عادت مجلة فرنسية مختصة في الشأن الصحي مطلع شهر غشت الجاري، لتسليط الضوء على دواء «سميكتا» الذي سبق وأن أوصت الوكالة الوطنية الفرنسية للسلامة الدوائية في 2 فبراير 2019 بعدم صرفه للأطفال أقل من سنتين تفاديا لمضاعفاته الجانبية وآثاره على الصحة. وأشارت الدورية الفرنسية إلى أن الدواء الذي يوصى به في حالات الإسهال خصوصا، والاضطرابات الهضمية، والذي يدخل الطين في تركيبة مكوناته، يمثل خطرا على الصحة بسبب كميات الرصاص الصغيرة التي يحتويها التي تتركز في أعضاء مختلفة من الجسم ويصبح سمّيا بسبب استعمال الدواء لمدة تصل إلى 7 أيام، إذ خلال هذه المدة يمكن تكوين حوالي 50 ميكروغراما في اللتر.
الدواء المذكور والذي قد يتسبب في اضطرابات السلوك العصبي، وفقا للدورية الطبية، يصرف في المغرب لحد الساعة بكيفية تلقائية وطبيعية، وأكد صيادلة لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه في غياب توجيه رسمي من وزارة الصحة وتحديدا من مديرية الدواء والصيدلة، فإن المهنيين الذين على دراية وعلم بهذه المعطيات يحرصون على عدم وصف الدواء لمن هم أقل من سنتين سنا. هذا الإجراء قد لا يُحترم في جميع الصيدليات، خاصة وأن عددا من المواطنين، لا سيما من الفئات المعوزة، يتوجهون إلى الصيدلية بشكل مباشر دون عرض مريضهم على الطبيب لاقتناء دواء، قد يسلمهم إياه بعض المساعدين الذين قد يجهلون هذا الأمر بشكل كلي، أخذا بعين الاعتبار أن النشرة الداخلية تحدد جرعات استعمال الدواء في مرحلة أولى بالنسبة للرضع الذين لا يتجاوز عمرهم السنة الواحدة.
وجدير بالذكر أن الرصاص، الذي يلقب في عدد من مناطق المغرب بـ «اللدون» أو «الخفيف» قد استأثر بنقاش واسع في وقت سابق خاصة بسبب استعماله في بعض معدات الطبخ والأكل، وتم التحذير من تبعات ذلك، واليوم يطرح على مستوى الدواء، وإذا كان الموضوع قد استأثر باهتمام الأوساط الصحية الفرنسية فإنه في المغرب، وبحسب مصادر الجريدة، ما يزال حبيس نقاشات «داخلية»، بالمقابل أوضح صيادلة للجريدة أن دواء «سميكتا» بات متجاوزا في العديد من الحالات، إذ يوصى بمواجهة الإسهال عند الرضع والاطفال والمسنين بشرب الماء، وفي حالة وجود إسهال حاد يتم اللجوء إلى إجراء تحليلة لتحديد ماهية البكتيريا التي تسببت فيه لوصف مضاد حيوي، أو إذا تعلق بفيروس «الروتافيروس» فإن لقاحا ضده هو أيضا متوفر.