عاد مدرب رجاء بني ملال، مراد فلاح، من جديد لتبرير هزيمة فريقه أمام أولمبيك آسفي، في المباراة التي جمعتهما بملعب المسيرة، برسم مؤجل الدورة الثالثة، بعدم التوفر على ميزانية مالية كافية لجلب لاعبين في مستوى عال.
وأضاف فلاح في الندوة الصحفية، التي أعقبت الهزيمة، بأن لاعبيه ليست لهم تجربة بقسم النخبة، ما عدا بنجلون والواصلي. وبأن الأخطاء التي يرتكبونها وتسجل عليهم منها أهداف عادية بالنسبة له، قائلا «إذا كان عندك لاعبين مثل هؤلاء ستقع في مثل هاته الأخطاء» …
نفس المبررات ونفس الأعذار يكررها فلاح عقب كل مباراة يخسرها الفريق، الذي يتوفر على نقطة واحدة من أصل خمس مباريات، قابعا في مؤخرة الترتيب. فتارة يحمل المسؤولية للمكتب المسير العاجز عن توفير المال، وتارة أخرى للاعبين بأخطاء بدائية وعدم توفرهم على التجربة، ومقابل كل هذا يختم بقوله بأنه راض عن أداء الفريق؟
وتابع الجمهور الملالي جميع المباريات التي أجراها الفريق الملالي، انطلاقا من مباراة كأس العرش التي أقصي فيها أمام الراك وإلى غاية المقابلة الأخيرة أمام أولمبيك آسفي. وفي نهاية كل مباراة كان الجمهور يعبر عن استيائه وعدم رضاه على أداء ونتيجة الفريق، سواء الجمهور الذي يحضر إلى الملعب أو الجماهير الواسعة المتتبعة وحتى بعض المسؤولين المحليين والإقليميين.
وكانت بعض الجماهير تحتج داخل الملعب على المدرب والمسيرين بعدم رضاهم على الأداء، بينما يبقى فلاح الوحيد الراضي عن الأداء رغم الهزائم. كيف لمدرب يدرب لاعبين طيلة الأسبوع ويحملهم مسؤولية الأداء والهزيمة في نهاية كل مباراة؟ المدرب فلاح كان لاعبا مميزا وقام بعمل جبار الموسم الماضي ختمه بتحقيق الصعود، وقد أثنينا حينها على ذلك ونصبناه بطلا لإنجاز الصعود. أما اليوم فالوضع مغاير تماما، فالفريق يمارس في قسم النخبة ويواجه فرقا متميزة بمدربين أكفاء مغاربة وأجانب، في حين لا يتوفر فلاح سوى على دبلوم «ب» ونحن نشجعه أن يكون طموحه أكبر. وقد تكون تجربته المتواضعة جعلته يقتنع بانتداب لاعبين، اتضح بعد الممارسة بأنهم غير قادرين على مسايرة طواحين النخبة، بل ليسوا مؤهلين مهاراتيا وتقنيا وتكتيكيا لمقارعة لاعبين بمستوى عال وإيقاعات مرتفعة.
وكان المدرب فلاح يقول منذ الهزيمة أمام الرجاء البيضاوي بهدف واحد بأن فريقه يتحسن، لكن واقع الحال كذبه وخسر ثلاث مباريات أخرى بسبب ضعف جودة اللاعبين وكذا فشل تكتيكاته وعدم قدرته على مجاراة طرق لعب الفرق المنافسة. فإذا كان الفريق ينهزم بهدف أو هدفين فإن فلاح راض على الأداء ويعتبر ذلك إنجازا.
وبعيدا عن أي تحامل، سواء على المدرب الذي نحترمه أو على اللاعبين، فإننا نقيم الأشياء بنتائجها وعلى المدرب أن يقوم بواجبه كاملا وأن يسمي الأشياء بمسمياتها ويعترف بأنه المسؤول الأول على انتداب اللاعبين وعن أدائهم وأن يعمل على احترام العقد، الذي أبرمه مع الفريق وهدفه الحفاظ على المكانة بقسم النخبة، وأن يكف عن الاختباء وراء مبررات ملها الجمهور الملالي. فالمدرب فلاح يعلم بأن جميع الفرق تعيش أزمات مالية، لكن مدربيها يركزون على عملهم التقني، وخير دليل على ذلك فريق الطاس الذي يعيش أزمات كبيرة، لكن مدربه ولاعبيه حققوا التأهل إلى نهاية كأس العرش بجدارة واستحقاق، كما أنهم يحتلون الصفوف المتقدمة في بطولة القسم الثاني.
الجمهور الملالي الكبير يفهم جيدا كرة القدم ولا يطالب سوى بالنتائج، وقد كان محفزا كبيرا للمدرب فلاح في تحقيق الصعود، وهو نفس الجمهور غير الراضي على فريقه هذا الموسم وهذا من حقه، ولا يمكن أن يستغفله مدرب أو لاعب أو مسير.
إن المدرب قد ينجح مع فريق وقد يفشل معه ويتم تغييره، لكن المحاسب الحقيقي هو المكتب المسير. والجمهور يستغرب صمت المسيرين ويطالبهم بعدم الاختباء وراء الشح المالي وينتظر ردة فعلهم للقيام بالإجراءات اللازمة لمحاولة إنقاذ الفريق قبل فوات الأوان، متمنيا أن يعود الفريق إلى سكة التألق لتحقيق الفرحة. وعلى من فشل أن يقدم استقالته.