شخصيات سياسية وحقوقية تقدم شهاداتها البارزة في مسار فقيدنا الكبير المجاهد عبد الرحمان اليوسفي النضالي ، الحقوقي والإنساني

بنسعيد ايت إيدر: كان عبد الرحمان اليوسفي موجودا في مواقع مهمة بالنسبة لنضال الشعب المغربي سواء في عهد الاستعمار أو في عهد الاستقلال

 

قال محمد بنسعيد ايت ايدر: «المرحوم عبد الرحمان اليوسفي ترك تراثا كبير جدا، وهو رمز من الرموز القلائل التي لعبت أدوارا متميزة في الحراك النضالي، ومن المسؤولين عن الإعلام سواء داخل الوطن أو خارجه».
وأضاف المقاوم بنسعيد أيت ايدر: «كان اليوسفي مسؤولا بالربط بحركة التحرر، بين المغرب والمغرب العربي والعالم الاسلامي، ومن مؤسسي الحركة التقدمية بالمغرب، الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ومن مؤسسي الكتلة الديمقراطية».
واختتم بنسعيد: «كان عبد الرحمان اليوسفي موجودل في مواقع مهمة بالنسبة لنضال الشعب المغربي سواء في عهد الاستعمار أو في عهد الاستقلال».

 

نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال:
المغرب فقد رجل التوافقات والإصلاحات الكبرى

برحيل الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، يكون المغرب قد فقد رجلا وطنيا غيورا ومجاهدا ساهم بشكل كبير في الدفاع عن حوزة الوطن، كما كان من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية في بلادنا.
لقد لعب الفقيد أدوارا أساسية في تحرير الوطن، وفي تطوير مساره الديمقراطي، وفي هذا الإطار ساهم بشكل بارز في تأسيس الكتلة الديمقراطية، كما ساهم أيضا في التطور الدستوري الذي عرفته البلاد، مما مكن من إرساء المصالحة السياسية وتأسيس حكومة التناوب التوافقي التي لعبت أدوارا طلائعية في تحقيق الإصلاحات السياسية والمؤسساتية الكبرى، وفي إنجاز الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس.
وقد كان مسار الفقيد عبد الرحمان اليوسفي، تغمده لله برحمته، حافلا بالعطاء الوطني الصادق، و بحس المسؤولية العالي، وكذلك بالقدرة على بناء التوافقات.

 

نبيل بنعبد الله : ينتمي لؤلائك العظماء الذين اختاروا التضحية في سبيل الوطن وقدم من اجل دلك ثمنا باهضا

قال نبيل بنعبد لله: «المغرب وطننا وشعبا وحركة وطنية وديمقراطية ، فقد اليوم أحد زعمائه الكبار ، فقدنا جميعا في السي عبد الرحمان اليوسفي رحمة لله عليه، أحد الرجالات الكبار الذين بصموا التاريخ المعاصر المغربي».
وأضاف بنعبد لله الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية: «السي عبد الرحمان اليوسفي من طينة غير موجودة اليوم ، تربى وترعرعر في المدرسة الوطنية الصادقة، وينتمي إلى الرعيل الاول الذي ناضل من أجل الاستقلال، سياسيا واعلاميا وارتباطاته مع المقاومة الوطنية ، من الذين عملوا على الربط النضال من أجل الاستقلال مع النضال من أجل الديمقراطية ومن أجل مصالح المحرومين ومن أجل العدالة الاجتماعية».
وأضاف: «ينتمي لؤلائك العظماء الذين اختاروا التضحية في سبيل الوطن وقدم من اجل دلك ثمنا باهضا ، فاضطر الى المنفى ومن هذا الموقع لم يكن أبدا من أولائك الذين كانوا يروجون السموم في حق وطنهم ، انه كان معارضا شامخا يحب وطنه ، يدافع عن الديمقراطية والحريات ودولة المؤسسات ودولة العدالة الاجتماعية ، لكن في إطار كبير لثوابث البلاد».
واختتم بنعبد الله : « وعاد اليوسفي بعد مدة طويلة ، وبعد فقدان الوطن ، لكبير أخر، السي عبد الرحيم بوعبيد رحمة الله عليه ، فتحمل مسؤولية الكتابة الاولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وساهم الى جانب قادة الكتلة الديمقراطية في رسم معالم ما سمي بالتحول الديمقراطي، وعمل بصعوبة ، لكن بإرادة قوية الى جانب الملك الراحل جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله من أجل بروز حكومة التناوب، وكان أول وزير أول في عهد الحسن الثاني وأول وزير أول في عهد الملك محمد السادس .كيفما كانت تقديرات هذه التجربة، لا يمكن لأحد ، أن يجادل في كونها شكلت منعرجا في مسار الدمقراطي في وطننا.
دخل عبد الرحمان اليوسفي هذه التجربة الحكومية الرائدة كبيرا شامخا وخرج منها كبير وشامخا في عيون وفي قلوب وفي ذاكرة كل مكونات الشعب المغربي
والى آخر لحظة من حياته ظل متشبثا بمبادئه وبقيمه التي كرس حياته من أجلها .
كان رجل المبادئ ورجل الاخلاق والتواضع والصدق ، هكذا يراه المغربيات والمغاربة، وبهذه المكانة سيظل حاضر في ذاكرة كل الدمقراطيين والتقدميين .
رحمة الله عليه وتعازي الحارة نيابة عن كل مناضلا ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية إلى كل مكونات الحركة الدمقراطية والحداثية وخاصة إلى الاخوة والاخوات في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

