نظمت “نقابة صيادلة ولاية الدارالبيضاء الكبرى” زوال يوم الأربعاء 5 فبراير 2020، لقاء تحسيسيا تواصليا، حول موضوع “فيروس كورونا” من أجل التعريف به وبأعراضه وسبل الوقاية في التعامل مع مثل هذه الوضعية الوبائية. وشدّد الدكتور وليد العمري، رئيس النقابة، في كلمة له بالمناسبة، على أن اللقاء يندرج ضمن برنامج التكوين المستمر الذي سطّرته النقابة، مبرزا الدور الفعّال للصيدلاني الذي يكون في صلة مباشرة مع المواطنين، ويعد الحلقة الأولى الأقرب إلى المرضى، الذين يلجون الفضاء الصيدلاني من أجل الاستشارة وصرف الأدوية، مؤكدا على أن سلسلة الصيدليات الممتدة على الصعيد الوطني تعد صمّام أمان ومدخلا للعلاج، وبأن الصيادلة ظلوا دائما منخرطين ومساهمين في تحقيق الأمن الصحي للمغاربة.
اللقاء الذي أطره البروفسور مرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمراض التعفنية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، قدّم من خلاله نبذة عن التهديدات التي يمكن للفيروسات أن تحدثها، والتي هي ليست وليدة اليوم بالنظر إلى أن العالم عاش مجموعة من الأزمات الوبائية، التي خلّفت عددا متباينا من الضحايا بين كل جائحة وأخرى، مشددا على أن الفيروسات تستهدف الإنسان أو الحيوان أو هما معا، وبأن هناك أنواعا يمكن التعايش معها، وأخرى تتسبب في مضاعفات صحية، بل قد يفارق الحياة المصابون بها ؟.
ووقف المتحدث عند التداعيات الصحية والاقتصادية وكلفتها على العالم بأسره لبعض الأوبئة، مبرزا أن “مصنع العالم “اليوم الذي هو الصين مغلق بسبب فيروس كورونا المستجد، كما استعرض مجموعة من الأرقام المتعلقة بما سببته الأنفلونزا الإسبانية ما بين 1918 و 1920 وضحاياها الذين قدروا ما بين 30 و 100 مليون وفاة، والأنفلونزا الآسيوية ما بين 1975 و 1958، والتي أسقطت ما بين مليون ومليون ونصف قتيل، وكذا أنفلونزا هونغ كونغ، وأنفلونزا Ah1n1، ثم أنفلونزا الطيور، وإيبولا، وزيكا والسارس، مشددا على أن الإشكال الكبير في التعامل مع الأوبئة هو تنقلها عبر الهواء، مما يؤدي إلى اتساع دائرة انتشارها، وهو ما يجب الانتباه معه إلى السعال والعطس وغيرهما. وأوضح البروفسور مرحوم أن هناك أنواعا متعددة من فيروسات الكورونا، على مستوى الشكل والتسمية، تتواجد في أوساط الخفافيش والثعابين والثدييات، مبرزا أن 7 منها هي التي خلقت مشكلا عند الإنسان وضمنها الفيروس في صيغته الحالية، مؤكدا على أن مابين 10 و 20 في المئة من حالات الأنفلونزا لها صلة بأحد أنواع الكورونا دون أن يكون لها أي وقع أو تأثير على الصحة.وأشار الخبير في مجال الأمراض التعفنية إلى أن المتسبب في نقل الفيروس اليوم يتأرجح ما بين الخفافيش والثعابين، مستعرضا عددا من المعطيات الرقمية التي تؤكد أن الداء ينتشر بطريقة واسعة، وفقا لما تؤكده معطيات منظمة الصحة العالمية، واستفاض في تقديم العديد من الشروحات المرتبطة بالفيروس وبكيفية التعامل مع الحالات المشتبه في إصابتها وسبل الوقاية.
وشهد اللقاء مجموعة من المداخلات أوضحت قيمته العلمية، ومكانة الصيادلة في طليعة مهنيي الصحة للإجابة عن مختلف الإشكالات المرتبطة بهذا القطاع، وتم الإعلان عن إطلاق حملة في صفوف الصيادلة من أجل تحسيس المواطنين، ولهذه الغاية تم تخصيص مجموعة من الملصقات والمطويات، مساهمة من صيادلة الدارالبيضاء في الرفع من مستوى الوعي بالداء وسبل الوقاية منه.