عانت ساكنة العديد من جماعات العالم القروي بإقليم تارودانت، طيلة عقود ، من التهميش في المجالين التعليمي والصحي، ما ساهم في الهجرة الكلية بعد الجزئية إلى المدن الكبيرة كالدارالبيضاء والصغيرة كأيت ايعزا وتارودانت، لضمان الدراسة للأبناء، حيث كان أولياء الأمور يبحثون فقط عن لقمة العيش لأبنائهم في الماضي والآن ومنذ سنوات يبحثون لهم عن الدراسة.
للتذكير منذ التقسيم الجماعي لسنة 1992 والجماعات القروية الثلاث : والقاضي ، النحيت و تيسفان تطالب المسؤولين، بواسطة دورات عادية واستثنائية لمجالسها ، ومراسلات عادية إلى العمالة وإلى نيابة التعليم بإقليم تارودانت من أجل بناء إعدادية وداخلية لأبناء وبنات ساكنة هذه الجماعات، خاصة وجماعة النحيت ومنذ ست سنوات تتوفر على المدرسة الجماعاتية، كما تتوفر على النقل المدرسي لفائدة مائتين وسبعين تلميذا وتلميذة ، كما تتوفر جماعة والقاضي وجماعة تيسفان على نفس العدد فأكثر لكل منهما، مع العلم أن أحد المحسنين من جماعة والقاضي منح هكتارين من ملكه الخاص كوعاء عقاري وحفظه وسلمه لمندوبية التعليم بتاردوانت إلى جانب رؤساء الجماعات الثلاث الذين عقدوا شراكة مع المدير الإقليمي للتعليم بتارودانت وتكونت لجنة سداسية مساعدة تقوم بالمتابعة والاتصال بالمسؤولين في النيابة وفي العمالة وفي الأكاديمية منذ بداية 2015 وإلى الآن، كما أن المطالبة بإعدادية وداخلية كانت حاضرة بجماعة النحيت في دورة ابريل 1993 والمحاضر تشهد على ذلك، كما أننا سبق أن نشرنا تحقيقات عن إيغرم أوضحنا فيها أن إعدادية وثانوية الأرك لا تستوعب تلامذة ست عشرة جماعة قروية وبلدية واحدة هي بلدية إيغرم ، مع الإشارة إلى عدم قدرة المؤسسة على سد حاجيات أكثر من خمسمائة تلميذ وتلميذة من الماء الشروب ، حيث أن الماء يتوفر أحيانا ساعة في اليوم لساكنة إيغرم في الأيام العادية، وقد سبق للمسؤولين أن وقفوا على هذا الخصاص في مادة حيوية كالماء . ومؤخرا أعطيت الانطلاقة لبناء ثلاث دور للطالب وداخلية ، طبعا للحاصلين على المنح بمعدل أقل من واحد في المائة من المستحقين لها غير الممنوحين من الذكور، والذين «يكدسون» في الخيرية التي لا تتوفر على أدنى الشروط المادية والمعنوية ، وقد سبق أن عرفنا بها وبمعاناة من ولجوها خاصة في فصل البرد القارس، حيث أن قلة قليلة تستطيع الصمود وتغادرها الأغلبية قبل منتصف السنة الدراسية، مؤشرة على الهدر المدرسي المفروض، مما يجعل الساكنة تطالب، أفرادا وجمعيات، بالتعجيل بفتح دور الطالب المشار إليها بعد استكمال بنائها، وقد وعد المسؤولون بفتحها في أقرب وقت .نأمل ذلك.
الاكتتاب لتوفير المنح
في السياق ذاته ، يضطر سكان جماعة النحيت – للسنة الخامسة على التوالي – لجمع المنح تطوعيا بواسطة المواقع الافتراضية، لإنقاذ بناتهم من التشرد، وقد تم دفعها في السنوات الدراسية 2017/2018-2019/2020 بإعدادية أكادير الكبير بمدينة أيت ملول، لتفتح أبوابها لحوالي أربعين تلميذة، حيث توفرت الدراسة والداخلية، بفضل تعاون وتضامن الإدارة والداخلية وطاقم التدريس والإدارة الإقليمية والأكاديمية الجهوية، دون إغفال المداومين من المحسنين ممن يقومون بتوفير المنح من أجل تمدرس عشرات التلميذات المنحدرات من الأسر المعوزة .
وللتخفيف من وطأة جمع المنح للفتيات ولإنقاذ الذكور من معاناة خيرية إيغرم ولإعادة الأسر التي هاجرت مرغمة إلى تارودانت وأيت إيعزا أو البيضاء لإنقاذ أبنائها، تم عقد الشراكة المشار إليها بداية 2015 بين الجماعات الثلاثة مع نيابة التعليم بتارودانت، ورغم أن الأطراف المعنية عقدت اجتماعات مع عامل الإقليم وداخل مكتب المدير الإقليمي بتارودانت وداخل مكتب مدير الأكاديمية بأكادير مرات عديدة. ورغم وجود روافد من الجماعات المجاورة كأبناء جماعة امي نتيرت، أبناء جماعة سيدي احمد اوعبد الله، فمازال نصيب أبناء الجماعات الثلاث مجرد وعود ووعود كل سنة من 2015 إلى 2020، وكل عام وأبناء هذه المنطقة يحصدون المعاناة والحرمان من التعليم الإعدادي والثانوي كأبسط حق من حقوق المواطنة، كما هو الشأن أيضا بالنسبة لأبناء جماعة إيماون.
المطالبة بالتعجيل ببناء إعدادية والقاضي
يطالب سكان الجماعات الثلاث الجهات المسؤولة بالموافقة والإسراع ببناء إعدادية وداخلية والقاضي، وذلك في أفق أن تعود العديد من الأسر إلى قراها التي غادرتها بحثا عن توفير الدراسة لأبنائها، شاكرين التآزر الموروث للمحسنين الذين اعتادوا جمع المنح كل سنة نيابة عن وزارة التربية الوطنية، وكذا الجمعيات المتواجدة في المدن لجمعها الملابس والانتقال من أجل توزيعها على التلاميذ المتواجدين في إعدادية وثانوية الأرك بإيغرم وقاية لهم من البرد القارس الذي تتميز به المنطقة. وبدعوة من جمعية النحيت للتنمية القروية والتضامن، عقد اجتماع لجمعيات وفدراليات تابعة للجماعات الثلاث المشار إليها بدار الشباب المسيرة بالحي الحسني بالدارالبيضاء بتاريخ 25-1-2020، تمحور حول الوضع التعليمي بالثانوية التأهيلية الأرك بإيغرم من حيث التغذية والسكن غير اللائق، وقد أسفر الاجتماع عن تشكيل لجن وإصدار بيان طلب فيه المجتمعون من المسؤولين «التعجيل بفتح دور الطالب المغلقة، و ببناء إعدادية وداخلية والقاضي لحل مشكل الاكتظاظ بتأهيلية الأرك».