 

ادريس الكراوي: كان رجل دولة استثنائيا

الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، كان رحمه الله، يحمل قيما راقية، عنوانها الصدق و الإخلاص والفداء والتضامن والثقة في أخواته وإخوانه في الحزب، وفي كل أصدقائه ممن يبادلونه هذه القيم النبيلة.
إلى جانب هذه الخصال الرفيعة، كان الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي رجل دولة استثنائيا، ذا نزعة إنسانية ، سموحا، قنوعا، متواضعا، متعففا في كل شيء، كما كان رحمه الله، صارما بالمفهوم النبيل للصرامة في مجال التدبير النزيه والرشيد للمال العام.
من جهة أخرى، هناك العديد من الجوانب التي تعبر عن روعة هذا الرجل ، من جملتها، أنه لا يمكنك أبدا أن تقضي معه لحظات قصيرة دون أن تشعر بمتعة المرح وأنت تتجاذب معه أطراف الحديث حول ما جدّ من أحداث مثيرة تبعدك عن مناخ الاجتماعات الرسمية الرتيبة، وذلك لقدرته المدهشة على خلق أجواء الانشراح والمتعة، مقويا بذلك الرابط الاجتماعي مع الأصدقاء والأقرباء..

 

محمد كرم: السي عبد الرحمن قامة كبرى لن تعوض

قال المحامي محمد كرم: «السي عبد الرحمان رجل تجمع فيه ما تفرق في الآخرين، فهو المقاوم الصنديد والنقابي الفذ، والمؤسس للعمل الجمعوي والرياضي والصحفي الملهم والسياسي الكبير والقائد البار لقضايا الوطن والإنسانية والحقوقي الذي لامنافس له ورجل الدولة بامتياز والزعيم الذي قاد البلد بسلاسة في إطار حكومة التناوب».
وأضاف كرم عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي سابقا : « التقيته لأول مرة شخصيا في ندوة حول واقع حقوق الإنسان في العالم بمشاركة آمنستي والحقوقيون العرب وأول ما سألني هل حملت معي العباسية وكان يقصد صحافة الحزب».
واختتم كرم: « السي عبد الرحمان كان يكره الارتجال، لذلك فإنه أرسى لثقافة المكتوب وليس الشفوي في جميع تدخلاته الحزبية وغيرها وهو رجل منظم في حياته وفي أكله وفي لباسه، وكان يفضل أن يعيش في الكفاف ويرفض الرياء والتصنع ويعشق القناعة والتواضع. السي عبد الرحمان قامة كبرى لن تعوض». رحمه لله وأحسن مثواه وأسكنه فسيح جناته.

 

محمد الصديقي : اشتغلت معه وإلى جانبه بكل تفاهم وانسجام في إطار التقائنا الفكري الواحد وما كنا متشبعين به من روح تقدمية ووطنية

