دشنت الإذاعة الجهوية للداخلة مسارا مهنيا إعلاميا جديدا سيجعلها تخرج من مرحلة الإذاعة المحطة المحدثة منذ شهر مارس، 1980 إلى مرحلة الإذاعة القائمة الذات، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات الوطنية بتخليد الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، حيث افتتحت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، صباح الأربعاء الماضي 06 نونبر 2019 بالداخلة، المقر الجديد لهاته الإذاعة الجهوية بحي مولاي رشيد المجاور لشارع الولاء..
حفل افتتاح المقر الجديد وإعطاء انطلاقة البث الرسمي للإذاعة، عرف حضور لمين بنعمر، والي جهة الداخلة وادي الذهب، و رئيس مجلس الجهة، ورؤساء وممثلي الجماعات الترابية الإقليمية والمحلية، وفعاليات المجتمع المدني بالجهة، علاوة على مدير الإنتاج والبرمجة للإذاعة بالشركة الوطنية، ومدير التواصل والعلاقات المؤسساتية بالشركة الوطنية.
وأكدت مصادرمسؤولة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ل»الاتحاد الاشتراكي» أن هذا الافتتاح يندرج في إطار عمل الشركة الوطنية، على مواصلة الورش المهيكل والاستراتيجي لها و المتعلق ب»تجديد البنيات التحتية والتحديث التقني والتكنولوجي لمختلف خدماتها الإذاعية والتلفزية، وكذلك وعيا منها بأهمية جودة ظروف العمل في ضمان مردودية مهنية ملائمة.»
وفيما يتعلق بالمقر الإذاعي الجديد، الذي تحضر فيه البصمة النسائية بقوة على مستوى التنشيط الإعلامي- الإذاعي، فإنه يتكون من طابقين، يتوفران على «كل وسائل العمل الضرورية التي تؤمن للعاملين بإذاعة الداخلة الجهوية النجاح في أداء وظيفتهم، سيما تحقيق الأهداف العامة للخدمة الإعلامية العمومية الجهوية، ومنها استوديوهين مزودين بأحدث الأجهزة التكنولوجية الرقمية، واحد للإرسال، وآخر للتسجيل، علاوة على قاعة للتحرير، ومرافق إدارية وصحفية وتقنية.»
وموازاة مع حفل الافتتاح ، وفي إطار ثقافة الاعتراف التي تتبناها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، شهد الحفل تكريم الإعلامي أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين، الذي التحق بإذاعة «صوت التحرير والوحدة بطرفاية» سنة 1979، وشارك في تغطية فعاليات المسيرة الخضراء، بجانب كل من السادة محمد بنددوش والصديق معنينو ومحمد جاد وبنعيسى الفاسي. كما تكريم الصحافية فاطمة ازبير، وذلك اعترافا بالخدمات الجليلة التي قدمتها لمهنة الصحافة الإذاعية بأقاليمنا الجنوبية، حيث التحقت بإذاعة الداخلة الجهوية سنة 1979، وأعدت وقدمت مجموعة من البرامج المتميزة، وتركت بصمتها في تقديم الأخبار عبر عقود. و بالمناسبة صرحت للجريدة بان هذا التكريم هو تشريف لها بهاته المناسبة العزيزة ( عيد المسيرة الخضراء) و كذا تكريم و تشريف لكل العاملين بهاته الإذاعة و في هذا المقر الجديد الذي تتمنى أن يكون منارة إعلامية متالقة على مستوى الجهة.. حيث حرصت الإذاعة الجهوية بالداخلة، ومنذ إحداثها في مارس 1980، على إيلاء قضيتنا الوطنية الأولى أهمية قصوى، فضلا عن تميز به شبكة برامجه التي تراعي مختلف أذواق المستمعين، معتمدة نهج القرب وتجديد طرق الاشتغال، مما مكنها على الدوام من استقطاب جمهور عريض من متتبعيها وأوفيائها داخل الوطن وخارجه.
وفي السياق ذاته صرح علي خلا مدير الإنتاج و البرامج بالإذاعة الوطنية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة ل»الاتحاد الاشتراكي» أنه تم اختيار تاريخ السادس من نوبر الجاري، الذي يصادف احتفال الشعب المغربي قاطبة بعيد المسيرة الخضراء و استرجاع الأقاليم لصحراوية المغربية، من أجل افتتاح المقر الجديد للمحطة الجهوية لإذاعة الداخلة، الذي يدخل في غطار استراتيجية الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة الهادفة إلى مواكبة الورش الكبير للجهوية المتقدمة على جميع المستويات، و التي نشتغل عليها نحن كقطاع عمومي في مجال السمعي –البصري.
وأضاف علي خلا أن هاته الاستراتيجية التي يشرف عليها شخصيا السيد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية تتضمن العناصر الثلاثة، وهي تأهيل العنصر البشري وتطعيم جميع الإذاعات الجهوية التابعة للشركة الوطنية بعناصر شابة في جميع التخصصات، ثم العنصر الثاني المرتبط بالمجال التقني، حيث نتوفر الآن على استوديوهات التسجيل و البث من أفضل ما يتوفر عليه هذا الفضاء، و التي يشرف عليها تقنيون خضعوا لتكوينات في هذا المجال، و أخيرا العنصر الثالث المرتبط بشروط و ظروف العمل، وفي هذا السياق – يضيف علي خلا- كان لدينا رهان كبير بأن نتوفر على مقر جديد لإذاعة الداخلة الجهويةن التي تأسست سنة 1980 في خضم معركة المغرب لاسترجاع أقاليمه الجنوبية، الشيء الذي جعلها تلعب دورا كبيرا إلى جانب إذاعة العيون ، التي –للإشارة – يقول خلا- كانت تسمى قبلا محطات جهوية للإذاعة، لكن الآن أصبحت تسمى إذاعات جهوية، و الفرق – يوضح – يتجلى أنها أضحت لها ترددات خاصة بها وتبث 24 على ساعة في اليوم، في حين كانت تبث في ما مضى ست ساعات فقط
وأبرز مدير الإنتاج و البرامج بالإذاعة الوطنية أن البث انطلق بداية بإذاعة البرامج الموسيقية بالإضافة إلى ست ساعات من البرامج أما حاليا فوتيرة البث أضحت متكافئة بين الموسيقى و البرامج الأخرى المختلفة و المتنوعة أي 12 ساعة من البرامج و 12 ساعة من المواد الموسيقية. وأضاف خلا أن الطموح تحقق بعد تهييء المقر في ظروف تقنية جيدة وموارد بشرية مؤهلة .. و كل ذلك من أجل ان تلعب الإذاعة العمومية ، سواء كانت و طنية أو جهوية، دورا أساسيا للنهضوع بمشروع الحهوية المتقدمة التي يراهن و يشتغل عليها المغرب.
واعتبر علي خلا أن الزاد الأساسي لهاته الإذاعات الجهوية وضمنها إذاعتا الداخلة و العيون هو برامج القرب، هو الذهاب إلى المواطن و الاستماع إليه، فتح الميكروفون له للتعبير عن انشغالاته و مطالبه وكذلك المساهمة في النقاش العام بما فيه السياسي..