رفقة محمد الصديقي في دفاتره: القرابة الإعلامية (1)

طبع الاختيار الثوري سريا، مسؤولية إدارة جريدة «الاتحاد الاشتراكي»

 

 

كنا نعرف أنه شاهد‮ على أحداث كثيرة،‮ ‬وأنه‮ ‬يملك من خزائن البلاد‮ ‬التي‮ ‬في‮ ‬القلب،‮ ‬أسرارا كثيرة‮..‬
كنا نعرف أنه‮ شاهد لا بد منه‮..‬
‮ ‬وكنا مع ذلك ننتظر
نتطلع إلى أن‮ ‬يخرج من صمته الذي‮ ‬صار شبه طبيعة ثانية في‮ ‬حياته‮…‬كنا نعرف أن وراء الصمت ذاته، كلام عميق، وبليغ، وليس بالضرورة كثيرا.
إنه ضروري لبناء بيت رمزي للعديد من الناس والمناضلين والقادة والشهود على المرحلة..

1/ في القرابة الإعلامية.

يدخل محمد الصديقي دوما إلى الإعلام، الحزبي بطبيعة الحال، كما يدخل رجل المطافئ، مهمة ما، في ستينيات الجمر أو في ألفيات الأمر، يتم استدعاؤه لكي يحرص على استمرار الرسالة.
حدث ذلك مع يومية التحرير، أيام إدارة الفقيه البصري ورئاسة التحرير مع عبد الرحمان اليوسفي ثم مع الاتحاد الاشتراكي، مع عبد الرحمان اليوسفي مرة أخرى..
في ستينيات الجمر، كان الطالب محمد الصديقي يتهيأ لمسار طلابي وأكاديمي، في الحقوق، ويتهيأ، تجسيدا لذلك، عبر الاستعداد للذهاب إلى عاصمة الأنوار بفرنسا لإتمام الدراسات العليا، لكن المسيرة السياسية للطالب المناضل دفعت به إلى الإعلام..
كان ذلك في 1963، وعن الفترة إياها يقول محمد الصديقي:
“فوجئت، في منتصف شهر يوليوز 1961، بأن قيادة الحزب السياسي الذي كنت أنتمي إليه، وهو الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، تنادي علي وتبلغني بأن لديها مشكلا في صحيفة التحرير، التي كان الحزب يصدرها وكانت الناطقة باسمه. وهذا المشكل يتمثل في أن مهمة سكرتير تحرير الجريدة ستصبح شاغرة بسبب أن المكلف بها، وهو الأخ المرحوم محمد عابد الجابري، حصل من جهته على الإجازة في الآداب، ويرغب في أن يتجه إلى التعليم مباشرة مما يجعل منصبه في الجريدة مهددا بالفراغ، ولذلك فإن القيادة تطلب مني أن أتولى هذه المهمة إذا كان ذلك ممكنا. وطبعا، فإنه لم يكن من السهل علي الإجابة على عجل، ولذلك فإني أخذت بعض الوقت لأفكر في الأمر جيدا. غير أن هذا التفكير لم يدم طويلا.. لأنه لم تمض إلا بضعة أيام حتى اتخذت قراري وأنا أقول مع نفسي هذه فرصة ستتاح لي لمواصلة السير في الطريق التي اخترت أن أسلكها عندما التحقت بالحركة الوطنية، وأنا ابن الخامسة عشرة من عمري، ومساهمتي في الحملات التي سبقت الإعلان عن إنشاء الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال في 25 يناير 1959، ثم مشاركتي في المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي انعقد بسينما الكواكب بالدار البيضاء يوم 6 شتنبر 1959، ثم انخراطي في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي تحملت في إطاره عدة مسؤوليات وعلى الخصوص مسؤولية الكاتب العام بالنيابة في اللجنة التنفيذية التي انتخبت برئاسة المرحوم عبد الرحمان القادري من طرف المؤتمر الوطني الخامس الذي انعقد بمدينة الدار البيضاء في شهر يوليوز سنة 1960″.
أصبح محمد الصديقي سكرتير جريدة التحرير عوضا عن الأخ الفيلسوف محمد عابد الجابري، ورفقة الإخوة محمد باهي، عبد الله رشد، محمد الطنجاوي، بوسرغيني وإبراهيم كامل..وغيرهم .
كثير من الأشياء التي عاشها نعرفها بفعل تواتر الحكايات حولها، اللهم إلا تفاصيل بعضها، من قبيل نوعية القنابل التي تم بها تفجير مطبعة ابمريجيما…
وكان من الممكن أن يفكر عقل الدولة في تلك الفترة في نسف المطبعة ومن فيها، وكان من الوارد في تلك الفترة أن يكون محمد الصديقي شاهدا وشهيدا، كان من الممكن أن أوراق من دفاتر حقوقي”، ألا تكون، لكن ألطاف لله تركت لنا راوي الحكاية، وتفاصيلها..
عن أول عملية من نوعها لا يعرفها جيل أو جيلين من المغاربة يحكي الصديقي ما يفزع ولو على عدة عقود :”لم تمض على انعقاد المؤتمر الثاني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية إلا بضعة أشهر حتى عشنا في الجريدة حدثا تراجيديا تعرفه لأول مرة في تاريخ المغرب الحديث جريدة وطنية: ذلك أن اعتداءً شنيعا بالقنابل تعرض له مقر جريدة التحرير ، الكائن بمطبعة امبريجيما بزنقة لاكارون بالدار البيضاء في منتصف الليلة الفاصلة بين يوم الخميس 6 والجمعة 7 شتنبر 1962، أي غداة الذكرى الثالثة لتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي كان قد أخذ يتجذر أكثر فأكثر في أوساط الجماهير. وكانت القنابل التي تمكن الجناة من إدخالها إلى بناية المطبعة في جنح الظلام وبالوسائل التي تستعملها العصابات المتخصصة، هي عبارة عن قنابل من النوع الأمريكي الذي يستخدم في تحطيم القناطر، وينبعث منها غاز سام قاتل إذا انفجرت في مكان مغلق كمقر المطبعة”.
الاختيار الثوري .. سريا