قال النقيب محمد الصديقي : « تسألونني عن مشاعري وأنا أتلقى منذ الساعات الأولى من صباح اليوم ومن كل أنحاء الوطن تعازي الأخوات والإخوة والرفيقات والرفاق والصديقات والأصدقاء في رحيل فقيدنا وقائدنا الكبير السي عبد الرحمان اليوسفي .
إنها مشاعر من فقد في ذات الوقت جزءا غير يسير من حياته ومن فكره ووجدانه ، ذلك الجزء الذي ابتدأ في شهر يوليوز 1961 ولم ينقطع يوما ما حتى الآن .
طيلة سنتين كاملتين، اشتغلت معه وإلى جانبه بكل تفاهم وانسجام في إطار التقائنا الفكري الواحد وما كنا متشبعين به من روح تقدمية ووطنية ، تقاوم وتقاوم وتقاوم مختلف أنواع القمع والتحجير والظلام ، في ظلال أعلام ” التحرير ” .
ويضيف الصديقي عضو المكتب السياسي سابقا : « بعدها استمر لقاؤنا في ساحة معارك الدفاع عن القضايا العادلة ، قضايا الحق والحرية ، داخل الوطن وخارجه . كانت معارك قاسية وشرسة ، ولكنها كانت من الشرف والعزة بمكان .
اشتغلنا جميعا في منظمة اتحاد المحامين العرب والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ثم المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ، التي لعب فقيدنا دورا أساسيا ورئيسيا في تحديد استراتيجية إنشائها وتوفير الشروط الضرورية لدعمها واستمرارها من أجل إنجاز ما قامت به من أدوارمشهود لها بها طوال سنوات عديدة .
اشتغلنا كذلك في الحقل السياسي ، في إطار منظمتنا الكبرى ، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . وكنت إلى جانبه من الرواد الأوائل في كل المعارك التي خاضها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، حتى تحقق ذلك التناوب التوافقي الذي لم يعط كل ثماره بكل أسف رغم صدق نوايانا وصفاء طوياتنا».
واختتم النقيب الصديقي العضو سابقا في المجلس الدستوري : «تلقيت من يديه بعد ذلك مشعل العودة إلى صحافة الحزب كمدير مسؤول لجريدة « الاتحاد الاشتراكي « على إثر ما فرضته عليه الظروف السياسية من وضع حد لمسؤولياته الحزبية سنة 2003.
وتحملت الأمانة على قدرما استطعت إلى أن اعتبرت أني قد أديت مهمتي فيها. في كل تلك المراحل لم يحدث قط أن تعرضت علاقتنا إلى أي سوء فهم أو عدم تفاهم. كان كافيا لأن ينظر الواحد منا إلى الآخرليتم إدراك كنه رؤياه.
وهكذا استمرت علاقتنا رغم كل الأزمات والصعاب التي كادت أن تعصف بالحركة الاتحادية أكثر من مرة. ولم يكن السر في ذلك سوى أن روحينا معا كانتا تترفعان باستمرارعن صغائر الأمور وترتفعان في سلوكهما دوما إلى إحكام العقل والضميرمع النزاهة والإيثار».
رحم لله فقيدنا الكبير

 

العثماني : بوفاة عبد الرحمان اليوسفي، المغرب يفقد أحد رجالاته الكبار الذين بصموا التاريخ السياسي الوطني

أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أمس الجمعة بالرباط، أن المغرب فقد بوفاة الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، الذي انتقل إلى عفو الله ليلة الخميس – الجمعة بالدار البيضاء، أحد رجالاته الكبار الذين بصموا التاريخ السياسي الوطني.
وأضاف العثماني، في تصريح صحفي، «لقد فقدنا رجلا كبيرا يكن له مختلف المغاربة كل الاحترام والتقدير»، مبرزا أن الراحل اضطلع بأدوار مهمة في عملية الإصلاح السياسي.
وأشارالعثماني إلى أن الراحل «ترأس حكومة التناوب في فترة صعبة من تاريخ المملكة، حيث ساهم في خروج البلاد من تلك المرحلة بأقل الخسائر».
وكان عبد الرحمان اليوسفي، الذي ازداد في 8 مارس 1924 بمدينة طنجة، قد التحق بصفوف الحركة الوطنية عندما كان تلميذا بثانوية مولاي يوسف بالرباط.
وكان الراحل عضوا بالأمانة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي تحول إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975. وتولى رئاسة تحرير لسان الحزب جريدة «التحرير» (1959 – 1965).
وفي 4 فبراير 1998 كلفه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بتشكيل حكومة التناوب، التي قدم تشكيلتها إلى جلالته في 14 مارس من نفس السنة.
وقد تم نقل الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، يوم الأحد الماضي، إلى مصحة الشيخ خليفة بالدار البيضاء حيث وضع في قسم الإنعاش على إثر وعكة صحية.


الكاتب : مصطفى الادريسي

  

بتاريخ : 30/05/2020