ساكنة سيدي مومن بين مطرقة النقائص التنموية.. وسندان الفضاءات الكهرومغناطيسية

انتقد عدد من أبناء منطقة سيدي مومن بالدار البيضاء، مؤخرا، الإعلان الذي أطلقته قبل أيام العلامة التجارية «نحن كازابلانكا»، التابعة لشركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، بخصوص الحي، والذي اعتبرته أنه من أهم نماذج التدبير الذكي وتهيئة المجال العمومي في المدينة، معبرة عن ذلك ب: «كيتعتبر حي سيدي مومن من أهم نماذج التدبير الذكي وتهيئة المجال العمومي في مدينة الدار البيضاء. فمن أجل إعادة هوية هاذ الحي، تم استئصال دور الصفيح وتأهيل البنيات التحتية الطرقية وخطوط الطرامواي، وإحداث بنيات رياضية وثقافية وفضاءات خضراء وقاعات متعددة الرياضات.. بلا ما نساو المراكز التجارية..»؛ هكذا تكلموا عن حي سيدي مومن بمقاطعات البرنوصي، وهو الشئ الذي جعل الكثيرين يستغربون لهذا الإعلان، وجعلهم أيضا يطرحون سؤالا عن أي سيدي مومن يتكلمون؟، والمتتبعون للشأن المحلي بالمنطقة يعرفون أن المنطقة مازالت تعاني العديد من النقائص التنموية، كما تعاني من انتشار مظاهر البدونة، والهشاشة والعزلة، وسيادة التجمعات الصفيحية، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، وانتشار المخدرات والإجرام..، الشئ الذي يبرز أن سيدي مومن لم يحظ إلى حد الآن بالاهتمام اللازم، وخاصة المرافق الأساسية كالمستوصفات وغيرها من المرافق الاجتماعية، بالرغم من حاجة الشباب لفضاءات لقضاء أوقات الفراغ وأيضا حاجة الساكنة بكل فئاتها إلى فضاءات خضراء، لا الى فضاءات كهرومغناطيسية، كما حدث ويحدث الآن بتركيب العديد من الأبراج الخاصة بشبكة الاتصالات اللاسلكية التي أصبحت تغزو المنطقة، الشئ الذي جعل ساكنة المنطقة تعيش حالة من القلق والتخوف من العواقب الصحية التي قد تتسبب فيها خصوصا بالنسبة للنساء الحوامل والأطفال والعجزة..، مع الإشارة أيضا إلى أن بعض الأبراج المذكورة جاء مجاورا للمستشفيات والمدارس..، كما جعلها أيضا تسارع لتضع شكاية رسمية مع التوقيعات بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بتاريخ 30 ماي 2017 تحت رقم 5331، تتوفر الجريدة على نسخة منها، يلتمسون فيها تدخل عامل المنطقة لإيقاف العمل بهذه الأبراج؛ خصوصا وأن المنطقة أصبحت تبدو مطوقة بهذه الأبراج، وما لذلك من تأثير على صحة الإنسان عامة وما قد تسببه من أضرار على وظائف الدماغ والجهاز العصبي وغيرها؛ خاصة أن هذه الأبراج التي تقام في المدن وفوق أسطح المنازل ووسط الأحياء السكنية، يكون البرج الواحد قادرا على تغطية الإرسال والاستقبال في دائرة نصف قطرها بضعة كيلومترات، ويتداخل مجال عمل كل برج مع مجالات عمل الأبراج الأخرى فتتغطى المناطق المستهدفة بالمجالات الكهرومغناطيسية..، والتي تؤكد الدراسات خطورتها على صحة الناس، وكذلك اذا وضعت هذه الأبراج بالقرب من المرافق العامة والمستشفيات والمدارس فيمكن لها أن تحدث ضررا كبيرا وتسبب أمراضا عديدة؟


الكاتب : التهامي غباري

  

بتاريخ : 05/06/2017