مؤسسات التعليم الخاص تتوعد الآباء 

فوجئ العديد من آباء التلاميذ برسائل تهديد من المدارس الخصوصية تتوعدهم برسوب أبنائهم وعدم تمكينهم من الوثائق الدراسية ما لم يؤدوا ما بذمتهم من مستحقات.
وحسب بعض الآباء فإن هذه المدارس لم تفتح معهم أي قناة تفاوضية في هذه الفترة الاستثنائية، ومطالبتهم بتسديد المستحقات كاملة ، ما عدا واجب النقل والتغذية، وهما الخدمتان اللتان توقفتا في زمن كورونا.
وأضافت مصادرنا أن الآباء، خاصة الذين فقدوا عملهم أو قل مدخولهم، وجدوا أنفسهم بين مطرقتي التوقف عن العمل وتداعيات كورونا وسندان مستحقات المدارس، مشيرين إلى أنهم تحولوا إلى ما يشبه الرهائن في يد أرباب المدارس الخاصة.
واستنكر الآباء هذه الطريقة في التعامل من طرف مؤسسات كان يفترض فيها أن تتحلى بالمواطنة وواجب التضامن، لأن المغرب يمر من مرحلة استثنائية، تفترض استحضار منطق التضامن والتكافل.
وشددت المصادر ذاتها على أن هذه المدارس تتعامل مع الآباء بمنطق نفعي، علما بأنها دأبت على الاستفادة من الامتيازات والإعفاءات لعدة سنوات، وبالتالي وجب أن تساهم في هذه الظرفية الاستثنائية.
والغريب، حسب مصادرنا، أن أغلب أرباب المدارس لم يتحملوا مسؤوليتهم اتجاه العاملين لديهم، حيث أن منهم من خفض أجور المستخدمين لديه إلى النصف، رغم أنهم ظلوا يقومون بوظيفتهم عن بعد، وحافظوا على سير الدروس رغم إمكانياتهم المحدودة، كما أن منهم من سعى إلى إحالة أجرائه على صندوق الضمان الاجتماعي.
ودعا الآباء الذين اتصلوا بنا الحكومة إلى تغيير طريقة تعاملها مع هذا القطاع، الذي أظهر جشعا كبيرا، وتلغي كل الإعفاءات التي كان يستفيد منها، وأن تعمل على تجويد التعليم العمومي حتى يستعيد دوره الأساسي والفعال، وبالتالي تحرير “رهائن ” التعليم الخصوصي، مشددين على أن الأزمة عامة، والأضرار طالت مختلف القطاعات، وبالتالي ينبغي عن أرباب هذه المؤسسات أن يظهروا معدنهم المغربي، ويتخلوا عن الأسلوب الريعي الذي أثقلوا به كاهل المواطن المغربي، رغم الامتيازات التي يحصلون عليها من الدولة.

بتاريخ : 21/05/2020