-«منتوج اللوز في تناقص مستمر من موسم لآخر» – «لم تعد شجرة اللوز تعطي الحصيلة الإيجابية، كما كان عليه الحال في عقود ماضية» – «لقد تأثرت سلبيا بالظروف المناخية القاسية التي أضحت تعرفها المنطقة»…
جمل عديدة وردود متباينة ظلت تشكل عنوان قلق سيطر على أحاديث أبناء مجموعة من الجماعات القروية التابعة لإقليم تارودانت، خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك على خلفية تراجع محاصيل أشجار اللوز بشكل غير مسبوق، قلق وجد صداه، مؤخرا، في تحركات رسمية عديدة من ضمنها اجتماع احتضنه مركز إيغرم يوم الأربعاء 10 يوليوز 2019، للجنة إقليمية موسعة برئاسة عامل الإقليم، وشهد حضور رئيس اتحاد تعاونيات اللوز بإيغرم، المدير الإقليمي للفلاحة ، رئيس قسم حماية النباتات بالمكتب الوطني للسلامة الغذائية، رئيس مصلحة مراقبة ووقاية النباتات، رئيس مصلحة المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، ممثل الغرفة الجهوية للفلاحة، ممثل المديرية الجهوية للفلاحة وممثلي السلطات المحلية. لقاء ناقش خلاله المجتمعون «الحالة الصحية لشجرة اللوز بقطب إيغرم» عقب تعرضها لمرض «المن البني»، في أفق إيجاد السبل العلمية الكفيلة بمواجهته، ومن ثم «العمل من أجل الحد من تداعياته» التي باتت تشكل كابوسا يؤرق سكان المنطقة – جماعة إيماون نموذجا – الذين يعاني أغلبهم من العوز والفقر.
موضوع «المرض» الذي يتهدد شجرة اللوز بالمنطقة، أثير، أيضا، خلال أشغال دورة الغرفة الجهوية للفلاحة، إذ تمت مطالبة الجهات المسؤولة «بالتدخل العاجل لمواجهة الخطر، قبل فوات الأوان».
وما يؤكد أهمية «شجرة اللوز» بالنسبة لساكنة المنطقة واعتبارها «رافعة أساسية في التنمية المحلية»، إعطاء، السنة الماضية، انطلاقة أشغال تشييد «دار اللوز» بإيغرم، التي سيكلف تشييدها استثمارا عموميا إجماليا بقيمة 1 مليون و 950 ألف درهم، وذلك في إطار شراكة بين كل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (1 مليون درهم)، والمديرية الإقليمية للفلاحة (600 ألف درهم)، ووكالة التنمية الاجتماعية (350 ألف درهم).
وحسب معطيات المشروع، فإن هذا الأخير «يتكون من فضاء لتجميع وتخزين اللوز، وورشة الكسر، وورشة التقطير، وورشة التعليب، وفضاء للعرض والتسويق، ومكتب ومرافق صحية، ويستهدف «تثمين منتوج اللوز بهذه المنطقة، من خلال تجميعه وتحويله وإعداده ثم تسويق مشتقاته».
ومن المنتظر أن يبلغ عدد المستفيدين منه 2000 مستفيد، ضمنهم 500 من النساء. بينما يصل معدل الإنتاج إلى 1000 طن سنويا، في أفق غرس 3000 هكتار ضمن الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، ليبلغ مجموع المساحة المشمولة بأشجار اللوز في المنطقة 11 ألف هكتار.
وللتذكير فإن «شجرة اللوز هي شجرة موسمية، وهناك اللوز الحلو (النواة)، والذي يمكن أن يؤكل كما هو، أو استخدامه كعنصر في إعداد الحلويات (اللوز المسكر والمعجنات وحليب اللوز).
وبخصوص اللوز المر، فيتم استعماله في إنتاج زيت اللوز، والذي بات حاضرا بشكل واسع في الصناعة الصيدلية «فى مستحضرات التجميل وغيرها».
كما أكدت العديد من الدراسات الطبية «أن استهلاك اللوز يساعد في تخفيض مستوى الكولسترول والحد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية…».
«إن وضعية شجرة اللوز بالمنطقة – تهم عشرات الجماعات القروية بتجمعاتها السكنية العديدة – تستوجب تعاطيا عاجلا من قبل الجهات المسؤولة، محليا ومركزيا، وذلك تحقيقا للتنمية المنشودة، بالنظر لمكانة هذه الشجرة الاقتصادية والاجتماعية بالنسبة للسكان، وهو ما يستوجب إرساء مقاربة تشاركية تستحضر آراء ومقترحات الجميع» يصرح بعض أبناء جماعة إيماون .