أضحت ساحة جامع الفنا بمراكش، التي صنفت موقعا من المواقع التراث الثقافي غير المادي العالمي من طرف منظمة اليونسكو، مسرحا لعدة تجاوزات واحتيالات تطال بشكل أساسي السياح الأجانب الذين يؤثثون بشكل كبير جنباتها، الساحة التي تعتبر القلب النابض لمدينة مراكش وملتقى العديد من الأجناس التي تحج إليها من مختلف بقاع العالم، تعرف عدة ممارسات وسلوكات مشينة تسيء بشكل كبير لصورة المدينة وتهدد بضرب الرواج السياحي بها، وكان آخر هذه التجاوزات ما تعرضت له سائحة أجنبية مؤخرا حين طلب منها مروض للأفاعي مبلغ 950 درهما كثمن صورة تذكارية أخذتها مع إحدى أفاعيه، وعلى إثر الشكاية التي تقدمت بها هذه الأخيرة، قررت النيابة العامة بمدينة مراكش متابعة المعني في حالة اعتقال بتهمة الاحتيال.
ولمحاربة مثل هذه الممارسات المسيئة للمدينة السياحية، ولكي لا تتدهور صورتها بفعل هؤلاء المحتالين، ستتخذ ولاية مراكش والمجلس الإقليمي للسياحة (CRT) عدة إجراءات وتغييرات جذرية في هذا الصدد، منها أن «الحلايقة» وسائقي الطاكسيات سيكون لزاما عليهم أن يحددوا ويكشفوا عن أسعارهم وأثمنتهم، كما أن «النقاشات» سيكنّ ملزمات بنزع النقاب حتى يتم التعرف على هُوياتهن بشكل رسمي، بالإضافة إلى عدة تدابير أخرى من شأنها تنقية الساحة من الممارسات السلبية التي لا تخدم في شيء السياحة بالمدينة وبالمغرب بشكل عام.
هذا وتطالعنا بين الفينة والأخرى تدوينات وتغريدات لسياح أجانب على مواقع التواصل الاجتماعي يشتكون فيها بعد عودتهم إلى بلدانهم من الاحتيال والنصب الذي تعرضوا له في مراكش، بل إن برامج تلفزيونية أجنبية تطرقت للموضوع، وكشفت ما يتعرض له السائح من احتيال ونصب من طرف أشخاص همهم بيع منتوجاتهم الرخيصة، كالزرابي مثلا، بأثمنة خيالية مدعين أنها منتوجات أثرية يرجع تاريخها إلى مئات السنين في حين أنها ليست كذلك، أو يقدمون خدمات يطالبون في مقابلها بأثمنة لا تتناسب معها، كما إن عدة سائحات وقعن ضحية «نقاشات» يطلبن مبالغ تتراوح بين 50 و 150 أورو ثمنا لنقش حناء واحد، ناهيك عن مروضي الأفاعي الذين يتصرفون بنفس الطريقة مع زوار الساحة.
يذكر أن ساحة جامع الفنا صنفت، بتاريخ 18 ماي 2001، ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي، وتعتبر ملاذا للمراكشيين ومحجا للسياح الأجانب من مختلف بقاع العالم لما تحتويه من أنماط فرجوية واحتفالية وما تضمه جوانبها من مطاعم في الهواء الطلق .