كورونيا.. 

ها أنا أفرك عينيٌّ هاتين .
أفركهما هكذا، بالسَّبَّابةِ وحدها
كي أرى كل شيءٍ :
أرى جِباهَ الموتى وهي تلمعُ من كثرة السجودْ .
وخفافيشَ الليلِ الهاربةَ
تضعُ تيجاناً من قُشٍّ
وحجرْ،
وهي تعبرُ فوق خط الزلازلِ ،
ثم تعبرُ في كل اتجاهْ .

ها أنا أسير خلف النعوشِ .
وفي نيتي أن أجر العاصفةَ
في عربة الموتى .

وحدها القططُ في الشوارعِ
تحرُسُ الأشجارَ؛
والمقاهي؛
وحاوياتِ البَوْلْ .

هكذا يسير الموتُ من بَحرٍ إلى بحر
فتنشقُّ الجِبالُ،
والأنهارُ،
والبحيراتْ .

هكذا تموتُ اللغةُ ،
ونخسر أصابعنا التي كنا نقْضِمُها
– على مهلٍ –

أنا أيضا،
سوف أدسُّ الرمادَ في جيبي
وأنثرُهُ في كل زاوية من هذه اليابسةِ .

ربما،
سوف لن أرى جباهَ الموتى ،
ولا خفافيشَ الليلْ .


الكاتب : مصطفى لفطيمي

  

بتاريخ : 04/04/2020

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *