حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 28- وظيفة جديدة في مدرسة عمومية اسبانية.. مدرسة في رياضة المسايفة

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة، مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

فِي أوائل شهر ماي 2006، وأنا في انتظار ابنتي الصغرى أمام باب المدرسة،صدفة وقف بجانبي رئيس الجامعة المدريدية وكان بدوره ينتظر ابنه ، كانت المناسبة للحديث مرة أخرى حول المسايفة في اسبانيا، ثم عرض علي أن أقوم بتدريب التلاميذ في المدرسة، وطلب مني تهييء برنامج (مواعيد التداريب، ووضع قائمة بالتجهيزات المطلوبة لتنفيذ البرنامج)
منحني أسبوعا لكي أكون جاهزة.
اشتغلت بجدية وكنت كلما رجعت من العمل، أقضي ساعات من الليل في العمل على وضع البرنامج، وفي ظرف أسبوع كان كل شيء جاهزا، سلمت العمل لرئيس الجامعة في الوقت المطلوب والحمد لله.
في شهر يونيو من سنة 2006 ، وكل المدارس تستعد لحفل آخر السنة كما العادة لإنهاء السنة الدراسية، حضرت رفقة ابنتي الصغيرة التي تدرس بنفس الفصل الذي يدرس فيه ابن رئيس الجامعة. حضرنا الحفل وقبل الانتهاء جائني الرئيس بخبر جد سار ومفاجئ، بحيت قال لي “ستبدئين كمدربة للمسايفة لتلاميذ هاذه المدرسة” عند الدخول المدرسي 2006/2007.
ثم أضاف: لقد بصمت الجامعة على البرنامج بالموافقة وكذلك الوزارة الوصية. وقام بعد ذلك بمنحني نسخة مصادق عليها من موافقة الجامعة والوزارة الوصية ونسخة من كل العتاد الذي طلبته والذي يلزمني ان أوقع عليه عند الدخول المدرسي. كان خبرا جد سار بالنسبة لي ولكل العائلة وبالخصوص أنه تزامن مع نجاح كل أبنائي والحمد لله.
حلت العطلة الصيفية، سافرنا إلى مدينة شاطئية قريبة من مدريد لكي نتمتع بالبحر. بعد رجوعنا من العطلة كنت مضطرة للاستقالة من عملي ..كنت مقبلة على خوض تجربة جديدة في مدرسة عمومية اسمها ” colegio Estados Unidos de América H.S.JUAN”
بعد العطلة الصيفية، تهيأت لاستقبال عمل جديد الا وهو مدربة رياضية المسايفة، كان علي ان التحق بالمدرسة يوم 5 شتنبر 2006، لكي أوقع على محضر الدخول المدرسي، وكذلك استقبال كل الأجهزة الرياضية التي تلزمنا لأنني كنت المسؤولة الوحيدة عنها وعن قاعة التداريب.
تزامن كل ذلك طبعا مع الدخول المدرسي كذلك لأبنائي، بحيت لم يكن من السهل القيام بكل تلك الإجراءات، كنت أعود لبيتي منهكة . بدأت عملي الجديد يوم 1 أكتوبر 2006 لان تهييء لوائح التلاميذ، والقاعة، وكذلك البرامج التي كان علينا اتباعها استهلكت مني تقريبا 15 يوما مع مساعدة مديرة المؤسسة التي كانت من ألطف الناس معي.
كان علي أن القن الدروس للتلاميذ من أعمار 5 سنوات إلى 12 سنة. كان مطلوبا مني كل آخر الشهر إعطاء تقريرا عن مستوى التلاميذ ومن ضمنهم ابنتي الصغرى وكذلك ابن رئيس الجامعة بحكم أنهم يدرسون في نفس المدرسة.
مرت الأشهر الثلاث الأولى صعبة نسبيا لأنني كنت في بداية التعرف على التلاميذ وكذلك على آباءهم، لكن محبتي للمسايفة منحتني كل القوة لانجاح تجربتي في بلد جديد مع تقاليد وتربية جديدة، مع العلم أنني قمت بمثل تلك المهمة في الديار السعودية وكذلك بنادي الأبطال الذي كنت أترأسه في وطني الحبيب.


بتاريخ : 28/05/2020

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

جيد أن تبحث عن ملاذات في أقاصي نيوزيلندا، لكن، أن تحاول تشييد حضارة جديدة على جزر عائمة، فذاك أفضل! إنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *