عابرون على الشفاه الممزقة

(إهداء للشاعر المغربي المرحوم أحمد المجاطي)

 

 

وننسج الحروف المصلوبة…
على أسوار المدينة
والشوارع الضيقة
تحمل بؤس النشيد
عويل الطرقات
ومجانية اللحظات اللقيطة
تدثر فاكهة الزمن
أبحث عن حروف اسمي
أَنتظر حين تصحو اللغة
من الآفات اليتيمة
أَزرع خطواتي
على بنفسجية الليل الهائمة
أتنفس عريي
لأكون
حين يستقل الصدى
على عكازة وهمي
وتنير شعاب المخيلة
ألوان الحضيض
مثنى
ذلك المساء
على أصداف
خلايا سراب حلم
ونبيذ الوعي
يسقي حظنا الميؤوس
حروف أجيرة
تسعى من وراء جلاد الكلمات
تئن لتنمحي
وتشق أوردة الصحراء المتعطشة فينا
والكأس يروي معين اللحظات
بثوب الفراق
لنحتسي ماء البحر
ونترك الباقي للسفينة
وللزوارق
حين يغمى على الشراع
لتغسلنا ثمالة الحروف
في حوض الموت
أنا وأنت
عابرون
على الشفاه الممزقة
بطعم الورد
وعلى كبسولة المسارح
في فضاء الدخان
رماد يبحث عن سيرة
يتلاشى الليل
في سعال النجوم
ويغمض القمر الآهات الحزينة
في جوف السماء
لنعانق المدينة في متاهة الرحلة
خطواتنا ضريرة
كرجفة الروح الأخيرة
وسواقي الظلام
تشرب لجة النجوم العذارى
نحمل نشيد الغمامة
كترياق
حين يجف الريق
لنعزف نشيد السكارى
في آخر حانة
نسيها الليل.


الكاتب : أحمد بياض

  

بتاريخ : 03/07/2020