«الهاكا» تنبه إلى مخاطر تعرض الأطفال المفرط لوسائل الإعلام في زمن زمن كورونا

 

نبه المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري بالمغرب  ( الهاكا )، في بلاغ له أصدره عشية الجمعة الماضية، 8 ماي الجاري، على موقعه الإلكتروني، إلى التنامي الكبير لاستهلاك المنتوج السمعي – البصري ( الإعلامي) من قبل الجمهور الناشئ، خاصة الأطفال، خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضه المغرب منذ شهر مارس الماضي، وذلك باعتبار ما قد يشكل هذا المستجد من مخاطر إدمان هؤلاء الأطفال على المدى البعيد.
و أبرز بلاغ ( الهاكا )، عبر توصيات ختمت اجتماع مجلسه في اليوم ذاته أن « مخاطر التعرض المفرط لوسائل الإعلام ازدادت و باتت أكثر تعقيدا في سياق الحجر الصحي، لكون الأخبار المتواترة و المسترسلة حول الأزمة الصحية و مجهود التحسيس المبذول من طرف الإذاعات و القنوات التلفزية يمكن أن يكون مصدر قلق و ابتئاس لدى الأطفال الجمهور الناشئ بصفة عامة. هذا المعطى يبرز ضرورة توفير إسهامات أخرى تكمل و تؤطر ولوج و تلقي الجمهور الناشئ للأخبار ذات الصلة بالجائحة، خاصة عن طريق الحوار والتواصل داخل الأسر.
و أوصى المجلس الأعلى في هذا الصدد، بضرورة « مراقبة مدة الاستهلاك الإعلامي لدى الأطفال، مع إيلاء اهتمام خاص لتعرضهم لمضامين نشرات الأخبار التلفزية و القنوات الإخبارية التي تبث على مدار الساعة «. و كذا ب « انخراط الأسر في مساعدة الأطفال، حسب فئاتهم العمرية، على اختيار البرامج التي تناسب أعمارهم ضمن العروض التي توفرها الشاشات «. لافتا النظر في هذا الاتجاه أن « ممارسات الجمهور الناشئ في مجال الاستهلاك الإعلامي المتسمة باستعمال شاشات متعددة و استخدام وسائط مختلفة، من طبيعتها أن تؤدي إلى ازدياد و مفاقمة حمولة القلق الناجم عن برمجة إعلامية تتمحور بشكل شبه كلي حول الجائحة».
و أشارت إلى أن العديد الأسر تعيش حاليا حيرة و كبيرة ، إذ بعد أن كانت تعمل من قبل على « تقنين « استعمال أطفالها للأجهزة الرقمية من قبيل الهواتف الذكية و اللوحات الرقمية و الحواسيب و التلفزيون، أضحت الآن « تشجع « على هذا الاستعمال لأجل التعليم عن بعد بسبب الحجر الصحي المطبق.
و رأى المجلس الأعلى، أن من طبيعة هذا التنامي الملحوظ للاستعمال و الاستهلاك الإعلامي أن « يخلق عادات من الصعب تجاوزها بعد العودة إلى الحياة الاعتيادية، لذا ينبغي الأخذ بعين الاعتبار تخصيص حيز زمني ضمن البرنامج اليومي للطفل، للقيام بأنشطة بعيداً عن التعرض للشاشات، ما من شأنه التوفيق بين الحياة الرقمية و الواقعية و تعزيز الأواصر الأسرية و قواعد التربية السليمة و دعم التطور الاجتماعي و العاطفي للطفل خلال الحجر المنزلي و حمايته من العزلة الاجتماعية التي يعززها الإنترنت، خاصة في صفوف المراهقين. «
و من ثمة شدد المجلس على تحديد الاستهلاك الإعلامي لدى الأطفال و مراقبته، خاصة في ما يتعلق مضامين نشرات الأخبار التلفزية و القنوات الإخبارية التي تبث على مدار الساعة، و بضرورة انخراط الأسر في مساعدة الأطفال، حسب فئاتهم العمرية، على اختيار البرامج التي تناسب أعمارهم ضمن العروض التي توفرها الشاشات.
كما أوصى المجلس بأن يساهم التأطير الأسري للاستهلاك الإعلامي ليس في ضبط مدة التعرض للشاشة لدى الجمهور الناشئ فقط، بل أيضاً في إقامة تمييز واضح بين الاستخدام التعليمي و الاستخدام بغرض الترفيه و التسلية.
و أضاف مجلس الهاكا في البلاغ ذاته ذاته، أن هذا « التقنين الأسري من شأنه أن يوفر حماية و استفادة للطفل من خلال إقرار برمجة يومية تزاوج بين زمن التعرض للشاشة و زمن خارج الشاشة، و كذلك من خلال الفصل بين الاستهلاك الإعلامي التعليمي من جهة، و الاستهلاك الإعلامي المخصص للتسلية، من جهة ثانية.»
و اعتبر المجلس « أن نقص الدراية الإعلامية و التواصلية لدى الجمهور الناشئ يشكل نقطة يقظة تدعو الأسر إلى بذل المزيد من الجهود لمواكبة الممارسات الإعلامية للأطفال و الجمهور الناشئ خلال فترة الحجر الصحي. «


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 11/05/2020

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *