توفيت في الساعات الأولى من صبيحة يوم السبت الماضي، طفلة كانت تبلغ قيد حياتها حوالي 6 سنوات داخل قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة على خلفية إصابتها بداء المينانجيت القاتل (التهاب السحايا)، فيما مازالت شقيقتها الصغرى تصارع الموت بمصلحة طب الأطفال بذات المستشفى بعد نقلها إليه من منزلهما الكائن بمركز قروي قرب الجديدة.

وتعود تفاصيل واقعة الإصابة إلى حوالي 4 أيام عندما تم نقل الضحية وهي تلميذه كانت تدرس في إحدى المؤسسات الابتدائية بتراب جماعة اولاد احسين بمعية شقيقتها الصغيرة إلى المستشفى الإقليمي عبر سيارة للإسعاف تابعة لجماعة اولاد احسين، بعد إصابتهما بهذا الوباء الفتاك والمعدي، مما استدعى إدخال الطفلة الكبرى قسم الإنعاش في الوقت الذي تم فيه الاحتفاظ بأختها الصغرى بمصلحة طب الأطفال تحت المراقبة الطبية.
هذا وبعد 4 أيام متتالية داخل قسم الإنعاش بالمستشفى فارقت الضحية الحياة رغم الإسعافات الطبية التي خضعت لها من طرف الطاقم الطبي للمستشفى.
يذكر أن المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بالجديدة قامت مباشرة بعد اكتشافها لهاتين الحالتين بالانتقال إلى المؤسسة التي تدرس بها الضحية وقامت احتياطيا بتطعيم الأطفال بأدوية للوقاية من العدوى كما انتقلت أيضا إلى منزل الطفلتين وقامت أيضا بنفس العملية من أجل احتواء أي عدوى محتملة للوباء الفتاك.
وأفاد مصدر طبي أن فيروس « التهاب السحايا « يصيب غلاف المخ، حيث تتعدد أسباب الإصابة به، فهو يتعدى إصابة غلاف المخ إلى المخ ذاته، وهذه الحالة معدية وصعبة وخطيرة جدا، ناهيك عن كونها سريعة الانتشار، وتؤدي حتما إلى موت محقق.
ويسبب التهاب السحايا القاتل نوبات صداع شديدة، وحمى وغثيانا وقيئا وتصلبا في العنق لما بين 10 و50% من ضحاياه. ويعاني الناجون منه عادة من تلف دائم بالمخ، ينتج عنه تأخر في النمو أو صمم أو شلل.
وكانت منطقة دكالة قد عرفت انتشارا لهذا المرض قبل أكثر من سنتين، حيث توفي شخص بالغ في اولاد عمران وتوفي أربعة في الزمامرة من بينهما طفلان شقيقان، وزرع رعبا كبيرا وسط السكان.