يصعب على المرء النظر هذه الأيام في النافورة الموسيقية المحدثة مؤخرا بساحة محمد الخامس ، منظر تخجل من رؤيته خاصة وأن النافورة مستقرة في قلب عاصمة المال والعمال ، مياه تغيرت ألوانها إلى لون تعيفه العين ويخدش المنظر العام ، بفعل التلوث الناتج عن الإهمال أوساخ تطفو فوقه وفي جنبات محيط النافورة حتى الحمام بدا نافرا من المشهد ، المثير ان هذه النافورة التي عوضت النافورة الأثرية القديمة التي هدمت رغم احتجاج المواطنين ، لا تبعد عن باب مكتب العمدة والوالي إلا بأمتار قليلة ونوا فذ المكتبين مطلة عليها ، لأنها في سفح مقر الولاية ومقر مجلس المدينة ، منظر يتعثر اللسان عن وصفه ولا يمكن للمرء إلا ان تسكنه علامات التعجب والغرابة على حالة مشروع أنجز حديثا وفي إطار برنامج يصبو لجعل الدارالبيضاء عاصمة للمال والعمال ، من خلال إعادة تهيئة وتقوية بنيتها التحتية ، مع إحداث مشاريع كبرى مهيكلة تدفع في اتجاه التنمية المرجوة ، كل ساكنة العاصمة الاقتصادية وزوارها ، يشهدون بأن النافورة القديمة التي ظلت مزارا لعقود طويلة لم سبق أن طالها التلوث أو اعترتها الأوساخ بفعل الصيانة الجيدة ومتانة التشييد والتقنيات التي أثثت تفاصيله ، وها نحن امام واحدة لم يمر على تشييدها إلا سنوات قليلة لتصبح شبيهة بمياه مطرح النفايات ، أنفقت شرك التنمية المحلية ” الدارالبيضاء للتهيئة ” صاحبة المشروع 140 مليون درهم لإحداثها في إطار إعادة تهيئة ساحة محمد الخامس المقابلة للمسرح الكبير الذي أرادته الدولة عنوانا للثقافة والفنون ، بهذه المدينة ونقطة جدب سياحية ، مع إحداث مراب تحت أرضي يسع ل 173 سيارة ، وخصص لهذه المعلمة 12000 متر مربع كمساحة لتشييد بساتين وغيرها تسر الزائرين إلا أننا نفاجأ اليوم بهذا المنظر البشع الذي يجعل باب التأويلات والأسئلة مشرعة بغير حدود.
نافورة عاصمة المال والأعمال تدخل الإنعاش
الكاتب : العربي رياض
بتاريخ : 25/07/2020