علّق الصحفي الشهير بيتر أوبورن على انتخاب بوريس جونسون رئيسا للوزراء في بريطانيا، قائلا، إن جونسون يعتبر نسخة الرجل الفقير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإنه شخص بلا قيم، وانتهازي حتى النخاع.
وقال أوبورن في مقال له بموقع «ميدل إيست آي»، إن جونسون وترامب، لديهما مقدرة فائقة على الإفلات من عواقب أخطاء كان بإمكانها أن تدمر أي سياسي آخر، وإنه بانتخاب بوريس جونسون الأربعاء، وتأهبه لشغل منصب رئيس الوزراء، سوف تحصل بريطانيا على نسختها من دونالد ترامب، «إنها نسخة الرجل الفقير من ترامب «.
ولفت الصحفي البريطاني أنه مثل ترامب، يبتكر جونسون القواعد الخاصة به. وتصدر عنه تصريحات عنصرية، ويستهدف بسهامه ورماحه الأقليات.
وفي ما يأتي نص المقال:
بانتخاب بوريس جونسون يوم الأربعاء، وتأهبه لشغل منصب رئيس الوزراء، سوف تحصل بريطانيا على نسختها من دونالد ترامب، إنها نسخة الرجل الفقير من ترامب.
مثله مثل ترامب، يبتكر جونسون القواعد الخاصة به. ومثله مثل ترامب، تصدر عن جونسون تصريحات عنصرية. ومثله مثل ترامب، جونسون – الذي ولد في أمريكا (والذي لم يتخل عن جنسيته الأمريكية إلا مؤخراً) – انتهازي حتى النخاع.
إنه رجل بلا قيم
ومثله مثل ترامب، اعتمد جونسون على توجيهات ونصائح «سفينغالي» ستيف بانون. ومثله مثل ترامب، يستهدف جونسون بسهامه ورماحه الأقليات.
كلاهما لديهما مقدرة فائقة على الإفلات من عواقب أخطاء كان يمكن أن تدمر أي سياسي آخر. خذ على سبيل المثال قصة ترامب مع ما بات يعرف بعبارة «بوسيغيت»، حينما تباهى الرئيس بأنه كان يتحرش بالنساء أثناء حملته الانتخابية. لحظتها تجمدت واشنطن رعباً، وافترض الناس أن ترامب قد انتهى. إلا أنهم كانوا مخطئين.
وفي وضع مشابه، افترض الناس في لندن أن حملة جونسون للفوز بزعامة المحافظين قد انتهت، وذلك حينما ظهرت تقارير تفيد بوقوع مشاجرة في وقت متأخر من الليل داخل شقة صديقته. لم يكن من جونسون إلا أن نحى ذلك جانباً ولم يعره شيئاً من الاهتمام.
كيف يتسنى لهم ذلك؟ والجواب: إنهم يعتمدون على حلفاء أقوياء داخل الصحافة اليمينية. ولا أدل على ذلك من أن ترامب يحظى بدعم قناة فوكس نيوز التي تكرر أكاذيبه وتلتمس له العذر في ما يصدر عنه من موبقات. وعندما يصبح جونسون رئيساً للوزراء، سوف يتبع نفس النهج اعتماداً على دعم الإمبراطورية الإعلامية المملوكة لروبرت ميردوخ. وسوف يجد لنفسه سنداً أيضاً لدى التلغراف والصنداي تلغراف، الصحيفتين اللتين تنطقان باسم مؤسسة المحافظين داخل بريطانيا.
نقطة الانقطاع
كان جونسون هو المرشح المفضل لدى ترامب، فقد قال الرئيس في الأسبوع الماضي مخاطباً الصحفيين: «إنه شخص من نوع مختلف، ولكنهم يقولون أيضاً عني أنني شخص من نوع مختلف».