من الأشياء التي كشف عنها السي محمد صديقي قصته الشخصية كسكرتير التحرير مع التقرير الثوري للشهيد المهدي بن بركة…تزامن ذلك مع المؤتمر الثاني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية..أيام 25/26/27 ماي 1962. ذلك المؤتمر الذي طغى فيه “التقرير الذي قام بإعداده عبد الله إبراهيم، وهو القريب من قيادة الاتحاد المغربي للشغل على حساب التقرير الذي أعده المرحوم المهدي بن بركة بعنوان “النقد الذاتي” الذي سيصبح الاختيار الثوري، والذي ينسب عنوانه إلى علال السي ناصر، الذي عمل يوما مستشارا للملك الراحل …التقرير الذي لم يتم اعتماده من طرف القيادة أو الكتابة العامة للحزب لم يقدم للمؤتمر. وهنا تدخل شهادة الصديقي لتسلط الأضواء على سؤال طرح وقتها: كيف وصل إلى المؤتمر؟
هذا الكيف يرويه دفتر النقيب “هذا يذكرني بالظروف التي جرى فيها طبع التقرير المذهبي بمطابع الجريدة، ليصدر ملحقا بالعدد الذي كان سيوزع في اليوم الأول للمؤتمر. فقد كان الحزب أو بالأحرى أصحاب التقرير مصرون على إعداد الملحق في سرية تامة حتى لا يقع تسريبه قبل يوم الافتتاح. وهذا ما تطلب مني ومن الطاقم المكلف بعملية التصفيف والطبع تعبئة خاصة مدة يومين كاملين لم نذق للنوم فيهما طعما حتى كان اليوم الموعود الذي أنهينا فيه إنجاز العدد وتحوز به المشرفون على التوزيع في الساعات الأولى من صباح يوم افتتاح المؤتمر “.
المرة الثالثة ستكون مع الإعلام الحزبي مرة أخرى، وفي سياق ملتبس أيضا وصعب ومعادلاته مركبة، داخليا أكثر منها خارجيا.
كان ذلك في 2003، سنة بعد الخروج عن المنهجية الديموقراطية وسنة استقالة عبد الرحمان اليوسفي من قيادة السفينة واعتزال السياسة…
أصبح سكرتير التحرير مع اليوسفي في التجربة الاعلامية الأولى في الستينيات مدير جريدة الاتحاد الاشتراكي المسؤول عن النشر وكل ما له علاقة بالإعلام الحزبي في 2003..
سيلتقي سكرتير التحرير في الألفية الثالثة، مع رئيس التحرير في الألفية الثانية عبد الرحمان اليوسفي، في توقيت لم يخطر على بال أحد، اللهم إلا صناع الروايات السياسية الوطنية، ومهندسو التوازن السياسي…
يقول الصديقي: عدت في شهر نونبر 2003 إلى الإعلام الحزبي مجددا، ولكن في ظروف أخرى، أو بالأحرى في ظروف مشابهة أو مقاربة للظروف التي دفعت بي إلى الانخراط فيه في سنة 1961.. ذلك أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عرف انتكاسة لم تكن متوقعة في الانتخابات المحلية التي جرت في البلاد، وترتبت عنها أزمة غير معلنة داخل الحزب سارع البعض إلى تحميلها الكاتب الأول عبد الرحمان اليوسفي دون حق… يواصل بالقول” كنت في ما أظن من الأوائل الذين أشعرهم اليوسفي بقراره، إذ أنه اتصل بي هاتفيا في إحدى الأمسيات في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر 2003، طالبا مني أن التحق به في فندق حسان بالرباط حيث كان يقيم حينذاك لبعض الوقت”.
