عبد الحميد فاتحي الكاتب العام للفدرالية  للاتحاد الاشتراكي : العمال لم يحتجوا ، بل أعلنو الوحدة ضد الجائحة..

 

– كيف احتفلتم بعيد العمال في زمن كورونا ؟
– العيد الأممي فاتح ماي لهذه السنة يأتي في ظرف استثنائي بسبب جائحة كورونا، وضع تعيشه الطبقة العاملة في مختلف أصقاع العالم، الفيدرالية الديمقراطية للشغل تخلد فاتح ماي 2020 عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار ” التضامن شرط للمواطنة ومدخل لتصور مغاير للبناء المشترك لاقتصاد عادل ومجتمع متضامن ” إيماناً منا أن اللحظة لا تحتمل المزايدات و إبراز التناقضات، بقدر ما تتطلب المتح من قيم التضامن والتآزر كقيم متأصلة في المجتمع المغربي وتقوية اللحمة الوطنية في مواجهة وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية .
– كيف ترون الوضع الاجتماعي للشغيلة المغربية ؟
– أعتقد أن ما يميز فاتح ماي لهذه السنة، وعلى خلاف العادة ، أنه ليس مناسبة للاحتجاج ورفع المطالب وإبراز مظاهر الفشل ونقائص السياسات العمومية، وإنما هو مناسبة للمساهمة في المجهود الوطني لمحاربة الجائحة من خلال تواجد الشغيلة المغربية في الواجهة الأمامية، خاصة رجال و نساء الصحة وكل الساهرات والساهرين على ضمان سير المرافق العمومية بانتظام واضطراد، وتوفير كل الخدمات الضرورية والأساسية لعيش المواطنات والمواطنين، والشغيلة مجندة في هذه الواجهة بكل ما أوتيت من وطنية ونكران للذات. وفي هذا السياق فإن الحكومة ومختلف السلطات العمومية ذات الصلة، مطالبة بتوفير كل أشكال الوقاية والاحتراز، سواء بالنسبة لأماكن وفضاءات العمل أو بالنسبة للمستلزمات الشخصية والفردية الحاجزية لتمكين الموظفين والمستخدمين والأجراء من أداء مهامهم في ظل شروط الصحة و السلامة.
– كيف تقيمون جهود محاربة الآفة من طرف جميع المتدخلين ؟
– لا شك أن المقاربة الاستباقية، والتي جسدتها المبادرات الملكية، كانت حاسمة في الحد من انتشار الوباء، كما أن الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التي اتخذتها الحكومة، و هذا من صميم عملها، قد ساهمت في التخفيف من حدة الوقع السيء للجائحة على أوضاع المقاولة والأجراء، و ما تم اتخاذه أيضاً من إجراءات لدعم الفئات الهشة وذات المدخول المحدود في المجهود التضامني الوطني، والذي جسده إحداث صندوق التضامن بمبادرة من جلالة الملك، مبادرة لقيت الترحيب من جميع مكونات الشعب المغربي، التي بادرت إلى المساهمة الطوعية في هذا الصندوق، وطبعاً لم تتخلف الشغيلة المغربية وساهمت بأجرة ثلاثة أيام.
– ما هي جهودكم في إطار تنزيل التضامن الذي جعلت منه شعارا لاحتفال النقابة بفاتح ماي؟
– عبر تاريخ بلادنا كانت الطبقة العاملة دوماً في الصفوف الأولى للدفاع عن قضايا الوطن، سواء خلال فترة الحماية و الكفاح من أجل الاستقلال أو في المراحل اللاحقة دفاعاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، و ها هي اليوم في موقعها الطبيعي وفي الخط الأمامي لمواجهة الجائحة، لذلك اعتبرنا أن تيمة التضامن هي تجسيد للفعل التاريخي الفكري والثقافي للشغيلة المغربية، لذلك فإن نداء الوطن يعطي ترتيباً آخر للأولويات، والأولوية الآن ليست المصالح والمطالب رغم مشروعيتها، وإنما الأولوية هي تعزيز التماسك الوطني واللحمة الوطنية توحيداً للجهد والخروج بأقل الخسائر من تداعيات الجائحة.
– هل ترى أن متغيرات ما بعد كورونا سيكون لها انعكاس على الشغيلة ؟
– الجائحة أعطتنا دروسًا متعددة سواء في تدبير المشترك العام أو المشترك المدني أو الفردي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستتحول هذه الدروس إلى سلوك و قناعات أم ستزول بزوال الجائحة، هل سنغير من سلوكنا السياسي و مقارباتنا الاقتصادية والاجتماعية أم سنبقى رهيني الماضي العنيد والمحافظة القاتلة.
على مستوى الفعل النقابي نطمح إلى تبني تصورات ومقاربات مغايرة لتدبير الحوار الاجتماعي ليكون صادقاً ومنتجاً، ومتفاعلا تفاعلاً حقيقياً مع الملفات الاجتماعية للشغيلة من حريات نقابية وتقاعد وتغطية صحية وأوضاع مادية ومهنية، وهي قضايا سيأتي طرحها في وقتها، أما الآن فوجهتنا الوطن ووحدته وتماسكه .


الكاتب : حاوره: محمد الطالبي

  

بتاريخ : 02/05/2020