كان يقصد الرئيس بذلك أنهما كليهما يعانيان من مرض سياسي غير أخلاقي، ولا عجب إذن أن ينسجم الرجلان معاً ويتحقق الوئام بينهما مع التأكيد على أن ترامب هو بطبيعة الحال الشريك الأقدم والأكبر سناً والأقوى نفوذاً، والأقل حياء من مواليه. بل إن جونسون، الذي يمثل ترامب الرجل الفقير، لا يضيره ذلك الترتيب.
ما من شك في أن نجاح رؤية جونسون لبريكسيت (الخروج من الاتحاد الأوروبي) تتطلب تعاون ودعم الرئيس الأمريكي من أجل الحصول على صفقة التجارة الحرة عبر الأطلسي التي يتوق إليها هو وأقرانه من أنصار بريكسيت. وهذا يعني أن بروز جونسون، البالغ من العمر خمسة وخمسين عاماً، كرئيس للوزراء، يمثل نقطة انقطاع في السياسة البريطانية.
وذلك أن جونسون شعبوي يتعامل أنصاره مع المؤسسات البريطانية بازدراء، وهذا سبب آخر من أسباب إعجاب ترامب به.
لا يعبأ أقران جونسون من الداعين إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بوجود خدمة مدنية نزيهة ومحايدة، بينما يتحدى أسلوبه المعتمد على الحكم الشخصي الكارزمي منظومة الديمقراطية التمثيلية التي حكمت بريطانيا منذ الثورة العظيمة في عام 1688، بل وقد يأتي عليها تماماً ويدمرها.
وبالفعل، يحرص جونسون على عدم استبعاد فكرة الحكم بدون البرلمان، وهي الذريعة التي لم تجرب منذ أن لجأ إليها تشارلز الأول، الأمر الذي كانت عواقبه وخيمة ومأساوية عشية اندلاع الحرب الأهلية الإنجليزية. ومن شأن ذلك أن يجر الملكة بشكل مباشر نحو ممارسة السياسة، ما سيشكل انتهاكاً صارخاً للعرف الدستوري المعمول به.
العمل مع جونسون
لقد عملت مع جونسون لأربعة أعوام عندما كان محرراً لمجلة ذي سبيكتاتور ذات التوجه اليميني، وكنت مراسله للشؤون السياسية. وأشهد أن الرجل لديه واحد من ألمع العقول التي خبرتها سواء في السياسة أو الصحافة، ويتمتع بقدرة فائقة بل ومذهلة على التوصل سريعاً إلى الحجة التي تلزمه وعلى الإحاطة بتداعياتها.
وكان رئيساً وفياً في العمل لم يتردد للحظة عن مساندتي كلما وقعت في مشكلة. إلا أن الخصال الرائعة يمكن أن تستخدم في الشر كما يمكن أن تستخدم في الخير، وأخشى من أن جونسون سوف يستخدم خصاله لإلحاق الأضرار وجلب الدمار.
سيكون قد فاز بزعامة حزب المحافظين بفضل تصويت مائة وستين ألف عضو لصالحه، وهي شريحة لا تزيد نسبتها عن 0.2 بالمائة من مجمل عدد الناخبين، وشريحة يتكون 38 بالمائة منها ممن هم فوق السادسة والستين من العمر.
وهناك ما يشير إلى أن الحزب قد تم اختراقه خلال العامين المنصرمين من قبل فئة من عتاة المطالبين بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – فقد انضم إلى الحزب خلال الاثني عشر شهراً الماضية ما يزيد على ثلاثين ألف عضو جدد. وخلص استطلاع أخير للرأي إلى أن 63 بالمائة من أعضاء حزب المحافظين على استعداد لتقبل أن يكون ثمن الخروج من الاتحاد الأوروبي هو انفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة.
وقال واحد وستون بالمائة من الأعضاء إنهم يفضلون أن يلحق «ضرر بالغ بالاقتصاد» على عدم تحقق الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا ريب في أن أغلبية هؤلاء المصوتين العجائز هم من المتعصبين، حيث إن عدداً كبيراً جداً منهم، ما نسبته 56 بالمائة، يعتقدون بأن الإسلام يشكل تهديداً لنمط الحياة البريطانية.