يحاول الصديقي أن يقنع اليوسفي بالتراجع، لكن الأمر ينتهي به وقد اقتنع هو بالمهمة، ” فلم يكن علي في نهاية اللقاء الذي دام حوالي ساعتين، إلا أن أحزم أمري وأغادر حسان لآخذ في الاستعداد للمهام الجديدة التي تنتظرني”.
يحكي الصديقي عن الأمر بالقول ” كل من يعرف اليوسفي لا يخفى عليه أنه الرجل الذي لا يتخذ قراراته إلا عن بصيرة وعمق واقتناع، وأن تراجعه عن أي قرار مصيري يتخذه يكون من سابع المستحيلات.
كانت تجربة جميلة وهامة رغم ما عانيت فيها من صعوبات ومشاكل، جميلة لأنها أعادتني إلى فترة الشباب… فترة الثلاث سنوات الأولى من ستينيات القرن الماضي ونحن الآن في السنوات الأولى من الألفية الجديدة.
وكانت تجربة هامة لأنها أتاحت لي الفرصة لتسيير صحيفة الحزب وهو يمر بإحدى المراحل الصعبة في مسيرته، مما كان يضع على عاتقي كثيرا من الالتزامات التي كان علي أن أتقيد بها الى أبعد الحدود، سياسيا وماليا وإداريا وإنسانيا.
وعلى ذكر المال هنا، وباعتبار الأزمة المالية الخانقة التي كانت تعاني منها جريدة “الاتحاد الاشتراكي” فإني حرصت أشد ما يكون الحرص، طيلة الفترة التي تحملت فيها المسؤولية، على إعمال كل ما أملكه من مواهب في مجال التقشف، خاصة بالنسبة إلى شخصي، حيث لم أسمح لنفسي بأن يخصص لي أي أجر أو تعويض عن المهام التي كانت تتطلب مني أن أترك مكتبي في الرباط لأنتقل إلى مقر الجريدة بالدار البيضاء لقضاء ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل، كمعدل متوسط، وأتحمل في هذه التنقلات باستمرار كل ما تتطلبه من مصاريف على حساب ما يتأتى من مداخيل مكتب المحاماة.
وكنت أظن في البداية أن الأمر لن يتطلب مني أكثر من بضعة أشهر حتى يوضع حد لتلك المهمة المكلفة صحيا ونفسيا وماديا، خاصة وأني كنت قد تجاوزت الستين من عمري يومها.
لكن الأيام أبانت لي أنه كان علي أن أنتظر حوالي السنتين حتى أتمكن من رد الأمانة إلى أهلها، أي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وكان هذا القرار الذي اتخذته بمفردي، ودون الاستشارة إلا مع ضميري وحده، موضوع كلمة مقتضبة حررتها يوم 31 يوليوز 2005 ونشرتها في اليوم الموالي على الصفحة الأولى من الجريدة، تحت عنوان “بيان وعهد”، وهذا نصها:
تتذكر الاتحاديات ويتذكر الاتحاديون، وكل المتعاطفين والقراء، أن الأخ عبد الرحمان اليوسفي طلب مني في أواخر شهر أكتوبر من سنة 2003 … أن أتولى القيام مقامه بتحمل مسؤولية إدارة جريدة “الاتحاد الاشتراكي” التي هي جريدة الحزب، وذلك في سياق قرار اعتزاله العمل السياسي وتخليه عن جميع مهامه داخل الحزب، وعلى أساس أن إشرافي على إدارة الجريدة لن يمتد إلا لفترة مؤقتة تستلزمها المرحلة والشروط الناتجة عن حدث الاستقالة والاعتزال المفاجئين.
