من تداعيات الديون المتراكمة .. مجلس فاس غير قادر على تمويل مشاريع هامة ؟

 

في جو مشحون وحضور أمني مكثف، وأمام احتجاجات إحدى المركزيات النقابية التي ردد مناضلوها شعارات منتقدة للتسيير الجماعي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية منذ الانتخابات الأخيرة، انعقدت الدورة العادية لجماعة فاس يوم الثلاثاء 3 أكتوبر الجاري والتي اشتملت على 27 نقطة لم تحمل أي جديد لمدينة فاس، التي تعرف نقصا حادا على مستوى البنيات التحتية ، حيث أصبحت أغلب طرق و شوارع المدينة مهترئة وإنارتها دامسة واقتصادها طاله الركود، مما جعل البطالة تتفشى وسط مختلف الشرائح الاجتماعية وخاصة فئات الشباب . ولحد الآن لم تظهر بوادر التغيير ولم يفكر المجلس الحالي في فك عقدة اكتظاظ الشوارع بالسيارات وخلق ممرات تحت أرضية على غرار عدد من المدن المغربية ، أضف إلى هذا وذاك عدم التفكير في حل مشاكل النقل العمومي، علما بأن المدينة عرفت قفزة نوعية في مجال التعمير .
ومن أهم النقط الواردة في جدول الأعمال، والتي صاد ق عليها أعضاء المجلس، مشروع المركب الجهوي للإعلام والاتصال بجهة فاس – مكناس بقيمة 13 مليون درهم ومشروع القطب الثقافي لمدينة فاس بقيمة 130 مليون د ،وهذان المشروعان يدخلان في إطار مشاريع وزارة الثقافة والاتصال بشراكة مع وزارة المالية والاقتصاد وولاية جهة فاس – مكناس ومجلس عمالة فاس وجماعة فاس وشركة العمران، كما صادق المجلس على مشروع أشغال تحيين حماية فاس من خطر الفيضانات عبر تهيئة وادي الحيمر ووادي السمن ، ويدخل هذا المشروع في إطار شراكة بين وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية وجهة فاس – مكناس وجماعة فاس ووكالة الحوض المائي سبو والسكك الحديدية بقيمة 55 مليون درهم والممول من طرف صندوق مكافحة الكوارث الطبيعية لسنة 2019 .
هذا وأثارت نقطة مشروع اتفاقية دعم مادي بقيمة 1.980.000 د بين المجلس و شركة الستوم كابليناس alstom.cabliance والمركز الجهوي للاستثمار والمتخصصة في تصنيع وتركيب الأسلاك والخزانات الكهربائية لقطاع السكك الحديدية نقاشا حادا وتساؤلات عديدة، حيث صادق المجلس أخيرا على دعم كل المستثمرين سواء المغاربة أو الأجانب ، تشجيعا لإحداث مناصب الشغل. كما أن نقطة دعم الجمعيات هي الأخرى كانت من النقط الساخنة ، والتي «يتهم « فيها المجلس بدعم الجمعيات الموالية للحزب المسير للجماعة.
هكذا، يبدو ، ولحد الآن ، أن جماعة فاس غير قادرة على تمويل و إحداث مشاريع هامة نظرا لمخلفات الديون المتراكمة عليها، والموروثة عن المجلس السابق، وتكتفي بدعم المشاريع فقط ،وهذا ما أكده رئيس المجلس بقوله « الغالب الله « ، لينوه بوزارة الداخلية وولاية فاس التي تقوم بإنجاز مشروع تهيئة وإعادة هيكلة شارع محمد الخامس .


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 08/10/2019