قال الموساوي العجلاوي، الخبير في العلاقات المغربية العربية والإفريقية، بخصوص الوفاة المفاجئة لقايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، إن الرجل في آخر ظهور له أثناء تنصيب عبد المجيد تبون، كان متعبا ويقف، بالكاد، على رجليه، موضحا في نفس الوقت أن الرجل أرهق كثيرا وكان يتحدث، على الأقل، مرة في الأسبوع أثناء تجواله في المناطق الست العسكرية، حيث كان يدير الصراع داخل الأجنحة العسكرية إضافة إلى الإعداد لواجهة سياسية جديدة، وهذه المجالات تتطلب جهدا كبيرا.
وأوضح العجلاوي أن الذي جرى يوم 14 دجنبر، أي يومين بعد الإعلان عن النتائج الرئاسية بالجزائر، كان مفاجأة أثناء الحملة، وأفهم الجميع أن المؤسسة العسكرية بجانب المرشح عز الدين ميهوبي، بدليل أن جبهة التحرير الجزائرية سحبت دعمها لصالح عبد المجيد تبون، ثم الاستقالات الجماعية للمرشح بنفليس وآخرين، واستنتج من ذلك أن المؤسسة العسكرية اختارت مرشحها ميهوبي.
وكشف العجلاوي أن المفاجأة، كانت بعقد اجتماع لقيادة الأركان برئاسة محمد قايدي، منسق المصالح السرية، الذي عوض فرضاك وحضره الجنرال بومعيز، قائد الأركان الجوية، وشنقريحة، قائد القوات البرية، بالإضافة إلى الجنرال بومعزة والجنرال سيمنس، رئيس مديرية المصالح الأمنية الداخلية، وحسب مصادر عليمة، فقد وبخ قايد صالح كثيرا الجنرالان كايدي وسيمنس لدعمهما المرشح موهيبي، مبرزا أن هذين الجنرالين «ورطا» المؤسسة العسكرية في العملية السياسية.
وأوضح المحلل السياسي العجلاوي، أنه في 15 دجنبر كانت هناك اجتماعات عسكرية خاصة حصرت لائحة ضمت ضباط الجيش، والقضاء والإعلام والولاة، إضافة إلى صحفيين، هذه اللائحة هي التي «ورطت الجيش في العملية السياسية بهذا الشكل في حين أن قايد صالح كان يساند عبد المجيد تبون إضافة إلى الجنرال ماجور لشخم»، ليخلص العجلاوي إلى أن ما بين 12 و 15 دجنبر كان هناك احتكاك قوي في قيادة الجيش.
ويؤكد العجلاوي أن قايد صالح كان مرتاحا أثناء تنصيب الرئيس الجزائري لكنه كن متعبا وبالكاد يقف على رجليه، وربما يرجع تعبه للانقسام في الجيش حول مرشح الرئاسة.
وبخصوص تعيين الجنرال شنقريحة، أوضح العجلاوي أنه جرت العادة على أن التعيين في هذا المنصب يأتي دائما من الجيوش البرية لأنها تشكل أكثر من 80 في المائة، ويعتبر ذلك مسألة عادية، لكن غير العادي، يرى العجلاوي، هو تعيين شنقريحة قائد الأركان بالنيابة، متسائلا في نفس الوقت: هل الأمر يتعلق بعدم حسم خليفة لقايد صالح أم أن الرئيس الجديد للجزائر يريد أن يرسل رسائل إلى الضباط الآخرين مفادها أن هناك إمكانية تعيين في المنصب أو أنه ينتظر تشكيل الحكومة الجديدة لتعيينه رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع؟
وأبرز الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن شنقريحة شخصية عسكرية غير معروفة، والشيء الذي أظهره في الواجهة الإعلامية هو التصريح الذي أدلى به سنة 2017 والذي هاجم فيه المغرب واعتبره عدوا، مضيفا في هذا الصدد أن الرجل له علاقة جيدة مع ما يسمى بوزير الدفاع بجبهة البوليساريو، البوهالي، وهو جزائري أيضا.
وبالموازاة، أبرز العجلاوي أن هناك من يتحدث على أن الجنرال شنقريحة مع الإفراج على معتقلي الحراك الجزائري الذي يصل عددهم حوالي 1000 معتقل.
أما في ما يتعلق بقراءته حول انتخاب عبد المجيد تبون كرئيس للجزائر وتصريح الأخير، قال الموساوي العجلاوي إنه يجب التمييز بين تبون المترشح وتبون الرئيس، تصريحه أثناء الحملة، كان حادا وعدوانيا في حين أن تصريحه بعد وصوله إلى الرئاسة تحدث فيه عن كون مسألة الصحراء هي مسألة الأمم المتحدة، وهذا ما تقوله كذلك عدة دول أخرى، ليخلص العجلاوي إلى أن الوفاة المفاجئة لقائد الأركان أحمد قايد صالح وصراع الأجنحة، سيعيدان الورقة المغربية إلى عمق البحث عن التوازنات في هرم النظام الجزائري.
وأكد العجلاوي على ضرورة انتظار التعيينات الجديدة أو إثبات المسؤوليات في المناصب وفي القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية لنفهم ما جرى ما بين 12 و 23 دجنبر 2019 ، مؤكدا أن تشكل الواجهات الأمنية والعسكرية والسياسية الجديدة هو الكفيل بمعرفة انعكاس ذلك على العلاقات المغربية الجزائرية.
المحلل السياسي الموساوي العجلاوي يكشف عن التطورات والمستجدات السياسية والعسكرية الجزائرية
الكاتب : الرباط: عبد الحق الريحاني
بتاريخ : 20/04/2021