أحرزت البطلة المغربية، خديجة المرضي، في أكتوبر 2019 الميدالية البرونزية لبطولة العالم التي احتضنها مدينة أولان أودي الروسية، وذلك بعد تغلبها في دور نصف النهائي لوزن أقل من 75 كيلوغرام على المصنفة الثانية في البطولة، الويلزية لورين برايس، التي سبق لها التتويج بالألعاب الأوروبية وألعاب الكومنولث (الألعاب البريطانية).
وأضحت خديجة المرضي بهذا الإنجاز أول ملاكمة مغربية تصعد لبوديوم بطولة العالم للملاكمة.وفجرت الملاكمة المغربية مفاجأة من العيار الثقيل بعد بلوغها هذه المرحلة، حيث تمكنت من الفوز على العديد من البطلات المتمرسات في الأدوار الأولى تتقدمهن المصنفة الرابعة في البطولة، فيكتوريا كيبيكافا، والمصنفة الخامسة، دمير سينور.
للتذكير، فخديجة المرضي استطاعت أن تفوز بالميدالية الذهبية للنسخة الأخيرة من الألعاب الإفريقية التي احتضنتها العاصمة الرباط في الفترة المتراوحة بين 19 و30 غشت الماضي.
المرضي أم لطفلين، تميز مسارها الرياضي بحادث وفاة والدتها وهي تحضر أحد نزالاتها برسم دوري كأس محمد السادس الدولية الذي احتضنته مراكش سنة 2014. هذه التظاهرة التي ستبقى مترسخة في ذهن خديجة المرضي وكل من عاشوا الحدث الكبير ،حيث عرف رحيل أمها إلى دار البقاء، وهي تشجعها بمدرجات قاعة بن شقرون بدور النصف النهائي في مشهد مؤثر ترك جرحا غائرا في نفوس الجماهير وأسرة الملاكمة الوطنية ، ومع ذلك واصلت البطلة خديجة المرضي المنافسات وتجاوزت النصف نهائي بل وأحرزت في النهاية الميدالية الذهبية.
وفي سنة 2017 ، ستعتزل مؤقتا الملاكمة حيث خضعت لعملية قيصرية وأنجبت طفلها الثاني، وعادت بعدها بسنتين لتستأنف نشاطها و تستعيد طراوتها البدنية و وفي شهر أكتوبر تنجح في نيل برونزية بطولة العالم كإنجاز خارق وغير مسبوق.
إزدادت خديجة المرضي بتاريخ فاتح فبراير سنة 1991 بسيدي عثمان بمدينة الدار البيضاء ،و تنتمي لعائلة عدد أفرادها ثمانية،و تنحدر شجرتها العائلية من مدينة محاميد الغزلان إقليم زاكورة ،و تقطن بحي التشارك بدوار لحميرية بأهل الغلام بتراب عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي.
ترعرعت خديجة المرضي بعائلة رياضية، بحكم أن رب أسرتها مارس رياضة الملاكمة بجمعية الشاوي للملاكمة التي يترأسها الرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية للملاكمة مصطفى وسام .
عشقت الملاكمة مند صغرها، لكن موافقة الأب على ممارستها كانت عائقا حول حملها للقفاز ،وبعد إلحاح شديد وتدخل أمها في الأمر تمت الموافقة على ممارسة الفن النبيل لتنطلق مسيرتها الرياضية بحثا عن الألقاب ،والبطولات لتكون بدايتها بالإلتحاق بجمعية إنيرجيك سيدي مومن، عن عصبة الشاوية «أ» للملاكمة سنة 2009 .
تألقت خديجة، وأبدعت فوقت البساط، وبدأ إسمها تتداوله مختلف الفعاليات المهتمة بالملاكمة النسوية، لتتوج بلقب بطلة للمغرب في وزن 75 كيلو غراما لأربع مرات، لتلتحق بالفريق الوطني المغربي النسوي سنة 2014 الذي عرف توهج القفاز المغربي بإمضاء اتفاقية دخول بطولة السلسلة العالمية للملاكمة، والملاكمة الاحترافية اللذان عرفا تألق مجموعة من الأسماء أبرزها محمد ربيعي، المتوج بذهبية بطولة العالم قطر 2015، وبرونزية ريو ديجانيرو 2016 .
بداية سنة 2019 عادت للممارسة الرياضية ووزنها يفوق 107 كيلوغرام، لتخضع إلى برنامج دقيق بجمعيتها إنيرجيك سيدي مومن بمتابعة طبية وتقنية مكنتها من النزول إلى وزنها الطبيعي 75 كيلوغرام، بما يعادل نقصان ما مجموعه 33 كيلوغرام لتلتحق بعرين الفريق الوطني لخوض بطولة الألعاب الإفريقية الرباط 2019 ، لتتوج بالميدالية الذهبية .
وفي بطولة العالم بروسيا 2019، تتوج ببرونزية بطولة العالم في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القفاز المغربي النسوي.