غير أن تطور الأوضاع داخل حزبنا، والآفاق التي فتحتها وثيقة 28 نونبر 2003، والانخراط في عملية الاستعداد والإعداد لعقد المؤتمر الوطني السابع للحزب، كل ذلك جعلني في وضع لم يكن بوسعي أمامه إلا الاستمرار في تحمل المسؤولية التي أسندت إلي حتى الآن.
واليوم، وقد نجح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في ربح رهان المؤتمر الوطني السابع نجاحا باهرا، وانطلقت مسيرته الجديدة في آفاق واعدة لا تشوبها أية شائبة، فإنه أصبح بإمكاني، بل ومن الواجب علي، أن أبادر إلى إعادة وضع مهام إدارة “الاتحاد الاشتراكي” بين يدي ذات المؤسسة التي أوكلت إلي أمرها منذ واحد وعشرين شهرا، ألا وهي مؤسسة الكاتب الأول للحزب في شخص الأخ محمد اليازغي.
فبين يديه، إذن، أضع منذ اليوم مسؤولية إدارة جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ليوالي حمل مشعل الإعلام الحزبي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وقيادة معاركه الآنية والمستقبلية.
أما أخونا عبد الرحمان اليوسفي فإني أعرب له عن صادق اعتزازي بما وضع على كاهلي من مسؤولية جسيمة تحملتها في ظروف غير عادية، كما أتوجه إلى تنظيمات حزبنا وأطره وقواعده، بعميق الشكر والتقدير، على ما أحاطوني به من دعم ومساندة كان لهما الفضل الكبير في أداء مهمتي طوال الشهور المنصرمة.
وهو نفس الشكر والتقدير الذي أتقدم به إلى كل العاملين بهذه الجريدة، والمتعاونين معها، من كتاب وصحفيين وإداريين ومستخدمين، وإلى جميع أنصارها وقرائها على امتداد التراب الوطني وخارجه.
وعهدا على مواصلة المسيرة النضالية بكل صفاء وصدق”.
ما زلت أذكر يوم إعلان القرار عندما دمعت عيناه، وهو إلى جانب عبد الرحمان اليوسفي الذي قدمه للعاملين بالجريدة… وقد كان هو آخر من ترافع عنها في سنوات الجمر في 1990و1992…
اليوم، وعلى مسافة سبع عشرة سنة، أعود إلى تلك اللقطة، وأول ما أثار انتباهي في تناول الاستقالة وتاريخها، أن قليلين ربطوا بين تاريخ تقديم الاستقالة، يوم 27 أكتوبر 2006 وذكرى اختطاف المهدي بن بركة.
لقد سلم الاستقالة لعبد الواحد الراضي مساء يوم 27 أكتوبر، وكانت ستصدر بعد يوم الغد، أي في تزامن لافت مع الذكرى، التي تولى قضيتها طوال عمره..ولعلي لن أنسى شخصيا كيف عشت تلك الليلة، وقد كنا قليلين ممن بقوا إلى ساعة متأخرة يومها بمقر الجريدة، عندما طلب منا اليوسفي أن نبقى بعد ذهاب جل العاملين اللهم إلا واحدا في قسم المونطاج والتصفيف.
وقد بدأنا في تخمين الموضوع الذي سيكون قد طلب منا البقاء من أجله..واختلفنا بين من يقول إن الأمر يتعلق بجديد كبير في قضية الشهيد المهدي بن بركة وبين من يقول إن أزمة تلوح في الحزب، لاسيما من كانت له بعض الثقوب في الباب لوصول الأخبار من داخل المكتب السياسي.
