشمل العناصر المعنوية من أفكار ومعتقدات وسلوكيات، والعناصر المادية كالحرف والآثار والعمران والصناعات… فهو في نظر العديد من الباحثين والمفكرين العرب» ظاهرة إنسانية نجدها في جميع المجتمعات. فلكل أمة تراثها على الرغم من ان الامم تختلف من حيث ثراتها الحضاري في التاريخ أو ضخامته أو بساطته. كما أن جميع الأمم تشترك في تراث إنساني عام. لهذا فإن التراث يشمل التراث القومي ماهو حاضر فينا من ماضينا، والتراث الانساني ماهو حاضر فينا من ماضي غيرنا».