في مثل هذه الفترة الزمنية من كل سنة، تنشط عمليات تهريب الأخطبوط المصطاد بشكل غير قانوني إبان الراحة البيولوجية لهذا الصنف من الأحياء المائية بسواحل الداخلة، بحيث يتم تهريبها، بمختلف الأشكال، إلى وحدات تجميد وتخزين الأسماك بمدينة أكادير ونواحيها بعد أن تكون الشاحنات التي حملتها قد قطعت عدة أميال ومرت بحواجز أمنية كثيرة.
وحسب مصادر مهنية، فقد عمد المهربون وبدرجات عالية من الاحتيال إلى تهريب أطنان من الرخويات من ميناء الداخلة، وسط أسماك أخرى، من أجل تجميدها وتخزينها داخل مستودعات أكادير، في انتظار إنجاز الوثائق الخاصة بها بهدف تسويقها مرة أخرى إما بالأسواق الداخلية أو الخارجية.
ولعل المثير للاستغراب في قضية تهريب الرخويات هو أن عدة وجوه نافذة بمدينة الداخلة، بمن فيها بعض المهنيين الذين يتشدقون بالدفاع عن الثروة السمكية وحماية مصالح مهنيي القطاع، تعتبر اليوم من أكثر الوجوه المتورطة في تهريب الأخطبوط ،بطرق احتيالية، إلى وحدات تجميد الأسماك بمدينة أكادير وبالضبط بحي تاسيلا وأنزا .
والدليل على ذلك هو أن هذه الوحدات مستمرة إلى اليوم في العمل بسبب تواجد الأسماك من نوع الرخويات القادمة عبر التهريب من ميناء الداخلة حتى في فترة الراحة البيولوجية، بحيث يقوم المهربون بالتصريح فقط بأسماك أخرى ذات قيمة أقل من الرخويات بهدف التهرب من الرسوم من جهة والتستر على عمليات التهريب من جهة ثانية.
وهكذا يتم اعتماد الأسماك الأقل قيمة كالسردين وغيره كواجهة لتمرير سمك الإخطبوط، الذي يتم تجميعه بمستودعات تجميد الأسماك بعدة مناطق مختلفة بمدينة أكادير، في ظل غياب مراقبة صارمة لهذه المستودعات من لدن لجنة خاصة من وزارة الفلاحة والصيد البحري، للوقوف على حجم الخروقات المرتكبة من مهنيي تجميد الأخطبوط حتى الصغير منه الممنوع اصطياده .