أكد البروفسور جعفر هيكل أن المدخنين يسعلون بشكل أكبر مقارنة بغيرهم، وهو ما يسهّل عملية انتقال الرذاذ والجسيمات التي تخرج من الفم في اتجاه الأشخاص والأسطح، والتي إذا ما كانت تتضمن فيروسات فإنها ستسمح بانتشارها بشكل واسع وسيؤدي ذلك إلى نشر العدوى.
وأكد الخبير في علم الأوبئة والأمراض المعدية، في جواب لـ “الاتحاد الاشتراكي”، عن إمكانية تسبب التدخين والمدخنين في نشر عدوى فيروس “كوفيد 19″، أن دخان التبغ يحتوي على جزئيات يمكنها أن تضم فعلا فيروس كورونا المستجد، وهو ما يفرض على الشخص المدخّن عدم التدخين في فضاءات، عمومية كانت أو خاصة، يتواجد فيها غيره، وذلك لحماية باقي الأشخاص المحيطين به من أي احتمال لانتقال العدوى إليهم، سواء من خلال الدخان المنفوث من السيجارة، أو عبر السعال واللعاب والرذاذ المتطاير، مشددا على أنه يجب على الأقل وجود مسافة فاصلة بين المدخّن وغيره تقدر بما بين 3 و 5 أمتار، في الشارع العام وليس في الفضاءات المغلقة كأماكن العمل وغيرها، والحرص الشديد على احترام قواعد النظافة، لأن المدخن يمكنه أن يتسبب في تلويث الأسطح وكل الفضاءات التي يتواجد بها، وبالتالي نقل العدوى، سواء تلعق الأمر بفيروس “كوفيد 19” أو غيره، لمن هم حوله، علما بأن الدراسات تؤكد بأن التدخين اللاإرادي يكون أكثر إضرارا بالأشخاص أكثر من المدخنين أنفسهم.
وجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أشارت إلى أن المدخنين، سواء الذين يتعاطون السجائر أو النرجيلة أو لفافات السيجار ومنتجات التبغ المسخّنة، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض “كوفيد19″، لأن عملية التدخين نفسها تنطوي على ملامسة الأصابع للشفاه، وربما السجائر الملوّثة، مما يزيد من احتمال انتقال الفيروسات من اليد إلى الفم، ونفس الأمر بالنسبة لـ “الشيشة”، مشدّدة على أن تدخين أي نوع من أنواع التبغ يضعف قدرات الرئتين ويزيد من خطر الإصابة بالعديد من حالات عدوى الجهاز التنفسي، كما أنه يمكن أن يزيد من وخامة أمراض الجهاز التنفسي، موضحة في هذا الصدد أن “كوفيد19” يعد مرضا معديا يهاجم الرئتين بشكل رئيسي. وتشير التوصيات الصحية إلى أن التدخين يضعف الوظيفة الرئوية، مما يزيد من صعوبة تصدّي الجسم لفيروسات كورونا وغيرها من الأمراض التنفسية، كما تشير الأبحاث المتاحة إلى أن المدخنين يتعرضون أكثر من غيرهم لخطر تسجيل نتائج صحية وخيمة والوفاة في حال إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.