صراخ وعويل.. بالملايين
على القناة الثانية
اللحظة الوحيدة الصادقة في إحدى حلقات الكاميرا الخفية « مشيتي فيها « التي استضافت الفنانة نعيمة? لياس هي حين رفضت الممثلة وبجد سيناريو من 30 حلقة ب2000 درهم للحلقة.
الفنانة رفضت 60.000 درهما كأجرة عن شهر رمضان لأداء أدوار صراخ وعويل لبضع دقائق بعد الإفطار بقليل، ولعلها كانت صادقة، فالمفاوضات قد ترفع سقف الأجرة إلى 5000 درهم للحلقة، وهو ما يعني 150.000 درهم دون ملايين أخرى إضافية عن وصلات إشهاريةً مصاحبة. أما من يأخذ مليون ونص كل حلقة يظل يردد فيها برتابة لا زمته الشهيرة «اتاواش بغيتي تسطيني» فتلك حكاية تجلب الشلل.. وترفع منسوب السكر في الدم …. لا يسعني إلا أن أردد على طريقة «لاسيكون » : «هي غير سنطيحة وصافي»..
فتاوي شرقية وغربية
يبدو أن رجال الدين في الوطن العربي «مع كل الاحترام والتقدير للعقلاء منهم»، لا شغل ولا مشغلة لهم سوى انتظار ما ستجود به قرائح الممثلين والفنانين ورجالات الإبداع عموما خلال شهر رمضان، حتى ينبرون تحليلا وتحريما. وإذا كانت الفتوى الأخيرة الصادرة من القاهرة مساء الثلاثاء الماضي تشكل أقوى تناقض يمكن تسجيله في مجال فقه النوازل المصري حيث، أصدر الشيخ السيد سليمان، عضو رابطة خريجي الأزهر، فتوى تحرّم برنامج الكاميرا الخفية «رامز تحت الأرض»، الذي يعده الفنان المصري رامز جلال لفائدة قناة «إم بي سي»، مشيرا إلى أن «الشرع يحرّم أن يفعل الإنسان أي شيء يخيف إنسانا آخر». فإنه يجدر بوزارة الصحة المغربية أن تتقدم بشكوى رفع الضرر للمجلس العلمي للمملكة حتى يصدر فتوى تحريم «مشيتي فيها» «كاميرانا الخفية» لأنها مصدر حقيقي لرفع الضغط الدموي وحافز قوي لزيادة منسوب السكر في الدم ومساعد رسمي على جلب شلل الدماغ..
الرعب الأصفر
قال شيخ مصر، وهو يدعم فتوى تحريم مشاهدة الكاميرا الخفية «أن هذه البرنامج حرام شرعا»، مشيرا إلى أن «الشرع يحرّم أن يفعل الإنسان أي شيء يخيف إنسانا آخر، واستشهد شيخ الأزهر بحديث نسبه للرسول الكريم لدرجة أنه نهى عن أن يشير الإنسان في وجه آخر، حتى ولو كان مزاحا»، مضيفاً أن «هذه البرامج يقصد برنامج «رامز تحت الأرض»، تؤدي إلى الضرر بالضيوف، بل قد يصل إلى أنه قد يفقد الضيف حياته إذا كان يعاني من أمراض معينة».
وأشار سليمان إلى أن «هذه البرامج تدفع بعض الضيوف المشاركين إلى التهور العصبي والأخلاقي، وسب وشتم القائمين على هذا العمل الشاذ البعيد عن كل وصف فني.»
وبالنسبة لحكم الشرع في تسامح الضيوف مع القائمين على هذه البرامج، قال عضو رابطة خريجي الأزهر: « في هذه الحالة يكون الضيف تنازل عن حقه الشخصي فقط، وأما العمل نفسه فهو عمل محرم شرعاً».
إلى ذلك، أثار برنامج « رامز تحت الأرض» جدلا في الأوساط المصرية، منذ حلقته الأولى، قد نتفق ونختلف حول موقف قيمي إزاء عمل فني يقدم للمشاهدة بصرف النظر عن سياقاته وأهدافه . لكن وجب ترك ذلك للنقد الفني بدل إقحام الدين في معركة ليست بالتوازن على النحو المطلوب.
والسؤال اليوم، ألا يمكن اعتبار صمت رجال الدين المطبق حيال مآت الكتب الصفراء التي تتلذذ في إبراز أقسى صور عذاب يمكن أن يناله بني آدم في الآخرة .. إن الرعب الحقيقي الذي تكشف عنه العديد من الفضائيات وغيرها ، ويتفنن في إبرازه تجار الدين عبر حلقيات مشروخة هو ما يحتاج إلى فتاوي. ثم أن أقوى مظاهر العذاب النفسي تلك المتجلية في أساليب الوعد والوعيد و أشكال الرعب وفنون العذاب الجهنمي الذي يستثمره رجال الدين بسخاء، بطرق وأساليب لا يمكن أن يتخيلها عقل بشر لابد أن يكون محور فتوى للشيخ سلمان أيضا..، فترويع الناس بعذاب القبر لدرجة الرهاب النفسي ألا يكون حرام شرعا ؟؟؟؟ فتوى التحريم الجديدة أرادها الشيخ أن تسري فقط على جميع البرامج التي تثير الرعب دونما أشكال الرعب الحقيقية كعذاب القبر … التي تنتظر الكافر و المرتد و تارك الصلاة إلى غير ذلك…»