كشف الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي إفشال وعرقلة نظام بوتفليقة المطاح به في الجارة الجزائر لمبادرة قام بها من أجل وضع قطار المغرب العربي في سكته، وقال المرزوقي في تصريحات إعلامية على هامش حملته الدعائية للرئاسيات السابقة لأوانها في تونس بعد وفاة رئيسها السابق السبسي بأنه قام بزيارة إلى الدول المغاربية ولقي تجاوبا كبيرا من طرف المغرب وليبيا وموريتانيا لكن الجزائر عارضت الفكرة وتم إقبارها في حينه.
وأعرب المنصف المرزوقي، عن تفاؤله بخصوص إحياء الملف «إن مشروع إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي اصطدم بمقاومة شديدة من لدن النظام الجزائري القديم».
وكان المرزوقي صرح إثر زيارته للجزائر «آمل أن تكون 2012 سنة اتحاد المغرب العربي»، وأنه حصل من قادة اتحاد المغرب العربي – المغرب وموريتانيا – اللتين زارهما قبل الجزائر، وكذلك قادة ليبيا الذين التقاهم بعد انتخابه، على الموافقة على عقد قمة خلال هذه السنة (2012) «في تونس على الأرجح»، مؤكدا أنها ستكون «جدية» وستخرج «بنتائج ملموسة»، وعبر المرزوقي المرشح البارز للرئاسة التونسية في تدوينة على صفحته بالفايسبوك عن قناعته بأن الحراك الذي تشهده الجزائر سيكون في صالح دول المغرب العربي، وأنه سيؤدي إلى فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ سنة 1994. وأضاف أن «شعب المواطنين هذا لن يسمح بتواصل إغلاق الحدود البرية مع المغرب الشقيق واحتضار الحلم المغاربي». وأكد أن الشعب الجزائري «سيعيد بعث مشروع الاتحاد المغاربي الضروري لنا جميعا اقتصاديا وأمنيا خاصة وأن كل المنطقة مهددة».
واعتبر أن الحراك الجزائري سيكون «درعا للتغيير الذي سيحصل في تونس في الانتخابات المقبلة بعد إغلاق قوس الثورة المضادة».
يذكر أن المرزوقي قام في 8 فبراير 2012، في أول رحلة رسمية خارجية له، بزيارة للمغرب والتقى بالملك محمد السادس، وقبل أسبوع من ذلك ناشد المغرب من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي.
وللخروج من هذا الوضع الجامد للاتحاد المغاربي، تعهد المتحدث أنه إذا ما تم اختياره رئيسا جديدا لتونس، بالعمل على إحداث ما أسماه بمؤتمر مراكش رقم 02، مستبشرا بنجاحه بالنظر إلى أن الأمور في الجارة الجزائر تغيرت تماما. على حد تعبيره.
ورجح المنصف المرزوقي أن تفرز المرحلة الانتقالية التي تمر منها الجزائر نظاما جديدا أكثر تفهما وتفاعلا وتجاوبا من سابقه، وآنذاك، يضيف المتحدث “سيكون لنا اقتصاد وفضاء من 100 مليون نسمة، سيمكن الاقتصاد المغربي والجزائري والليبي والموريتاني والتونسي من أن ينتعش، وسيصبح واضحا أن الفضاء المغاربي ممنوع الدخول إليه من البوابة الشرقية.. وسيتصدى إلى جميع محاولات الاختراق وسيكون سدا منيعا أمام محاولات العبث بأمنه القومي أو التجاسر عليه».