رعب أخلاقي
وعلى الرغم من أن جونسون رجل ذكي جداً، وأجاد عندما كان عمدة لمدينة لندن، تلك المدينة العالمية العظيمة، إلا أنه كثيراً ما يرقص على أنغام هذه الشريحة الضيقة من الناخبين، فقد صدرت عنه تعبيرات يصف من خلالها السود بألفاظ تعود إلى حقبة العبودية في شمال أمريكا، وسبق أن وصف النساء المسلمات اللواتي يرتدين النقاب بأنهم يشبهن «صناديق رسائل البريد» ويشبهن «اللصوص الذين يسطون على البنوك».
سوف يدون التاريخ اسم جونسون بوصفه واحداً من أسوأ من شغلوا منصب وزير الخارجية في تاريخ بريطانيا.
لقد كانت بريطانيا هي حامل القلم داخل مجلس الأمن الدولي أثناء عمليات الإبادة العرقية التي ارتكبها بحق مسلمي الروهنغيا جيش ميانمار بالتحالف مع المليشيات البوذية الطائفية. لم يتم اتخاذ إجراء يذكر ضد الجنرالات، بينما راح الوزراء العاملون في الخارجية البريطانية يدافعون عن النظام في نفس الوقت الذي كانت فيه عمليات التطهير العرقي تجري على قدم وساق.
ولم يكن موقف جونسون إزاء الكارثة الإنسانية في اليمن أقل سوءاً. كنت بنفسي شاهداً على تقدم أحد الخبراء منه بحلول إبداعية، وبدا حينها مهتماً، إلا أن شيئاً لم يتمخض عن ذلك. وتارة أخرى، كانت بريطانيا بوصفها حامل القلم في موضوع اليمن داخل الأمم المتحدة في وضع يؤهلها للعب دور من شأنه أن يضع حداً للصراع الدائر هناك، ولكنها لم تفعل.
وبناء عليه سوف ينظر المؤرخون إلى السياسة الخارجية البريطانية في عهد جونسون على اعتبارها فترة من الرعب الأخلاقي. كنا جميعنا نتوقع أن يكون بريكسيت هو أول أزمة يواجهها جونسون. ولكن لا، سوف تكون أول أزمة يواجهها هي رد الفعل البريطاني على احتجاز الإيرانيين لناقلة النفط ستينا إمبيرو التي ترفع العلم البريطاني داخل مضيق هرمز الأسبوع الماضي. فماذا سيكون موقف جونسون من ذلك؟
سوف تحث الأصوات الحصيفة رئيس الوزراء على التفاوض، حيث أنه يمكن التوصل إلى صفقة تخلي بموجبها المملكة المتحدة سراح ناقلة النفط الإيرانية غريس واحد، والتي تم احتجازها قبالة جبل طارق قبل أسبوعين تقريباً. إضافة إلى ذلك، تمسك بريطانيا في يدها بورقة دبلوماسية أخرى تتمثل في مبلغ أربعمائة مليون جنيه إسترليني (أي ما يعادل 499 مليون دولار أمريكي) تدين به بريطانيا لإيران عن صفقة دبابات بريطانية أبرمت قبل عدة عقود ولكنها لم تتم ووافقت بريطانيا على سداده للإيرانيين.
حالة شديدة من عدم الاستقرار
إلا أن جونسون يعلم أنه من خلال تبديد النزاع مع إيران سوف يُسخط إدارة ترامب الأمريكية في وقت هو فيه أحوج ما يكون إلى دعم الولايات المتحدة لإتمام صفقة بريكسيت، ففي أي اتجاه سيقفز؟
يأتي تنصيب الملكة لجونسون رئيساً للوزراء في وقت يشهد فيه حزب المحافظين شقاقاً متزايداً، بدليل أن عدداً من وزراء الحكومة، بما في ذلك فيليب هاموند ودافيد غوك، أشاروا إلى أنهم لن يعملوا مع جونسون.
وقد يكون بعض هؤلاء على استعداد للانضمام إلى حزب العمال بزعامة جيريمي كوربين في التصويت لحجب الثقة عن حكومة جونسون.
