عبرت جماهير الجيش الملكي، بكل فصائلها، عن نضج كبير وروح رياضية عالية، بعد أن حيت بقوة فريق الدفاع الحسني الجديدي، الذي حقق انتصارا كبيرا، على الجيش الملكي بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بنتيجة 3 – 1، في المباراة التي جمعتهما برسم الجولة السادسة من البطولة الاحترافية، كما شجع وساند فريقه بالتصفيق.
ويعتبر هذا تحولا إيجابيا في سلوك جماهير الفريق العسكري التي كانت دائما لا ترضى إلا بالنتائج الإيجابية داخل الميدان، وكانت دائما تتورط في أعمال شغب.
ورحب عبد الرحيم طاليب، مدرب الجيش الملكي، بهذا السلو ، وحياه عاليا حيث أكد أنه «بالرغم من هزيمتنا، فإن سلوك جماهيرنا يؤكد بأنها ذات ذوق راق». مضيفا في الندوة الصحافية التي تلت المواجهة أن الجمهور العسكري عرف «أننا قدمنا مباراة جيدة، وأعتبر سلوكه محفز للاعبين على بذل المزيد من العطاء، وأشكره جزيلا على روحه الرياضية، التي لا شك أنها ستساعد اللاعبين على تجاوز هذه العثرة، واسترجاع الثقة في النفس، وسأعمل على أن أرد لهم هذا الجميل.»
ويعد انتصار الدفاع الجديدي على الجيش الملكي هو الثاني خلال بداية هذا الموسم، بعد الأول الذي حققه في كأس العرش، وبذلك يكون المدرب بادو الزاكي قد أكد تفوق فارس دكالة على الجيش الملكي، الذي مازال يبحث عن استرجاع صورة الزعيم.
وكان العسكريون هم السباقون إلى التسجيل في الدقيقة 25 بواسطة اللاعب محمد فكري، لكن فرحتهم تم خنقها في الدقيقة 29 بواسطة بلال المغري.
وعرف لاعبو الفريق الجديدي كيف يفرضون سيطرتهم على المباراة في الشوط الثاني، من خلال الضغط العالي والتمريرات السريعة والعميقة، كما عرفوا كيف يستغلون أخطاء الدفاع العسكري، حيث تمكن اللاعب التنزاني سايمون مسوفا من تسجيل هدفين لفريقه في الدقيقتين 47 و60، وكانت هناك فرص سانحة ليعمق الجديديون جراح العساكر لولا الثقة الزائدة في الإمكانيات والأنانية في التسجيل.
واستغل مهاجمو الدفاع الجديدي الأخطاء الكارثية التي ارتكبها مدافعو الجيش الملكي، والتي أبانت عن ضعف كبير في اللياقة البدنية التي كان دائما المدرب عبد الرحيم طاليب يعتبرها من أكبر نقط قوة فريقه.
وعبر طاليب عن عدم رضاه على أداء الحكم عبد الرحيم اليعقوبي، معتبرا أنه حرم فريقه «من ضربة جزاء، وليست هذه المرة الأولى التي نؤدي فيها غاليا ثمن الأخطاء التحكيمية، لذلك سأطالب الإدارة بمراسلة مديرية التحكيم للاحتجاج على هذه الأخطاء المؤثرة.»
وكان المدرب العسكري يعول كثيرا على كامل غلة المباراة لبلوغ 10 نقط، واحتلال الرتبة الأولى مؤقتا إلى جانب المغرب التطواني، الشيء الذي كان سيكون له وقعه على نفسيه كل مكونات الفريق، لكن الرصيد تجمد في سبعة فقط، وليحتل بذلك الرتبة السادسة.
ومقابل ذلك ارتقى الدفاع الجديدي بهذا الفوز إلى الرتبة الثانية، بمجموع 8 نقط.
وإلى جانب الفوز بنقط المباراة، فإن الانتصار على الجيش الملكي سيكون محفزا للاعبين في مباراة نصف نهائي كأس العرش، التي سيواجهون فيها فريق الاتحاد البيضاوي.