أكد ربيع الخليع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية أن القطار الفائق السرعة «البراق» الرابط بين طنجة و الدار البيضاء حقق خلال السنة الأولى من تشغيله، نتائج جد مقنعة بعدما تمكن من نقل حوالي 2.5 مليون مسافر في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2019 ، متوقعا أن يصل العدد إلى 3 ملايين مسافر عند نهاية العام ، على مدى 7000 رحلة بمعدل بلغ 8250 مسافرا يوميا.
وأوضح لخليع خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس لعرض حصيلة أول عام على استغلال البراق، أن هذا المشروع ساهم إلى جانب مشاريع موازية لا تقل أهمية أبرزها تثليث الخط السككي بين القنيطرة والدار البيضاء والثتنية الكاملة للخط السككي الرابط بين الدارالبيضاء ومراكش وكذا تشييد محطات من الجيل الحديد.
كل هذا ساهم في زيادة حركة المرور في معظم محطات الشبكة وعلى رأسها محطة طنجة التي ارتفعت حركة المرور بها بنسبة 80 ٪ و 43 ٪ في أكدال و 23 ٪ في محطة الدارالبيضاء المسافرين.
وعزا لخليع هذا النجاح الهائل إلى المزايا الملموسة من طرف الزبناء لاسيما على مستوى التقليص في مدد السفر (طنجة – الدار البيضاء مثلا في ضرف فقط 2س و10 دقيقة)، والرفع من وتيرة القطارات (28 ذهاب وإياب في اليوم)، والدقة في المواعيد بنسبة انتظام تناهز 97٪، ونظام تعريفي مرن وفي متناول مختلف الشرائح، وكذا توفير مزيد من ظروف الراحة والمقاعد المضمونة والخدمات ذات القيمة المضافة بالمحطات وعلى متن القطارات … كلها مزايا ملموسة للزبناء لقيت استحسانا كبيرا كما يتضح ذلك من خلال نسبة الرضا المسجلة والتي تصل إلى 92 ٪.
على مستوى النتائج المالية، سمحت الإيرادات التي تحققت منذ إطلاق الخط الفائق السرعة، قبل نهاية السنة الأولى من تشغيله، بتغطية جميع تكاليف التشغيل وبتوليد هامش تشغيلي صغير، ورغم أن لخليع لم يشأ أن يكشف عن تفاصيل المردود المالي للخط إلا أنه ألح على أن هذا المشروع لم يكن «فيلا أبيض» دون فائدة وأن الأرباح ستظهر قريبًا.
و عبر لخليع عن سعادته الواضحة بنتائج هذا القطائر ، معتبرا أن الخط الفائق السرعة ساهم أيضا إطلاق دينامية للنمو الاجتماعي والاقتصادي في جميع المناطق والمدن التي يعبرها البراق، وبالتالي ، ساهم في الرفع من قيمة البرامج العقارية و الأراضي العارية بالقرب من المحطات التي يخدمها.
وقال المدير العام إن قطاع السياحة استفاد كثيرا من وصول TGV ، الذي ربط الشمال بوسط البلاد. وهو ما تؤكده أرقام و احصائيات المكتب الوطني المغربي للسياحة حيث ارتفع عدد ليالي المبيت للسياح الأجانب بنسبة 20٪ تقريبًا (مقابل 6٪ على المستوى الوطني) بينما زاد عدد الوافدين بنسبة 9٪ (1.5 ضعف المعدل الوطني).
بالإضافة إلى ذلك ،و مع العلم أن الرحلة بين مدينة البوغاز والدار البيضاء لم تعد تستغرق أكثر من ساعتين وعشرة دقائق ، فإن لخليع على يقين بوصول وشيك لشركات طيران جديدة إلى طنجة. ووفقا لذات المسؤول ، فإن مجموعة PSA لم تكن لتستقر في القنيطرة لولا البراق .
وأكد المدير العام أن انعكاس هذا المشروع الهيكلي الذي أثر بالفعل على الشمال ووسط المغرب سيمتد ، في نهاية المطاف ، ليشمل جميع مدن المملكة الكبرى. مشيرا إلى توقيع المكتب نهاية شهر يوليو الماضي على مذكرة تفاهم مع الدولة ، وكشف أن عقد البرنامج الجديد 2019-2025 الذي يربط المكتب مع الدولة سيخصص له غلاف استثماري ضخم لا يقل عن 21 مليار درهم. وبمجرد أن يتم توقيع عقد البرنامج مع رئيس الحكومة ، سيكون بمقدور المكتب الوطني للسكك الحديدية إعطاء مزيد من التفاصيل حول مشاريع تمديد خطوط السكك الحديدية قيد الدراسة مثل تلك الخاصة بـ الخط السريع (LGV) القنيطرة – الرباط ، و الدارالبيضاء- مراكش ، ومراكش أكادير ، وأكادير – العيون ، وادي زم – بني ملال ، وجدة- بركان- الناظور ، الرباط – مكناس عبر الخميسات و طنجة – تطوان.
وبمناسبة هذا الانجاز أطلق المكتب حملة تواصلية على مختلف القنوات الإعلامية تشمل أساسا أنشطة مرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية موجهة نحو الأطفال والطلاب وكذا أنشطة بالمحطات وعروضا لأثمنة تخفيضية وتحفيزية.