في ليلة 28/29 أكتوبر وصلنا فاكس باستقالة عبد الرحمان اليوسفي.. كان عبد الرحمان اليوسفي قد أعلن في رسالة وجهها إلى أعضاء المكتب السياسي للحزب، عن استقالته من عضوية الحزب واعتزاله العمل السياسي.
وأبرز اليوسفي، في الرسالة ذاتها أنه “بعد انتهاء محطات المسلسل الانتخابي قررت اعتزال العمل السياسي وبالتالي أصبحت مستقيلا من عضويتي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومن كل المهام ذات العلاقة”.
في الرسالة قال اليوسفي إنه مستعد” لعقد اجتماع في أقرب وقت مع عضو المكتب السياسي المكلف بتدبير مالية الحزب وممتلكاته من أجل تصفية ما بذمتي، متمنيا لأعضاء المكتب السياسي للحزب ولكافة المناضلات والمناضلين كل التوفيق في متابعة وإنجاح مسيرة الحزب خدمة لمصلحة الوطن العليا ووفاء لشهدائنا ولتضحيات أبطالنا«.
ونحن نربط الأحداث نرى أن عبد الرحمان قد أعد كل شيء وكان قد التقى بعضو المكتب السياسي المكلف بمالية الحزب الذي كان هو محمد الصديقي..
في كتاب “أحاديث في ما جرى”، لا يسهب اليوسفي في الحديث عن الموضوع ولا يخصص له سوى بضعة أسطر.
كتب اليوسفي يقول :”عندما قررت تقديم استقالة الاعتزال بتاريخ 27 أكتوبر2003 اتصلت بمحمد الصديقي، عضو المكتب السياسي، الذي يتولى مسؤولية مالية وإدارة ممتلكات الحزب، وسلمته رسميا إدارة جريدة الاتحاد الاشتراكي، وبعدها توجهت عند السيد عبد الواحد الراضي وطلبت منه نقل رسالة استقالتي إلى أعضاء المكتب السياسي”.
وعن استقالة عبد الرحمان اليوسفي، يقول الراضي، في ما كتبه موقع “ميد راديو” عن حلقات الزميل الرمضاني: “في أكتوبر 2003 استقال عبد الرحمان اليوسفي، جاب لي الاستقالة للدار، عيط ليا في التلفون قال ليا أنا جاي، جا دخل وفي الهول قبل ما ندخلو للصالون بانت ليا الورقة في يديه، قال ليا هادي الاستقالة ديالي عطيها للمكتب السياسي ودوك الإخوان يديرو ما بغاو”.
ووصف الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي خبر استقالة اليوسفي بـ”الصدمة”، قائلا: “جاتني واحد الصدمة ما عمري توقعتها، خاصة أنه كنا كنوجدو للمؤتمر السابع في 2004، عطاني الاستقالة قلت لو كيفاش غادي يكون الحزب بلا بيك، لأن الاستقالة ديالو كارثة بالنسبة للحزب، وكنت عارف أنه لن يتراجع”.
كم من الحبر مر تحت الجسر في الفترة الفاصلة بين 1963و2003؟ أربعون عاما …
هي الطريق الزمنية التي وصلت بالسي محمد الصديقي إلى الإعلام الحزبي.
في هذه الفترة الفاصلة لم يغب النقيب عن النشر والتوزيع، إذ أشرف على مجلة حقوقية، بعد أن تولى مهمة في جمعية هيئات المحامين..

(يتبع)


الكاتب : عبد الحميد جماهري

  

بتاريخ : 28/01/2020