حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 30- رسائل قاسية..ومؤلمة

 

 

في نهاية أشغال المؤتمر،الماثمر أقيم حفل عشاء حضره كل المشاركين، وكانت المائدة التي جلست فيها تضم ممثلي  العراق، مصر، تونس، الجزائر والمغرب وكنت المرأة العربية الوحيدة الحاضرة.في نهاية أشغال المؤتمر،الماثمر أقيم حفل عشاء حضره كل المشاركين، وكانت المائدة التي جلست فيها تضم ممثلي  العراق، مصر، تونس، الجزائر والمغرب وكنت المرأة العربية الوحيدة الحاضرة.كنت في حقيقة الأمر جد مسرورة بلقاء ممثلي المسايفة المغربية ،لقد مرت فترة طويلة لم ألتق بأي فرد من افراد أسرة المسايفة المغربية، بل ولم أكن توصلت باتصال هاتفي حتى. فِي اليوم الموالين رافقت ضيوفي المغاربة في جولة سياحية بالمدينة، كانت فرصة تبادلنا خلالها الحديث بشكل مستفيض عن المسايفة في المغرب وكيف السبل لتطويرها للأفضل، شعرت أني عدت مجددا لأساهم في رياضة بلدي، كما شعرت أن أفكاري وآرائي نالت رضى ممثلي الجامعة الذي تعهدوا أن الاتصال معي لن ينقطع وأن العمل سيكون مشتركا بيننا من أجل صالح المسايفة المغربية. لم أفارقهم طيلة مقامهم بمدريد، ووضعت نفسي رهن إشارتهم وفي خدمتهم حتى في الأسواق وهم يرغبون في اقتناء الهدايا الى أهاليهم وكنت المترجمة بحكم إتقاني للغة الاسبانية.عادوا إلى أرض الوطن ، انتظرت وترقبت اتصالا منهم، مرت فترة طويلة لم يحدث أي شيء. علمت بعد ذلم أنه تم عقد جمع عام للجامعة وتولى السيد “يوسف فتيحي” منصب رئيس الجامعة الملكية المغربية للمسايفة. تفائلت واعتقدت أن تولي يوسف فتيحي للرئاسة سيدفع الجامعة إلى إعادة الاتصال بي، ومحاولة الاستفادة من الخبرة التي أمتلكها خصوصا أن الرئيس الجديد عبر لي عندما التقيت في مدريد عن اعتزازه بما قدمته للمسايفة المغربية مؤكدا أنني من الأطر التي من المفروض على الجامعة أن تستعين بخبرتها. لم أترك لليأس أن يتغلب على شعوري الوطني ورغبتي في خدمة رياضة المسايفة في بلدي، وكنت أهمس لنفسي في كل مرة أحضر فيها أحد اجتماعات الجامعة الاسبانية: ” ألم يكن من المنطقي أن يكون لي دور في جامعة بلدي وليس في جامعة بلد المهجر بالرغم من أني سأظل ممتنة للإسبانيين الذين قدروا واحترموا تاريخي في المسايفة ومنحوني الثقة والاحترام؟”لكن مع انغلاق أبواب الجامعة المغربية، استسلمت للأمر الواقع، وتأكدت أنه هناك في بلدي من لا رغبة له في وجود أي تعاون.تألمت بشدة من تجاهل مسيري الجامعة المغربية، وزاد تألمي وأنا أطالع أخبار صحفية تشير أن القاهرة عاصمة مصر احتضنت بطولة دولية استعراضية كبرى لقدماء المسايفين الذي سبق لهم المشاركة في بطولة العالم، وقد حضر المغرب بفريق يمثله مجموعة من القدماء لم يكن اسمي من ضمنهم. كان الإقصاء قاسيا جدا،مؤلما، فأن تقوم أسرتك بإلغاءك وإقصاءك وأنت الذي عشت في خدمتها لعقود وحققت لها سلسلة من اللقاب والبطولات والميداليات، فيقينا سيحمل الشعور  كل ما تعني كلمة قساوة من معناها.شكرا.. تلقيت رسائلكم.. كانت قاسية.. ومؤلمة.

 

 


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 30/05/2020