حماقات

 

لأصبرنّ على سهْوكِ
فلِي في الصَّبرِ حماقاتٌ شتّى:
كأنْ أشعلَ ناراً، وأدخلَها حافياً
أو أرسمَ هاويةً
وأسقطَ منْها
ولا يحْملني أحدٌ إليَّ
كأنْ أفلتَ من مكيدةٍ
وأسرعَ إليها ثانيةً
بساقينِ ضامِرتيْنِ
وغيمةٍ حُبلى بين حاجبيَّ

أو أطلَّ من شرفةٍ عاليةٍ
على حربٍ قادمةٍ
أحْصي الجنودَ، والعتادَ، والذّبائحَ
وشاراتِ النصرِ التي تزْحمُ الهواءَ
أرى كلُّ شيئٍ صغيراً
مثل حبيْباتِ الجُلْجُلانِِ
ولا تكَلُّ عينايَ !
كأنْ يسّاقطَ الترابُ من جُثماني
وأحملَه إلى أرضٍ خلاءٍ
ذرّةً
ذرّةً
ولا أجزعُ
حين يحرّكُ طائرٌ
جناحيهِ الصغيرينِ
ويطيِّرُهُ
ذرّةً
ذرّةً
أو أفتتَ صفائحَ البرقِ المرشوشِ
على أكْتافِ الأراملِِ
وأصنعَ منْها فُلْكا أخرَ
وأحملَه مسرعاً
إلى غرقٍ جديدٍ

كأنْ أمدّ يمنايَ إلى تفّاحةٍ
فتهرب التفّاحةُ
إلى صدْرِ أمّها
و تسخرَ ـ من نوايايَ ـ امْرأةٌ
تحرّكُ جمرَ التنّورِ
بيسْرايَِ
لأصبرنّ على سهوكِ، أيتها الحياةُ
فاحْتملي طيْشي!


الكاتب : فتح الله بوعزة

  

بتاريخ : 27/09/2019