تلج بريطانيا العظمى مرحلة تسود فيها حالة شديدة من عدم الاستقرار. وقد يكون محقاً رئيس الوزراء السابق غوردان براون حينما قال مؤخراً إن جونسون قد يكون فعلاً آخر رئيس وزراء يحكم بريطانيا.
نسخة متأخرة من البطل
من جهتها نشرت مجلة «نيويوركر» مقالا للكاتب جون كاسدي، يقول فيه إن بوريس جونسون أظهر أنه جرو في حضن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويقول كاسدي إن من بين الأشياء التي تحويها السيرة الذاتية لبوريس جونسون، السياسي المحافظ، الذي يشبه شعره ممسحة الأرض، والذي من شبه المؤكد أنه سيكون رئيس وزراء بريطانيا القادم، هي أنه كتب سيرة تشرتشل، ففي عام 2014 عندما كان لا يزال عمدة للندن نشر جونسون كتابا بعنون (عامل تشرتشل: كيف صنع رجل واحد التاريخ)».
ويستدرك الكاتب بأن عمله المؤلف من 400 صفحة لم يلق نجاحا باهرا، فمثلا علق عليه أستاذ التاريخ في جامعة كامبريدج، ريتشارد إيفانز لمجلة (نيوستيتسمان) بالقول: «يبدو الكتاب كأنه أملي إملاء ولا يبدو أنه كتب»، وأضاف: «خلال الكتاب كله تسمع صوت بوريس، إن ذلك يشبه أن تحشر في نادي الدرونز وتستمع لساعات من خطب بيرتي ووستر (شخصية هزلية في كتابات الكاتب البريطاني بي جي وودهاوس)».
ويجد كاسدي أن «ما افتقده كتاب جونسون من قيمة أدبية أو تاريخية عوضه في الكشف عن شخصية جونسون، فبسلوكياته المدروسة للطبقة الأرستقراطية، وبصخبه، وإشارته باستمرار إلى ماضي بريطانيا الإمبريالي، يتضح أن جونسون يريد أن يراه بنو بلده على أنه نسخة متأخرة من البطل التاريخي -أسد لا يقهر يدافع عن بريطانيا- وكما أشار إيفانز، فإن كتابه حول تشرتشل لم يكن سوى دعاية مطولة لنفسه».
ويقول الكاتب: «لكن في الأيام الأخيرة، أظهر جونسون نفسه على أنه لا يشبه الأسد في شيء، فبفشله المحزن للوقوف مع كيم داروك، الذي أصبح الآن السفير البريطاني السابق لواشنطن، بعد سلسلة من الهجمات الشنيعة من دونالد ترامب، ظهر كأنه جرو عند قدمي سيده المتطلب والمؤذي، وبالتأكيد استخدم رؤساء وزراء بريطانيا السابقون، بينهم تيريزا ماي، خطابا لينا في علاقتهم مع واشنطن، لكن أحدا لم يظهر بدناءة جونسون وهو الذي لم يصل إلى داونينغ ستريت بعد».
إدارة حالة العجز
ويشير كاسدي إلى أنه في مناظرة تلفزيونية ليلة الخميس مع وزير الخارجية، جيرمي هانت، منافسه المتبقي الوحيد في السباق لخلافة تيريزا ماي رئيسا للوزراء وزعيما لحزب المحافظين، تم سؤالهما عن ما إن كانا سيبقيان داروك، الذي يبدو أنه كان ضحية تسريب سياسي عندما يصل أي منهما إلى داونينغ ستريت، «وكانت صحيفة (ميل أون صندي) نشرت نصوصا من برقيات دبلوماسية سرية من داروك إلى لندن، يصف فيها ترامب بأنه (غير آمن)، وأعرب عن شكه في ما إن كان يمكن للإدارة أن تنتقل من حالة العجز».
