دروب مغسولة ومعسولة بالصمت والصبر والرجاء في الله لإعادة فتح أبواب الرزق .. قل هي أزمة فانفرجي..

شفشاون بإقليمها الشاسع التي نجحت في تدبير أزمة تفشي فيروس كورونا، و سجلت زيرو إصابة عبر تدبير السلطات الإقليمية لقواعد الطوارئ الصحية الصارمة، و أيضا بفضل جميع جنود الصفوف الأمامية و الصفوف الخلفية ثم جنود الاحتياط ، و بفضل شبابها المتطوع ثم بفضل تقاليدها و عراقة قيمها الأخلاقية و الإنسانية في التضامن وقت الأزمات و وقت الشدة، إلا أن ساكنتها صارت تعاني الآن من الحجر الصحي و تكابر بسبب الظروف الاجتماعية و الاقتصادية ، لأن كبرياءها و عفتها هما رأس مال ساكنتها المطرز في الكتاب الذهبي للقناعة.
و لهذا آن الوقت ليدخل إقليم شفشاون في التخفيف الجزئي من الحجر الصحي و ذلك عبر المرونة للسماح لبعض المحلات التجارية و الاقتصادية للعودة إلى عملها للاسترزاق و خصوصا ما يتعلق بالتجارة و المحلات المحلية المتضررة من الإغلاق لما يقارب شهرين.
و على السلطات الإقليمية أن تتفهم مناشدات و نداءات الساكنة و الأسر و بعض الأحزاب و الهيئات المهنية لعودة الحركة الاقتصادية المحلية التي توقفت اضطرارا و احتراما لقانون الطوارئ الصحية ببلادنا .
و إذا كانت شفشاون مثالا نموذجيا في المغرب كمدينة محصنة من الوباء، ممكن أيضا المنعشون في الاقتصاد المحلي و المهن و الحرف التقليدية أن يقدموا رسالة إنسانية في استئناف عملهم بإعلانهم الصريح أنهم سيلتزمون بجميع قواعد الطوارئ الصحية التي أقرتها السلطات العمومية بما فيها التعقيم و ترك مسافة بين كل زبون و منع الاكتظاظ و وضع القناع الواقي .. ثم استحضار للإجراءات الوقائية و الاحترازية التي اتخذتها السلطات المختصة من أجل التصدي لانتشار الفيروس التاج. أكيد ستعود الحياة إلى طبيعتها و تتراجع الأزمة الاقتصادية بالتدريج إلى حين انجلاء الوباء،
و علينا أيضا أن نكون يقظين جدا لأن فيروس كورونا سيتعايش مع الإنسان إلى أن يختفي من دون أن نشعر بذلك ، لأن هذا الفيروس المرئي هو يشبه حلقات المسلسل التركي .. أنت تتفرج و الحلقات مستمرة بلا نهاية .
و الحياة ستستمر .. و علينا أن نعي بأهمية الانتاجات و الصناعات المحلية الغذائية و الحرفية ، و أن التواصل سيصبح رقميا و أيضا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة و بطرق مختلفة.


الكاتب : عبدالحق بن رحمون

  

بتاريخ : 22/05/2020