تعليمات تسحب تنظيم «عاصمة الثقافة الإفريقية » من مراكش وتسندها للرباط

أعلن الكاتب والتشكيلي ماحي بنبين، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، عن نهاية حلم تنظيم التظاهرة الثقافية الكبرى « مراكش عاصمة للثقافة الإفريقية». وقال بنبين في تدوينته التي نشرها مساء يوم الأربعاء 22 يناير الجاري « بأسف كبير أعلن أنه لأسباب غير مفهومة، وبعد عدة شهور من التهييء المكثف، تقرر تخلي مراكش عن تنظيم تظاهرة « عاصمة الثقافة الإفريقية» لفائدة الرباط. وبذلك فقد انتهت ابتداء من هذا المساء مهمتي كرئيس شرفي لهذا الحدث «.
وفي ظل غياب أي توضيح رسمي من قبل المجلس الجماعي لمراكش، يزداد الموقف غموضا، حيث أكد مصدر من وزارة الثقافة أنه لم يصدر أي قرار مكتوب رسمي في هذا الموضوع، وأن الوضع ما زال إلى اليوم كما كان مقررا. لكن مصدرا موثوقا من المجلس الجماعي أكد صحة ما ورد على لسان الكاتب ماحي بنبين، موضحا أن العمدة تلقى بشكل مفاجئ مكالمة هاتفية تخبره بأن تعليمات صدرت بأن يُسند تنظيم هذ التظاهرة لمدينة الرباط. وأضاف المصدر نفسه، أن الإعداد لهذه التظاهرة التي كان مقررا لها أن تنطلق رسميا في يوم 31 يناير الجاري، كان يجري بجدية حيث تم رصد الميزانية المخصصة لها من قبل مجلس المدينة وكذا مجلس جهة مراكش آسفي، وعُقدت الشراكات اللازمة للتنظيم في انتظار التوصل بمساهمة وزارة الداخلية ووزارة الثقافة.
وعن سؤال عن الجهة التي قررت سحب تنظيم هذه التظاهرة الضخمة من مراكش وإسنادها للرباط اكتفى مصدرنا بالتأكيد أن الأمر يتعلق بـ» تعليمات» دون أن يشير للجهة التي صدرت عنها.
وكان الإعلان عن مراكش عاصمة للثقافة الإفريقية قد تم، يوم الخميس 22 نونبر 2018، في إطار أشغال القمة الإفريقية الثامنة للمدن والحكومات المحلية المتحدة المنعقدة حينها بالمدينة الحمراء.
وجاء اختيار مراكش لإطلاق مشروع العواصم الإفريقية للثقافة، حسب ما أعلن عنه حينها، تتويجا للمجهود المغربي إزاء إفريقيا وتعميقا للمسار الذي جعل من البعد الإفريقي خيارا استراتيجيا للمملكة يصب في اتجاه المصالح المشتركة لشعوب إفريقيا النابضة بالأمل والزاخرة بإمكانيات النهوض والنمو. مثلما يشكل تأكيدا عمليا على القيمة والقوة التي يحظى بها الرأسمال الثقافي لإفريقيا باعتباره عاملا حاسما في تنمية القارة.
ويراهن مشروع العواصم الإفريقية للثقافة، على التحسيس بضرورة إيلاء الثقافة الإفريقية بتنوعها وغناها، والأهمية التي تستحق في كل المشاريع الإنمائية للقارة، ودورها في تقوية الوعي الإفريقي بتماسك قضايا القارة والتقائية أسئلتها المصيرية، مثلما يسعى إلى تعميق وعي المسؤولين بالدور الحاسم الذي تقوم به الثقافة في صياغة روح المدينة، وصيانة عمقها الإنساني.
وكان اختيار مراكش عاصمة للثقافة الإفريقية، اعترافا بقيمتها كفضاء رمزي وذاكرة حية للروابط التاريخية بين المغرب وبلدان إفريقيا، ومكانا لاستمرارية التفاعل الثقافي في بعده الكوني، بوصفها مجالا للتلاقي والحوار بين مختلف الثقافات. وهو ما يؤهلها لتكون منصة وواجهة عالمية للثقافة الإفريقية.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 24/01/2020