ويلفت الكاتب إلى أن «هانت كان واضحا، ووصف تعليقات ترامب التي وصف فيها داروك بأنه (مجنون) و(غبي) بأنها سيئة التقدير، وقال إنه سيبقيه في منصبه الدبلوماسي حتى ينتهي في نهاية هذا العام، أما بالنسبة لتعليقات ترامب التي انتقد فيها بشدة تعامل ماي مع البريكسيت، فقال هانت إن تعليقات الرئيس (غير مقبولة ولا أظن أنه كان يجب عليه قولها)».
وينوه كاسدي إلى أنه «في المقابل قام جونسون بالبحث عن أعذار لترامب، الذي هو على علاقة جيدة به، مدعيا أن ترامب (تم جره إلى الجدل السياسي البريطاني) وعندما انتقد ترامب كان أكثر شيء قاله هو أن انفجار غضبه على تويتر (لم يكن بالضرورة ما يصح فعله)، ولدى سؤاله عن ما إن كان سيبقي داروك لو كان القرار في يده، فإنه لم يجب على السؤال مباشرة، لكنه أشار إلى (الأهمية الرائعة) للمملكة المتحدة أن تكون لديها (شراكة مقربة مع أمريكا)».
ويقول الكاتب: «لأن ترامب عبر عن أن إدارته لن تتعامل مع داروك، الدبلوماسي المخضرم الذي أقام عدة حفلات دعا إليها أعضاء من عائلة الرئيس ومن إدارته، فقد بدت هذه التصريحات مساوية لوعد من جونسون بأنه سيعيد السفير، واضح أن ذلك كان تفسير داروك، فقدم استقالته يوم الأربعاء صباحا بتوقيت واشنطن، وقال صديق له لم يذكر اسمه لـ(فايننشال تايمز) إن رفض جونسون دعمه كان عاملا في قراره».
ويفيد كاسدي بأن كثيرا من زملاء جونسون في حزب المحافظين اعتادوا على اعتراضاته التي هي في غير محلها، وعلى انتهازيته، إلا أن بعضهم لم يعتد عليها، فقال وكيل وزارة الخارجية آلان دونكان، لـ»بي بي سي»: «إن بوريس جونسون، وزير الخارجية السابق، الذي يأمل في أن يكون رئيسا للوزراء، قام ببساطة بإلقاء أكبر دبلوماسيينا تحت الحافلة»، وأضاف أن فشل جونسون في الدفاع عن داروك خلال المناظرة التلفزيونية كان «إهمالا خسيسا من طرفه».
فشل السباق على القيادة
وتنقل المجلة عن السير باتريك ماكوغلين، وهو عضو برلمان محافظ، قوله: «من المخزي أن ترى شخصا يريد أن يصبح رئيسا للوزراء يفشل في تأييد موظفي الحكومة المجتهدين، الذين لم يرتكبوا خطأ، عندما تهاجمهم حكومة أجنبية، فالقيادة تشمل الوقوف مع فريقك».
ويقول الكاتب: «ربما يكون الوقت قد أصبح متأخرا الآن لنأمل في أن يتسبب تصرف جونسون الخسيس بفشله في السباق على القيادة، فالانتخاب محدود لحوالي 160 ألف عضو من من حزب المحافظين، كثير منهم طاعنون في السن، ومؤيدون بشكل جنوني للبريكسيت ويؤيدون بوريس، وكثير منهم قد ملأوا ورقة الاقتراع، فالنتيجة شبه معروفة».
ويختم كاسدي مقاله بالقول إنه «بعد استقالة داروك يوم الأربعاء، فقد ذرف جونسون بعض دموع التماسيح عليه، فقال للمراسلين: (يؤسفني ذلك حقا، لأنني أعتقد أنه كان رائعا، بل إنه دبلوماسي رائع وعملت معه لسنوات كثيرة.. ليس صحيحا أن يجر عمل موظفي الدولة إلى الأجندة السياسية، وأعتقد أنه يجب علينا حماية الموظفين الحكوميين الرائعين من ذلك النوع من الدعاية)، طبعا هذا باستثناء ما إن كان الأمر يحتاج إلى انتقاد رئيس أمريكي جلف وأناني مرغ أسماءهم بالطين».