واصل فريق رجاء بني ملال سلسلة هزائمه بخسارة خامسة بملعب العبدي بالجديدة أمام الدفاع المحلي بهدف واحد، برسم الدورة السابعة من البطولة الاحترافية، ليقبع في مؤخرة الترتيب بنقطة واحدة من ست مباريات.
فريق عين أسردون الذي كان أداؤه في مجمل المباراة أحسن من مضيفه الجديدي، ضيع فرصة سانحة للتوقيع على نتيجة إيجابية، أقلها التعادل، بالنظر إلى تواضع أداء الدفاع الجديدي، الذي بدا في معظم أطوار المباراة تائها متأثرا بالإقصاء من كأس العرش أمام الطاس.
وقد أقر بذلك في نهاية اللقاء مدربه بادو الزاكي، الذي كان جد مسرور بنتيجة الفوز، حيث قال» إن هذا الفوز كان ضروريا لتجاوز جو اليأس الذي خيم على الفريق جراء الإقصاء في الكأس»، معترفا «بأن أداء فريقه كان ضعيفا رغم تضييعه بعض الفرص». بالمقابل كان أداء الملاليين أحسن خصوصا في الشوط الأول حيث كان الارتباك واضحا على دفاع الجديديين، وخاصة الهدهودي الذي قدم للاعب الملالي نبيل الجعدي فرصتين ضيعهما بتسديدتين ضعيفتين في د27 و د32. وكذا بعد تسجيل الجديديين هدف الفوز بواسطة مفتول في د52، إثر خطأ فادح للحارس الملالي العلوي، حيث ضغط الملاليون لكنهم لم يترجموا ذلك إلى أهداف.
وإذا كان أداء الفريق الجديدي ضعيفا باعتراف مدربه الزاكي، فإن اللاعبين الملاليين بينوا في هذا اللقاء بأنهم غير قادرين على تحصيل الفوز رغم ضعف المنافس. فرصة ذهبية ضيعها أبناء عين أسردون أمام فريق بخطوط منحلة وذهنية منهارة إلى درجة الشلل، وهو ما يدفع الجمهور الملالي إلى التخوف أكثر على مستقبل فريقهم الذي يبدو أنه غير قادر على مسايرة مستوى فرق الدرجة الأولى، ولو كانوا في أسوء حالاتهم.
هزيمة أخرى للملاليين أفرحت المدرب الزاكي الذي أكد بأنها ستدفع فريقه إلى طي صفحة الكأس والتوجه نحو المستقبل بمعنويات مرتفعة، في حين ظل المدرب مراد فلاح يردد أسطوانته المملة، بأن الفريق لم ينتدب لاعبين جيدين بسبب الشح المالي وأنه قدم استقالته لكن الرئيس رفضها بخروج المكتب المسير الأسبوع الماضي ببلاغ يتمسك بالمدرب فلاح، وسيعمل في المركاتو الشتوي على انتداب لاعبين جيدين لتعزيز الفريق.
وأضاف المدرب فلاح في اتصال هاتفي صباح السبت مع محطة إذاعية رياضية بأنه تعرض للسب بنعوت قدحية من طرف شرذمة محسوبة على الجمهور الملالي، يترأسها «سمسار» و»مدرب معروف» وبعض اللاعبين المبعدين من الفريق، وأنه مدعو قريبا إلى اجتماع مع الرئيس لتوضيح الأمور واتخاذ الإجراءات اللازمة، مؤكدا بأنه متمسك باستقالته.
وتطرق فلاح في هذا الاتصال الهاتفي إلى حوادث أخرى وقعت سواء من طرف بعض اللاعبين أو مشجعين من الأولترا… وهذا أمر غير محمود من طرف المدرب، لأن المفروض فيه عدم نشر غسيل الفريق على هواء الإذاعات وضرورة التحفظ ولو من باب الأخلاق الرياضية.
إن السب والقذف في حق المدرب فلاح مرفوض تماما ونحن نؤازر كل من تعرض لهذه الأشياء غير الرياضية، التي تعكر الجو الكروي الوطني، لكن الجمهور الرياضي لا يعترف إلا بالنتائج وهو طبقات شعبية مختلفة، وخاصة في كرة القدم وقد يكون منه الراضون ومنه الساخطون، والمفروض في المسؤول التقني أن يهتم بمجاله التقني فقط وإذا تعرض لأشياء خارجة عن ذلك النطاق عليه أن يطرحه على المختصين وهو المكتب المسير لمعالجة ذلك.
فالخروج من التركيز على المجال التقني والدخول في مشاكل محيط الفريق يؤثر سلبا على المدرب وعلى اللاعبين، ويذكر المدرب فلاح بأن مثل هذه الأحداث حصلت الموسم الماضي لكن تمسكه بلاعبيه و تركيزه على الأداء التقني مكنه من تحصيل إنجاز الصعود.
إن النتائج سيف حاد على رقبة المدرب، وهذا يعلمه جيدا المدرب فلاح، كما يعلم بأن أحسن رد على كل ذلك هو تحصيل النتائج الجيدة، وهو ما يجب أن يعمل عليه عوض التلويح باستقالة شفوية يرفضها الرئيس لأسباب مالية في انتظار المركاتو. فبماذا ستفيد انتدابات المركاتو إذا بقي الفريق بدون انتصارات بحصيلة هزيلة في مؤخرة الترتيب وقد حكم عليه بالنزول مبكرا إلى القسم الأسفل؟ يبدو أن الرئيس يراهن على استراتيجية فاشلة، ونتمنى أن يفكر مع أعضاء مكتبه في الاجتماع المزمع عقده مع المدرب في ذلك من جديد، مستحضرا مصلحة الفريق أولا ومراعيا لشعور وعواطف الجماهير الملالية العاشقة لفريقها التي تحس بالغبن وهي تتابع هزائم الفريق الواحدة تلو الأخرى. فالبطولة مازالت في بدايتها ومازالت الفرصة مواتية لاتخاذ القرارات المناسبة، أما ربط مصير الفريق بالمورد المالي فهي معادلة خاسرة ولا ينبغي لأي مسؤول كروي أن يتمسك بها لأنها ستبقى سبة عليه.