بعد أسبوعين من البحث والترقب، منطقة القباب بخنيفرة تتنفس الصعداء إثر اعتقال قاتل والده، وهو يختبئ بإسطبل شبه مهجور  

بعد مضي أسبوعين كاملين على تاريخ قتل والده الثمانيني، صباح الجمعة فاتح ماي، ضواحي القباب، إقليم خنيفرة، تم، صباح يومه الخميس 14 ماي 2020، إلقاء القبض على مرتكب الجريمة النكراء، بعد اختفائه عن الأنظار، إذ تم العثور عليه صدفة من طرف أحد السكان، وهو يختبئ تحت كومة من التبن بقلب اسطبل شبه مهجور، في ملكية قريب له، ربما دفعته الأجواء الباردة والماطرة إلى ذلك، ولما لمحه المواطن المذكور، الذي جاء لوضع حماره بالمكان، تظاهر بعدم التعرف عليه، الأمر الذي جعل الجاني يطمئن ويواصل اختباءه، وفور قيام المواطن بإخبار سكان الدوار، جرى تطويق الاسطبل، مع إخطار السلطات المحلية وعناصر الدرك.

وفي حينه، استنفرت السلطات المحلية وعناصر الدرك والقوات المساعدة عناصرها، على ضوء المعلومة التي كانت بمثابة صيد ثمين، بعدما استطاع الجاني تدويخ الجميع، حيث جرت محاصرته، قبل شل حركته واعتقاله، بمقتضى مذكرة البحث الصادرة في حقه، وكان منهكا بشدة، وفي حالة نفسية وجسدية منهارة للغاية، حيث تم اقتياده مباشرة إلى سرية الدرك، في إطار الإجراءات القانونية اللازمة للتحقيق، عبر استكمال ملف القضية، في أفق تقديمه أمام العدالة لتقول كلمتها في ما اقترفته يداه من جريمة قتل مروعة، بينما ماتزال التفاصيل غير كافية بخصوص دوافع الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي والوطني.

ومعلوم أن الجاني، وهو في الأربعينيات من عمره، كان قد عمد إلى قتل والده المسن الثمانيني، بدوار مزيزيت، ضواحي القباب، إقليم خنيفرة، بواسطة طعنات قاتلة على مستوى البطن والصدر، ولجأ إلى الفرار، إلا أنه لم يتمكن من مغادرة المحيط بسبب إجراءات حالة الطوارئ الصحية، وظلت كل أصابع الاتهام موجهة إليه، وبحسب مصادر متطابقة من عين المكان، فقد ظلت جثة الضحية مضرجة في دمائها بمسرح الحادث، بالموقع المسمى “بوحمو”، قبل إثارتها لانتباه أحد سكان المنطقة، هذا الأخير الذي أبلغ شيخ القبيلة وأسرة الضحية بالنبأ المشؤوم، وبعد إخطار السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي، عاش المكان وقتها حالة استنفار، بمشاركة الشرطة العلمية. 

وكم ارتفعت وتيرة الاتهام تجاه الابن، بسبب تهديداته المستمرة للأب، على خلفية نزاع حول أرض زراعية كان الضحية ينوي بيعها، ما نتجت عنه خلافات ومشاكل كبيرة بين الأسرة والمتهم الذي كان ينوي الانفراد بقضية الأرض، حسب مصادرنا، وفيما فتحت عناصر الدرك تجري تحقيقاتها وتحرياتها، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، والاستماع لكل أفراد الأسرة والجيران، كانت جثة الضحية قد نقلت الى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الاقليمي، ومنه إلى مستشفى مدينة بني ملال التي دفن بها بعيدا عن بلدته، وذلك بالموازاة مع انتشار صورة الإبن على مواقع التواصل الاجتماعي، بغاية المساعدة في إيقافه.

 

 

 


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 15/05/2020