يبدو أن فريق حسنية أكادير بدأ يدخل مرحلة الشك، وبالأخص بعد النتيجتين السلبيتين الأخيرتين المحصلتين أمام الرجاء البيضاوي برسم مؤجل الدورة السادسة، وأمام سريع وادزم برسم الدورة الأخيرة. فهاتين النتيجتين أرجعتا فيما يبدو وضع الفريق لنقطة الصفر، وأشعلتا مجددا حالة التوتر بين الفريق وجمهوره، الذي انتفض جزء هام منه خلال المباراة على الصورة الباهتة التي ظهر بها فريقه أمام سريع وادي زم، مما جعله يعبر مجددا عن سخطه على إدارة الفريق وطاقمه التقن،ي في شخص المدرب الجديد أمحمد فاخر، الذي لم يكن وضعه بالمريح طيلة هذه المباراة.
فخلال الشوط الأول، تمكن سريع واد زم، بتكتله دفاعيا وعلى مستوى منطقة الوسط، من أن يشل الآلية الهجومية للفريق الأكاديري، الذي استحوذ على الكرة طيلة هذا الشوط، لكن هذا الاستحواذ كان مفتقدا بشكل كلي للفاعلية والمردودية. كما أن يقظة حارس السريع محمد عقيد كان لها الدور، ليس فقط طيلة هذا الشوط، بل طيلة المباراة ككل في إنقاذ مرمى السريع، والذي كاد في حدود الدقيقة الأربعين من التوقيع على هدفه الأول من كرة ثابتة نفذها بوهرا، وكادت أن تعطي هدف السبق من نيران صديقة بواسطة المدافع أمين صادقي.
وخلال الشوط الثاني، استمر نفس السيناريو تقريبا والذي أتاح للفريق الزائر أن يستمر في خنق المحاولات الأكاديرية دفاعيا وعلى مستوى منطقة الوسط، التي كان لاعبو السريع متفوقين فيها، مما أتاح لهم أن القيام بتقليص المساحات أمام لاعبي الحسنية، الذين سيبادرون خلال النصف الثاني من هذا الشوط إلى مضاعفة ضغطهم الهجومي بواسطة باعدي والفحلي وأوبيلا، ثم بواسطة كل من تامر صيام، العائد من الإصابة والذي عوض ماليك سيسي المصاب، والملوكي الذي عوض الفحلي الذي كان أداؤه جد محدود. وقد ساهم في هذا الضغط الهجومي، والذي كان عقيما، حتى بعض لاعبي خط الدفاع كبوفتيني والصادقي. وطبعا هذا الاندفاع الهجومي الزائد وغير المجدي سيؤدي الفريق الأكاديري فاتورته خلال الثواني الأخيرة من المباراة، وتحديدا خلال الدقيقة الرابعة بعد التسعين، من خلال مرتد هجومي سريع للزوار قاده محمد روحي، ومن خلال تبادل كروي من لمسة واحدة مع زميليه ديارا والمتألق بوهرا، سيتمكن الأخير من تسجيل هدف ثمين وغير منتظر خلال النفس الأخير للمباراة، أمام دهشة لاعبي الفريق السوسي وطاقمه التقني، وجمهوره كذلك.
وعموما فهذه المباراة ظهر فيها فريق الحسنية ضعيفا دفاعيا وعلى مستوى منطقة الوسط، ومشلولا هجوميا، حيث أثرت عليه بعض الغيابات، أهمها غياب العميد ياسين الرامي الذي كان رفقة الفريق قبيل المباراة، وتحديدا لحظة التسخينات، ليغيب بعد ذلك عن تشكيلة فريقه بدعوى الإصابة. يضاف إليه غياب بعض العناصر الفاعلة هجوميا في الفريق، نذكر منها بالأساس المهاجم محمد بنحساين، والذي غاب لأسباب غير معروفة.