أنا وأنتِ، طرفا هذا الحقلِ
بيننا موسيقى، ومسافرون كُثْرٌ
زهور بيضاءُ، وأَيادٍ
تحملها إلى ظُلَّة قبرٍ
أو صفصافة امْرأةٍ
أراكِ بعينٍ واحدةٍ
فتكبرينَ سريعا
مثل ظلالِ الأعالِي
بِعيْني الأخْرى
تغمزين الفراغَ الذي بيني وبيني
فيغْمرُني دمعي
وترْتبكينَ، مثل إوزّ هائجٍ
تَتعثّرينَ في ظُلَّتي
فتمْطرينَ
وأشكرُ الربّ الذي دسّ في معْطفي
فائضا من التّرابِ، والمراعي
أراكِ من بعيدٍ
أراكِ تفزعينَ إلى المروجِ القَصيةِ
بساقينِ نحيفتينِ
وفيضٍ من الضّوضاءِ
فأهتفُ «يا بشرايَ»، هذا العامَ
يعودُ رفاقي من قلقٍ بائتٍ
يقِظينَ، مثل رُعاةِ الإوزّ
في منحدراتِ التلالِ
هذا العامَ يُشفونَ
من هرجِ العطّارينَ، ومنْ سهْوي
أسلّمهمْ عاصفةَ الوْقتِ
وأحْرسني
منْ أمْنياتي الْباقياتِ
ومنْ ندَمي!