في الذكرى العشرين لرحيل المعلمة الفنية الكبيرة عبد القادر الراشدي  

حلت يوم 23 شتنبر 2019  الذكرى 20 لرحيل أحد أبرز رموز الحركة الغنائية والموسيقية وركائزها  بالمغرب وأحد أهم المراجع والمعالم الفنية، اﻷستاذ والموسيقار عبد القادر الراشدي المزداد سنة 1929، الذي شكل الذاكرة الحية للأغنية المغربية الذي أرسى أسسها إلى جانب الرواد، أحمد البيضاوي، عبد النبي الجراري، عباس الخياطي، عبد الرحيم السقاط، عبد الوهاب أكومي، محمد بنعبد السلام، المعطي البيضاوي، عبد السلام عامر، محمد فويتح..، عشق الموسيقى منذ نعومة أظافره،  ليبدأ مساره الفني في سن مبكرة أواسط أربعينيات القرن الماضي، تتلمذ على يد شيوخ كعبد السلام بنيسوف والفقيه السبيع..، في هذه اﻵونة انضم إلى جوق التقدم الرباطي الذي رأسه الموسيقار عبد النبي الجراري، بعد ذلك أسس جوق التقدم الرباطي، وساهم في تأسيس أجواق أخرى، تعامل الراشدي  مع اﻷغنية بمختلف أنواعها باعتماده على رصيده الفني التراثي، ووظف  في ألحانه أنغاما وإيقاعات مغربية محضة، الرصد، رمي الماية، الهواري، البطايحي..، جعلت ألحانه متميزة، ترأس الجوق  الجهوي لطنجة، ثم الجوق الوطني سنة 1964 خلفا للموسيقار أحمد البيضاوي واستمر على رأسه  إلى حين تقاعده سنة 1989، كما ترأس لجنة اﻷلحان باﻹذاعة والتلفزة، واعتبر بحق معلمة وكفاءة موسيقية اختمرت في الموسيقى اﻷندلسية وترعرعت في فن الملحون ونمت على اﻹيقاعات والميازين  الموسيقية المغربية اﻷصيلة، واعتبر أستاذ اﻹيقاعات المغربية الخالصة واستحق بذلك لقب عميد اﻷغنية المغربية.
من أعماله الفنية التي لن تبلى أبدا، منتوجه  في مجال  الموسيقى  اﻵلية،  حيث ترك رصيدا غنيا  من المعزوفات والمقطوعات  الرائعة  من أشهرها رقصة اﻷطلس الدائعة  الصيت،  التي  أبدعها  بمخيم عين خرزوزة ضواحي  أزرو باﻷطلس  المتوسط، أداها  عازفا  على آلة  العود،  بمصاحبة أصوات  تلاميد ة مدرسة محمد جسوس  الوطنية بحضور  رواد  الحركة  الوطنية  من بينهم  الشهيد  المهدي  بنبركة   والفقيد عبد الرحيم  بوعبيد،  كان دلك سنة 1948،  إلى جانب روائع  أخرى ، عواطف،  الربيع،  إبتهاج، ،،والبعد اﻹفريقي  بدوره حاضر عند الراشدي من خلال  مقطوعتي فرحة  غانا و  بهجة غينيا.
من حيث اﻷغاني اشتهر بتلحينه وآدائه للقطعة الوطنية «نشيد العودة» بمناسبة عودة المغفور له محمد الخامس من المنفى سنة 1955، من شعر محمد بلحسين، و تعامل مع العديد من المطربين من بينهم ثلة من الرواد، ولحن لهم قطعا وطنية، عاطفية، دينية..، والخاصية التي لا بد من ذكرها هو أنه شكل مع المطرب  إسماعيل أحمد ثنائيا متميزا، وخلفا روائع لن يمحوها الزمن، نذكر من بينها، «حبيبي لما عاد»، «يا مراكش يا وريدة»، «الغيرة»،  «ياليل» ، «المثل العالي»،  «ياللي  جاهك عالي»،  «هجرك  قاسي»، « ياقلبي هاد الشي مكتاب»،  «يا لايمني في الهوى» ..
عبد الهادي بلخياط مع «لا تقوليش نساني»، «ياقاطعين الجبال»، «راحة الروح»..،
عبد الواحد التطواني مع «ماشي عادتك هادي»، «ظلمتيني»..،
محمد الحياني مع»من ضي بهاك»، عبد الوهاب الدكالي مع «بلا عداوة ما تكون المحبة..، إلى جانب العديد من المطربين اﻵخرين.
ومن بين الشعراء الذين لحن قطعهم محمد بلحسين، محمد الطنجاوي، أحمد الطيب لعلج، فتح الله المغاري، حمادي التونسي، علي الحداني..
الراشدي سيظل مشعلا ومرجعا مهما وخزانة غنية، يمكن أن يلجأ إليها كل باحث في مجال اﻷغنية المغربية الحقيقية واﻷصيلة، رحل إلى دار الخلد يوم 23 شتنبر 1999،
وهذه إحدى الروائع التي لحنها من شعر محمد بلحسين وغناء إسماعيل أحمد


الكاتب : الخميسات - أورارى علي

  

بتاريخ : 07/10/2019