منذ سنوات ، في شارعي
أنصت لوقع الخطى: أصدقائي يرحلون
يوافق الرحيل البطيء لأصدقائي
تلك العتمة وراء الزجاج
لم يعد أصدقائي يهتمون بشيء
حيث يقيمون لا توجد موسيقى ولا غناء،
وحدها بنات ديكاس الصغيرات
يمشطن بدون توقف ريشهن الأزرق.
لكن حتى لا يوقظك الخوف
أعزل في منتصف الليل.
لكن شغفا غريبا بالخيانة
يكدر أعينكم أصدقائي.
أيتها الوحدة، مزاجك فظ !
بتلميعك بريق فرجارك الحديدي
تغلقين الدائرة ببرودة أكثر
بدون الإنصات للوعود الكاذبة.
نادني واجزني!
داعبني، مدللة هكذا
ملتصقة بصدرك أشعر بالسلوى
برودة أفقك تغسلني.
دعني أقف على أطراف أصابعي
في غابتك، وبحركة بطيئة
أعثر على الأوراق التي تلثم وجهي
لأحس بلذة استسلامي.
امنحني هدوء مكتباتك
الموضوعات العنيفة لحفلاتك الموسيقية،
عاقلة أصبح، أنسى الموتى
والذين مازالوا أحياء.
أتعرف على الحكمة والحزن
كل شيء سيبوح لي بمعناه الخفي.
متكئة على كتفي، ستعلمني
الطبيعة أسرار طفولتها.
إذن، من عمق الدموع، والليل،
والجهل البئيس للماضي،
ستبزغ وجوه أصدقائي الرائعين
قبل أن تستمر في الانمحاء.
(من ديوان : قصة المطر وقصائد أخرى)