عجز المنتخب الوطني الأولمبي عن فك شفرة نظيره المالي، واكتفى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، بعدما كان منهزما بهدف لصفر في المباراة التي جمعتهما، مساء أول أمس السبت بالملعب الكبير لمراكش، ضمن إقصائيات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، المقررة بمصر، والمؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020 .
وخلال أطوار هذا النزال اتضحت رغبة المنتخب الأولمبي المغربي في تحقيق نتيجة إيجابية، حيث بادر اللاعبون إلى الاندفاع نحو معترك عمليات منتخب مالي، بحثا عن هدف السبق.
كانت أخطر محاولة لحمزة منديل عقب انطلاقته من الجهة اليسرى، حيث مرر كرة جميلة في اتجاه مرمى الحارس يوسف كواطا، لكن الدفاع تدخل لإبعاد الكرة. هذا الإنذار جعل المنتخب الأولمبي المالي يحصن خطي الدفاع والوسط للحد من خطورة العناصر الأولمبية، مكتفيا أحيانا بالمرتدات الهجومية، التي كان يقودها كل من إبراهيما كوني وبوراما بومبيا، لكنها كانت دون فعالية.
ورغم الحصار الدفاعي واصل المغاربة ضغطهم على مرمى الحارس يوسف كواطا، حيث كان اللاعب إلياس شاعر أبرز عنصر داخل النخبة الوطنية، حيث خلق متاعب لدفاع مالي.
وحملت الدقيقة 28 اخبارا غير سارة لمجموعة المدرب باتريس بوميل، بعدما تمكن الماليون من هز شباك الحارس المهدي بنعبيد، بعد عقب هجوم سريع ومنسق، أمهاه اللاعب ابراهيما كوني بطريقة ذكية في الشباك، مانحا منتخب بلاده هدفا غاليا. كما أنه حرر لاعبي مالي من الضغوطات النفسية، وأجبر العناصر الوطنية مضاعفة مجهوداتها لإدراك التعادل، الذي لم يتحقق خلال ما تبقى من عمر الجولة الأولى، التي انتهت بتقدم مالي بهدف واحد.
وفي الشوط الثاني، تغير النهج التكتيكي للمباراة، حيث أصبح المنتخب الوطني ينهج خطة هجومية محضة، مما مكنه من تعديل النتيجة في الدقيقة 48، بعد مجهود كبير للاعب المرابيط في الجهة اليمنى، حيث أرسل كرة مقوسة استقبلها يوسف النصيري برأسه وهزم الحارس المالي.
ومنح هدف التعادل اللاعبين المغاربة بعض التوازن، وخلقوا عدة فرص لكنها افتقدت للفعالية المطلوبة، في حسن كادالماليون أن يبلغوا مرمى بنعبيد في أكثر من مناسبة، مستغلين غياب الانسجام عن أداء اللاعبين، وكذا افتقادهم لصانع ألعاب قادر على ضبط الإيقاع ومنح التوازن والهدوء لزملائه.
وكان الربع ساعة الأخير من هذه المواجهة الأقوى، من حيث الندية والتنافس الشرس بين الجانبين، غير أن المنتخب الأولمبي لمالي كان الأنشط في الميدان والأكثر استحواذ على الكرة، حيث خلق إزعاجا حقيقا للدفاع المغربي.
وأخرج المدرب باتريس بوميل كل أوراقه لانتزاع الفوز، لكنه لم يتمكن من فك عقدة المدرب فانييري ديارا، الذي عرف كيف يمتص حماس المنتخب الأولمبي المغربي حفاظا على النتيجة، في إنتظار ما ستسفر عنه مواجهة الإياب المحفوفة بكل المخاوف.
وبهذه النتيجة باتت مهمة المنتخب الوطني الأولبي جد صعبة، لأن الخصم المالي يتوفر على المهارات والإمكانيات التقنية والتكتيكية اللازمة لضمان التأهل، غير أن حظوظ المجموعة الوطنية تبقى قائمة، بشرط أن يقود المدرب بوميل بتصحيح الأخطاء التي تم تسجيلها، ومحاولة ضبط الإيقاع، وتجهيز خطة فعالية، يمكنها أن تفاجئ الخصم المالي، الذي يبقى خطيرا داخل قواعده.
وغاب المغرب عن نهائيات الدورة الثانية لكأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة، التي أقيمت بالسنغال سنة 2015، بينما نظم الدورة الأولى سنة 2011، وتمكن خلالها من بلوغ المباراة النهائية وإحراز الميدالية الفضية عقب انهزامه في المباراة النهائية أمام منتخب الغابون على أرضية الملعب الكبير لمراكش بهدفين لواحد.
تجدر الإشارة الى أن ثمانية منتخبات ستتأهل إلى نهائيات الكأس القارية المقررة في مصر شهر نونبر المقبل، على أن تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى إلى أولمبياد طوكيو 2020.