شرع ممرضو التخدير والإنعاش، انطلاقا من يوم أمس الاثنين، في حمل الشارة السوداء، حدادا على روح ضحية الواجب المهني، رضوى لعلو، ممرضة التخدير بأسا الزاك التي فارقت الحياة، يوم الثلاثاء 18 فبراير 2020، أثناء القيام بواجبها، وكذا تضامنا مع كافة ضحايا الحوادث والأخطار المهنية المتعلقة بالنقل الصحي. وأوضح عبد الإله السايسي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الجمعية قررت دعوة كافة أعضاءها للقيام بهذه الخطوة طيلة الأسبوع الجاري، للتعبير عن الحزن الشديد الذي أرخى بظلاله على المهنيين، بعد وفاة رضوى، وهو نفس الوضع الذي يعيشه الجميع عقب كل حادث مماثل، ومن أجل التنبيه إلى خطورة الوضع الحالي الذي يمارس في ظله ممرضو التخدير والإنعاش، هذه الممارسة التي تعرف العديد من الإشكاليات القانونية والتنظيمية وكذا اللوجستيكية.
وشدّد السايسي، على أن الجمعية سبق لها أن دقت ناقوس الخطر بخصوص هذا الموضوع مرارا وتكرارا، إلا أنها لم تجد آذانا صاغية، مبرزا على أنها تعود اليوم لتحذر من استمرار نزيف النقل الصحي في غياب تدخل عاجل من لدن الوزارة الوصية وكل الفاعلين في القطاع، للعمل على توفير السلامة للمواطن سواء، كان معالجا أو ممارسا. وأكد المتحدث أن الشارة السوداء تعبر عن استنكار المهنيين لما يعيشونه من وضع عنوانه العريض فشل تسيير وتدبير هذا الملف جهويا ومحليا، إلى جانب الصمت وطنيا، وجوابا على كل الاجتهادات الإدارية التي تقوم على «تكليف» ممرض التخدير بالنقل الصحي دون توضيح مهامه وطنيا بمراسيم منظمة، من قاعات العمليات وغيرها، ليظل دائما عرضة للمتابعة تحت طائلة القانون الجنائي، بتهمة عدم تقديم العون لشخص في الخطر، أو القيام بمهام فضفاضة متعارضة مع الإشراف والخصاص، ليترك مجالا للاجتهاد أو التوقيف، أو التعنيف أوالموت في الطرقات!
من جهتها، أعلنت حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، عن تنظيم مسيرة وطنية يوم السبت 29 من الشهر الجاري بالرباط، انطلاقا من مقر وزارة الصحة صوب البرلمان، مطالبة الوزارة الوصية على القطاع بالقيام بتحقيق جدي في فاجعة «رضوى» بشكل دقيق وتحديد المسؤوليات استعجاليا، محمّلة حوادث النقل الصحي للحكومة ووزارة الصحة، بسبب الفراغ القانوني وضعف التجهيزات فضلا عن الخصاص الحاد في الموارد البشرية، مستنكرة الإكراهات التي تعرفها مهن التمريض وتقنيات الصحة ببلادنا.